حاوره: رياض طوق
اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ أن على سوريا اظهار حسن نواياها تجاه الحكومة اللبنانية وأن تتجاوب لحل القضايا العالقة بين البلدين. الصايغ وفي حديث لـ”شفاف الشرق الاوسط” قال أن تعبير “الاحتلال السوري” الذي أطلقه النائب سامي الجميل في مجلس النواب هو موقف الكتائب وانه لا يمكن تغيير توصيف المشكلة بين لبنان وسوريا بمجرّد وجود ظرف اقليمي معيّن. كما أكّد الصايغ أن الوضع اليوم لا يمكن أن يكون كما كان عليه في بداية التسعينات لا سيما بعد خروج الجيوش المحتلة من لبنان وبفضل القرارات الدولية والمحكمة الدولية والخطاب السياسي في البلاد.
كما طلب الصايغ من سوريا الكفّ عن اعتماد وكلاء لبنانيين على مصالحها في لبنان وأن تكتفي بسفارتها كوكيل رسمي ووحيد. واكّد ان فريقه لم ينتظر الاستنابات القضائية ليتنبه الى الطريقة السلبية التي ينتهجها الجانب السوري في علاقته مع لبنان. أما عن موقع الكتائب، فقد شدد الصايغ على التحالف المتين الذي يجمع حزبه بقوى الرابع عشر من آذار وعلى ان الكتائب هي في صلب الاكثرية النيابية ومن صلب ثورة الارز.
في ظل التطورات السريعة التي تشهدها الساحة السياسية اللبنانية، وفي ظلّ الحديث عن عودة تأثير سوري مباشر في سياق الاحداث في لبنان مع تشكيل الحكومة التي كسبت ثقة كاسحة الاسبوع الماضي، وبعد المواقف التي عبر عنها نواب قوى 14 آذار قبيل اعطاء الثقة لحكومة الحريري الاولى، وعلى أبواب زيارة مرتقبة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا، كان لا بدّ من اجراء حديث مع ممثل الكتائب في حكومة سعد الحريري الاولى وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور سليم الصايغ.
س: ماذا عن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا؟
ج: نتمنى أن تنجح هذه الزيارة من أجل بناء علاقات جدية وندية على قاعدة الاحترام المتبادل بين سوريا ولبنان. فرأينا معروف في هذا الشأن وعبّرنا عنه في البيان الوزاري. ويجب على الدولة متابعة الملفات العالقة بين البلدين، من قضية المفقودين والمعتقلين في السجون السورية بالاضافة الى موضوع الجثامين والرفات، الى قضية المخيمات الفلسطينية والقواعد العسكرية خارج المخيمات. وبالطبع يجب متابعة موضوعي ترسيم الحدود وهوية مزارع شبعا. لذا نقول أن المطلوب ليس زيارات متبادلة بحيث يزور الرئيس سعد الحريري دمشق ويقابلها زيارة رئيس الحكومة السورية الى بيروت فحسب، فهذه الزيارات تبقى رمزية. أما نحن فنطمح للارتقاء بالعلاقات بين البدين، وهذا لا يتم الا من خلال خطة عمل واضحة، كما انه على الجانب السوري ان يقدم اشارة معنوية والا يكتفي بالزيارات الرمزية.
فالتطبيع الكامل غير ممكن، ولا يمكن أن نعتبر أن شيئاً لم يكن. فالفترة التي ناهزت 30 عاماً قضاها الجيش السوري في لبنان مع ما رافقها من ممارسات لا يمكن تجاهلها والقول عفا الله عن ما مضى. فالعلاقات يجب ان تكون مبنية على اسس واضحة لا تقبل الالتباس. وحل الملفات يجب ان يكون على أساس البيان الوزاري الذي اتفقت عليه الحكومة. وأنا كوزير سأتحمل كامل مسؤولياتي لمعالجة تلك القضايا.
س: هناك كلام عن تغيير في موازين القوى، لا سيما في ظل مفاوضات سعودية- سورية وانفتاح أميركي واوروبي على سوريا. كما يحكى عن رهان عربي ودولي لفك الارتباط السوري- الايراني وهذا يترجم باعطاء سوريا امتيازات جديدة في لبنان. ما رأيكم؟
ج: نحن نقول ان تغيير موازين القوى لا يصبّ في مصلحة سوريا كما يتم الايحاء من قبل البعض.
فسوريا هي التي تستعجل الدخول في المنظومة الدولية وهي التي تطرق أبواب الغرب، كما انها تطرق ابواب تركيا وغيرها بهدف الاسراع بعملية السلام. ولكنها بقدر ما تتقرب من المجتمع الدولي، بقدر ما تعطي اشارات طمأنة الى ايران. وهذا التوازن الذي تريد سوريا تحقيقه بين الدول العربية والمجتمع الدولي من جهة وايران من جهة ثانية، انما هو محاولة يبذلها النظام السوري لكي يستعيد حجمه الاقليمي الذي فَقَدَه بشكل دراماتيكي. ولكننا نقرّ بأن الدور السوري الجديد لا بدّ أن ينعكس على لبنان طالما ان هناك فئات لبنانية تنتظر اشارات من الشام لتتحرك، وطالما ان هناك أطرافاً لبنانية تعتبر أنها وكيلة على مصالح سوريا في لبنان. ومن هنا لا بدّ من القول انه على سوريا ان تكفّ عن اعتماد وكلاء لها في لبنان والاكتفاء بسفارتها كوكيل وحيد على مصالح سوريا. وتجدر الاشارة الى ان وكلاء سوريا لم يؤدّ تحركهم الى اية نتيجة. والنتيجة الوحيدة كانت لحظة تأليف الحكومة من بعد التوافق الاقليمي الذي فرض تسهيل الامور. وهذا الامر دفع سوريا الى أن تفرض على جماعاتها في الداخل اللبناني الدخول في منظومة الدولة. ومن هنا يمكن التأكيد انه بالرغم من تأثير سوريا الكبير على لبنان، الا انها ليست صانعة القرار فيه.
س: يقال أن المرحلة الجديدة ستفرض على الرئيس الحريري الإبن أن يتعاطى في الاقتصاد ويترك الامن والسياسة لسوريا كما كان الحال مع الرئيس الحريري الاب.
ج: نحن نسمع كلاماً من هذا النوع، لا بل محاولات من هذا النوع. فسوريا لا ترغب أن يفلت لبنان من تأثيرها، وهذه حال تعاطي الدول الكبرى مع جاراتها التي تصغرها، وهذا قد يكون مساراً طبيعياً في علاقات بعض الدول. الا أننا نعمل لمنعه. فمعركة السيادة لم تنته عام 2005. ومعركة السيادة هي فعل ايمان يومي. ومن هنا على الرئيس الحريري أن يخلق ديناميكية جديدة في التعاطي. أما الكلام عن أن الحكم عام 2009 سيكون كما كانت الحالة عليه عام 1994، فهذا أمر غير وارد بتاتاً. ففي التسعينيات كان لبنان تحت الاحتلالين الاسرائيلي والسوري. كما ان اليوم هناك القرار 1701 وباقي القرارات الدولية، وهناك محكمة دولية وتبادل سفارات وثورة الارز وخطاب سياسي عالي السقف. وأضيف أنه بحكم علاقاتنا بجميع العواصم المهتمة بالقضية اللبنانية، لم نسمع حتى الساعة أي كلام أو ايحاء عن امكانية اعادة لبنان تحت التأثير السوري. ولكننا قد نشهد من حين الى آخر تضخّماً لدور سوريا في لبنان في سياق العمل على فك ارتباطها مع ايران، انما ليس هناك ما يشير الى اعادة لبنان مجدداً الى الفلك السوري لأن الجميع يعلم أن سوريا ليست عامل استقرار في لبنان. فالاستقرار يأتي من خلال المعادلة الداخلية اللبنانية وليس من خلال ضابط الايقاع الموجود في الشام.
ولكن اذا كان هناك أحد في الداخل أو الخارج يراهن على أن سوريا ستلعب أدواراً كبرى واضافية في لبنان مقابل أن تتولّى ضبط أو لجم سلاح حزب الله، فهذا وَهَم ولا يترجم على أرض الواقع لأن الوضع في لبنان لا يستقر الا نتيجة التفاهمات الداخلية.
س: في موضوع الاستنابات القضائية التي أصدرها القضاء السوري، لماذا هذا التوقيت الذي يتزامن مع جولة الرئيس سعد الحريري الى الدول العربية والتي ستشمل سوريا؟ وهل تعتبرون أن هذا التعاطي هو من باب الاستفزاز؟
ج: أولاً يجب أن لا يتوهم أحد أن العلاقة مع سوريا باتت في أفضل حالاتها. ونحن لا ننتظر الاستنابات القضائية لنتنبّه الى الضغوط السورية التي تمارس علينا. ونحن نطلب من الجانب السوري اظهار حسن نواياه تجاهنا. فنحن أظهرنا حسن النية في البيان الوزاري. وهنا لا بد من خطوات سورية ايجابية. فقضية المعتقلين والمفقودين يجب الاسراع في حلها قبل اي شيء آخر وهذا الامر لا يكلف سوريا أي شيء لو أرادت فعلاً تحسين العلاقات. فهذا الامر ليس له صلة بالصراعات الاقليمية أو بالعلاقات السعودية- السورية أو الايرانية- السورية. ومن هنا تستطيع الدولة السورية اعادة بناء علاقة ثقة وصداقة مع الشعب اللبناني الذي قمعته وانتهكت أعراضه.
س: لاحظ البعض أن كلمات النواب خلال جلسات الثقة التي انعقدت الاسبوع الماضي تخللها هجوم مركّز على سلاح حزب الله مقابل لهجة مخففة تجاه النظام السوري، باستثناء كلمة النائب سامي الجميّل الذي اعتبر أن الوجود السوري السابق في لبنان كان احتلالاً. لماذا هذا الهجوم اليوم بالذات على سوريا؟
ج: هذا الكلام عبّر عنه السواد الاعظم من اللبنانيين منذ خمس سنوات، ونحن لا نستطيع تغيير توصيف المشكلة. واذا كان هناك من تفاهمات بين السعودية وبين سوريا، فنحن لا نستطيع الهروب من الواقع. وعلينا ان نكون صادقين مع أنفسنا اولاً ومع السوريين ثانياً. فنحن كحزب كتائب لا نستطيع أن ننهي بشطبة قلم كل ما حصل بين لبنان وسوريا بمجرّد حدوث تطورات اقليمية معينة.
س: ماذا عن اعتبار النائب سامي الجميل أن الوجود السوري في لبنان كان احتلالاً؟
ج: النائب سامي الجميل يعبّر عن رأي حزب الكتائب في هذا الموضوع. فالسوري لم يخرج بملء ارادته من لبنان، وثورة الارز هي التي أخرجته. ومن ذلك الوقت بدأنا نطمح الى بناء العلاقات المميزة مع سوريا في حال استكمل خروج الجيش السوري بانهاء ملفات المفقودين والمعتقلين وترسيم الحدود وتحديد هوية مزارع شبعا. الا ان هذه القضايا لا تزال عالقة وسوريا لم تقبل الوضع الجديد وحاولت بشتى الوسائل أن تعرقل قيام الدولة في لبنان.
س: أين موقعكم في تحالف قوى الرابع عشر من آذار؟
ج: نحن في تحالف كامل مع جميع مكونات قوى الرابع عشر من آذار. وهناك تنسيق تام بين الكتائب وبين جميع قوى 14 آذار.
فنحن في صلب حركة الرابع عشر من آذار. ولا امكانية لوجود ثورة أرز من دون الكتائب ولا كتائب من دون ثورة أرز وعلاقة الكتائب بتيار المستقبل وبالقوات اللبنانية علاقة متينة والتفاهم تامّ على مختلف الاصعدة.
الوزير سليم الصايغ لـ”الشفّاف”: تغيير موازين القوى ليس لمصلحة سوريا كما يوحي البعض و”الكتائب”ةفي قلب 14 آذار
مع الاسف اصبح الحج لدولة المافيات المخابراتية والفقر والخوف والفساد اي للنظام الجملكي المخابراتي السوري وذلك نتيجة سيطرة حزب الله الطائفي الايراني على لبنان والمافيات المخابراتية التي تستمر في تدمير الشعوب العربية.