نرحب بجنبلاط خطيباً يوم 14 شباط ولكننا نتخوف من كلمة سياسية
حاوره: رياض طوق (الشفاف- بيروت)
أكّد الوزير السابق جو سركيس انه سيتم احياء ذكرى 14 شباط في وسط بيروت بمشاركة فاعلة لجمهور 14 آذار معتبراً ان الحضور المسيحي سيشكل المفاجأة الكبرى. كما أعرب عن تقدير قوى 14 آذار لمشاركة النائب وليد جنبلاط في حال لبّى الدعوة، آملاً الا تأتي كلمته في حال القاها مناقضة للمبادىء التي تقام على اساسها المناسبة. سركيس وفي حوار مع موقع “شفاف الشرق الاوسط” شدد على ضرورة اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها معتبراً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري قد يعرقل اجراءها لأسباب تتعلق بحسابات مناطقية ومحلية. ورأى سركيس أن خفض سن الاقتراع يجب أن يقترن باعطاء اللبنانيين المقيمين في الخارج حق الاقتراع.
وعن موقف أمين سر حركة “فتح الانتفاضة” “أبو موسى” من السلاح، قال سركيس ان لهذا الموقف أبعاداً اقليمية ويعبر عن موقف القيادة السورية التي لم تغير بعد في سلوكها بالتعاطي الفوقي مع لبنان.
س: هل تعتقدون أنه قد يتم تأجيل أو الغاء الانتخابات البلدية والاختيارية لا سيما بعد الجدل الدائر حول القانون الانتخابي
والاصلاحات المطروحة؟
ج: نحن مع اجراء الانتخابات في وقتها انطلاقاً من قناعتنا بانه يجب احترام المهل الدستورية ولا يجوز خرقها والتلاعب بها حسب المزاج الشخصي وظروف كل فريق سياسي. واذا كنّا نتفهّم التأجيل لمدة شهر لاسباب تقنية فاننا مصرّون على اجراء الانتخابات في مطلع الصيف المقبل ولن نتساهل مع من يريد نسف الانتخابات. اليوم، الجميع يعلن بانه مع اجراء الانتخابات، ولكن الاجواء توحي ان بعض الاطراف ترغب بتأجيلها الى أجل غير مسمى وذلك نظراً الى ظروفها المحلية لأنه من شأن الانتخابات خلق مناخ محلي جديد قد يؤثر على احجام ومواقع هذه القوى.
س: بعض التحليلات تفيد ان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد يربط بين انشاء الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية باجراء الانتخابات البلدية مما قد يؤدي الى الغاء الانتخابات. ما رأيكم بذلك؟
ج: هذا أمر وارد، لأن من يريد الغاء الانتخابات قد يقوم بمقايضة اجراء الانتخابات بأمر آخر ليس له أي علاقة بالإنتخابات. ولكن اذا صح هذا الكلام، وهو يناقض ما يُصَرَّح به في العلن، فان ذلك قد يؤثر على النظام الديمقراطي في لبنان الذي من اهم اركانه تداول السلطة.
س: هل ان الفريق المسمّى شيعياً بجناحيه متفق على عرقلة اجراء الانتخابات في وقتها؟
ج: العلاقة بين حركة أمل وحزب الله في ما يختص بتوزيع الحصص لن تتّسم بالتوافق الذي عهدناه، اذ أن الحسابات المحلية لا تشبه الحسابات العامة، ويبدو أن حزب الله ليس مستعدّاً لمسايرة الرئيس نبيه بري في هذا الموضوع وهو لن يتأخر في حصد أكبر عدد من البلديات على حساب الرئيس بري. وهذه المعطيات قد تدفع بالرئيس بري الى عرقلة الانتخابات.
س: ماذا بالنسبة للاصلاحات التي اقترحها وزير الداخلية، ولماذا تربطون خفض سن الاقتراع بالسماح للمغتربين بالاقتراع.
ج: نحن نؤيد خفض سن الاقتراع، ولكننا نريد أن يتزامن هذا الطرح مع السماح للبنانيين المقيمين في الخارج أن ينتخبوا. وهذه أمور اصلاحية أساسية كما هي الحال في الدول التي تتمتع بنظام ديمقراطي. ولا نقبل بخفض سن الاقتراع من دون اعطاء المغتربين حق الاقتراع لأن هناك تفاوتاً ديمغرافياً كبيراً في صفوف الشباب البالغ بين 18 و21 عاماً، في حين أن السير بهذين البندين الاصلاحيين قد يعيد التوازن في هذا الموضوع.
كلام أبو موسى عن السلاح له أبعاد إقليمية وهو موقف القيادة السورية
س: كيف تقرأون موقف أمين سر حركة “فتح الانتفاضة” أبو موسى بالنسبة للابقاء على السلاح الفلسطيني خارج المخيمات؟
ج: هذا كلام مستهجن ومرفوض من أساسه. ونحن نعتبره موقفاً سورياً بامتياز عبّر عنه “أبو موسى”. ونحن نستغرب ظهور أبو موسى من جديد ليعلن عدم القبول بنزع السلاح خارج المخيمات. ولا نعرف كيف يسمح لنفسه، وهو ضيف في لبنان، أن يتحدّى الاجماع الوطني حول نزع هذا السلاح. وكلامه ذو أبعاد اقليمية، وهو يأتي من بعد الاشارات السورية الايجابية بالمساهمة في حل الملفات العالقة بين البلدين ولا سيما موضوع المعسكرات الفلسطنية التي تخضع بشكل مباشر للقوات السورية التي تدير وتشرف على هذه القواعد العسكرية. وهذا الموضوع يؤكد على صحة موقف “القوات اللبنانية” التي تعتبر أن التحرك السياسي بين لبنان وسوريا لن يؤدي الى نتيجة في الوقت الراهن، لأن الجواب على الانفتاح اللبناني باتجاه سوريا قوبل بهذه الاشارات السلبية. والقيادة السورية التي تعهدت بتحسين العلاقات تتنصل من التزاماتها ولا تزال تتصرف بنفس القدر من الاستعلاء في علاقتها مع لبنان في الوقت الذي كنا نأمل فيه البدء بعلاقة من نوع آخر. وهنا لا بد من القول أن القيادات اللبنانية التي سمحت لأبو موسى باعتلاء منابرها تتنصّل من مقررات طاولة الحوار.
نرحب بجنبلاط خطيباً يوم 14 شباط ولكننا نتخوف من كلمة سياسية
س: هل سيشهد وسط بيروت حشداً شعبياً في 14 شباط؟
ج: نعم، سيتم احياء ذكرى 14 شباط. ونحن كـ”قوات لبنانية” نعتبر انه يجب ان تحصل هذه الذكرى كما كانت تحصل في الماضي. وتاريخ 14 شباط هو تاريخ انطلاق شرارة “ثورة الارز” التي أنجزت الاستقلال الثاني. وهذه المناسبة ترمز الى كل ما أدّى الى انتفاضة الاستقلال. وبالرغم من ان ثورة الارز انجزت الكثير، فان دورها لم ينته وما زال امامنا الكثير لتحقيقه. وعدم احياء هذه الذكرى جماهيرياً هو تنكّر لدماء الشهداء الذين سقطوا في سبيل هذه القضية. كما ان المتغيرات الاقليمية والتموضعات الداخلية الجديدة لن تحول دون استذكار الدماء التي بذلت. ويجب الا يتم التنكّر للذين باستشهادهم أحدثوا التحولات الاستقلالية الكبرى.
س: ماذا عن الكلمات والخطب السياسية التي ستلقى في المناسبة؟
ج: لكل ظرف خطابه السياسي، وقيادات 14 آذار ستأخذ بعين الاعتبار الظروف المستجدة، ولكن هذا الموضوع لن يؤثر على احياء الذكرى. ونحن كقوات نرفض الغاء المناسبة أو ان تقتصر على احتفال رسمي في مكان مغلق.
س: هل ما زال الشارع مهيئاً لتلبية هذا النداء، وما هي استعدادات القوات اللبنانية؟
ج: ان جمهور 14 آذار لم يتخاذل يوماً بالرغم من كل الاوضاع والظروف السياسية والامنية التي كانت تعيشها البلاد. والقوات بدأت باستعداداتها على مستوى كافة المناطق والقطاعات، وبالمناسبة أريد أن أقول أن الجمهور القواتي مستعد للمشاركة أكثر من أي وقت مضى. وهنا أستطيع أن أؤكّد ان المناخ المسيحي بشكل عام يؤيد المشاركة في 14 شباط، والمشاركة المسيحية ستفاجىء الجميع هذه السنة. فالمسيحيون باتوا بأكثريتهم الساحقة يعرفون ان لبنان في مهب الريح وان لا خلاص لهم سوى عبر قيام الدولة على الاسس التي كرستها ثورة الارز. وجمهور 14 آذار يعرف تماماً أن انسحاب بعض القيادات أو خروجها من هذا الاجماع لا ينهي المبادىء التي قامت عليها ثورة الارز.
س: ماذا عن مشاركة النائب وليد جنبلاط؟
ج: لا شيء محسوم حتى الساعة، وهو بالطبع مدعو ولكنه لم يعلن بعد اذا ما كان سيحضر أو سيلقي كلمة. ونحن نرحب بحضوره ونعتبره كسباً سياسياً في وجه من يعتبر ان 14 آذار انتهت، لا سيما اننا نتوقع مشاركة للبعض من الحزب التقدمي الاشتراكي الذين نعتبرهم من صلب ثورة الارز. ولكنني لا أخفي ان هناك تخوفاً لدى الجمهور ان تأخذ كلمته منحى سياسياً لا يتوافق مع المناسبة أو مع وجدان الحضور.
س: ماذا عن مشاركة ممثلين عن بعض الاطراف في قوى 8 آذار؟
ج: هذا الامر غير وارد على الاطلاق. ولن نسمح باستغلال هذه الذكرى وأخذها في غير اتجاهها. ونحن وجمهور 14 آذار نرفض هذا الكلام من أساسه، الا اذا كان هذا البعض قد احدث تغييراً في قناعاته السياسية.