التعليق التالي على قصف مدينة “حلب” بصواريخ سكود ورد إلى “الشفاف” من السفير روبرت فورد، سفير الولايات المتحدة في سوريا
*
لقد أصبت بالصدمة وغمرني الحزن عندما شاهدت اليوم هذه الصورة في صحيفة الحياة لمدينة حلب التي كانت يومًا مدينة نابضة بالحياة، والمصنفة من قبل منظمة اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي، إذ يعود تاريخها العريق وثقافتها الغنية إلى قرون عديدة خلت.
عندما كنت طالبًا أدرس اللغة العربية خلال الفترة الممتدة بين عام 1983 وعام 1987، حالفني الحظ بزيارة هذه المدينة الرائعة. وفي عام 2011، وكسفير، رفض النظام السوري السماح لي بالذهاب إلى هناك في كل مرة كنت أطلب فيها ذلك.
إن الدمار الذي ألحقه النظام بالمدينة اليوم، باستخدامه الصواريخ البالستية لمهاجمة شعبه، أمر مروّع. وهذا يبيّن بجلاء مدى استهتار النظام المستمر بالحياة البشرية، ومحاولاته المتعمدة إلحاق الضرر بالسوريين، من دون أي شعور بالندم. لقد دمّرت وحشية النظام مدينة حلب شأنها شأن الكثير غيرها من المدن السورية، مثل حمص، ودرعا، ودير الزور، وحماة، ودمشق، وريف دمشق.
وهل يمكننا أن نتصور، في خضم هذه المذبحة، أن يتجرأ النظام على مطالبة الغرب بتعويضات بسبب نتائج عقوباتنا عليه؟ كان هدفنا من فرض عقوباتنا على أشخاص مثل بشار الأسد، ورامي مخلوف، وجميل حسن، وعلي مملوك، الذين يطلقون صواريخ سكود على شعبهم، تعطيل قدرة النظام على تمويل أعمال العنف التي يمارسها ضد الشعب السوري. فهذه العقوبات مصممة لاستهداف النظام، وكياناته المملوكة من الدولة، ومصادر إيراداته في سبيل أن يغدو من الأصعب عليه شراء معدات عسكرية للجيش، والشبيحة، والجيش الشعبي.
لذا، فإن رسالتنا إلى النظام بسيطة: أوقف عمليات القمع، وأوقف الهجمات على المدن، وتنحّى عن السلطة كي تتمكن العملية الانتقالية من السير قُدمًا. فالعالم يراقبكم، ومسؤولو النظام الذين يأمرون بتنفيذ مثل هذه الهجمات، كتلك التي نفذت ضد مدينة حلب، سوف يخضعون حتمًا للمحاسبة والمساءلة.
* روبرت فورد هو سفير الولايات المتحدة في سوريا