نعود لقصة الأموال الليبية ونقول بأننا طوال سنوات لم نتوقف عن توجيه السؤال المرة تلو الأخرى لكل من نعرف من رجال الأعمال،عالميين ومحليين، عن مصير أموال ليبيا والإجابة كانت في الغالب إما صمتا وابتسامة غامضة أو هز أكتاف مع رفع الكفين دلالة الجهل بالشيء!!
قبل ثمان سنوات قام النظام في ليبيا بإلقاء القبض على خمس ممرضات بلغار وطبيب فلسطيني بتهمة حقن 500 طفل ليبي بفيروس مرض الأيدز القاتل. بعد سنوات سجن طويلة وتعذيب واغتصاب حكم على هؤلاء بالإعدام. فجأة تقرر إطلاق سراحهم بعد تعهد جهات عدة دفع مبلغ 500 مليون دولار لأسر الأطفال الضحايا!!
طوال هذه السنوات الثمانية أصر المتهمون على براءتهم، مع أن الاعترافات التي انتزعت منهم قالت خلاف ذلك، وأصر النظام الليبي على إدانتهم. ولكن بالرغم من هذا الإصرار إلا أن النظام فشل طوال 3000 يوم من الاعتقال في تقديم سبب مقنع واحد، غير عدائهم للشعب الليبي، يبرر قيامهم بارتكاب تلك الجريمة الإنسانية البشعة. ولو كانت التهمة صحيحة حقا فلماذا أبقى النظام على حياتهم طوال هذه المدة الطويلة، وهل حياة خمسمائة طفل ليبي بريء تساوي 500 مليون دولار في عيون سيف الإسلام القذافي؟
من الواضح أن المسألة لا تعدوا أن تكون عملية ابتزاز رخيصة لحكومات تهتم بمصائر شعوبها!! ولكن ليبيا ليست الوحيدة في عمليات حجز رهائن وابتزاز حكوماتهم أو عائلات مقابل إطلاق سراحهم. فقد اشتهرت الكثير من حكوماتنا، العربية المسلمة، منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى اليوم، بمثل هذه الأعمال “البطولية”. كان الفلسطينيون الأكثر نشاطا فيها، ولكن لهؤلاء قضية وليست لديهم حكومة ودولة ونظام. وبالرغم من توقفهم عن ارتكاب مثل هذه الحماقات بعد أن تبين لهم وللآخرين أن ضررها أكثر من نفعها، إلا أن لا أحد، كما يبدوا، تعلم شيئا من درسهم. فقد رأينا كيف قامت حكومة الثورة الإيرانية باحتجاز العديد من دبلوماسي السفارة الأمريكية في طهران ل 444 يوما قبل أن توافق على إطلاق سراحهم دون مقابل. ومن بعدها لجأ هذا النظام لأعوانه في لبنان ليقوموا بتنفيذ هذه المهمة القذرة نيابة عنهم. ولم يحقق هؤلاء شيئا كذلك، بل فقدت لبنان عدد مميزا من خيرة أكاديميه الأجانب الذي إما لقوا حتفهم على أيدي من اختطفهم أو قرروا الهجرة منها عدم العودة لها إلى الأبد.
ومن بعدها قام “القائد السخيف صدام باحتجاز مئات الرهائن الغربيين من أطفال صغار ونساء، من الذين تم إجلائهم من الكويت، وهدد باستخدامهم دروعا بشرية إن تعرض نظامه الفاشي للخطر، ولكنه اضطر في نهاية الأمر لأطلاق سراحهم دون أن يحصل على شيء. ثم جاءت قبل أيام عملية اختطاف رهائن كوريين أبرياء على أيدي حركة طالبان المتخلفة، ومن ثم إطلاق سراحهم بعد أن مات على أيديهم من مات لتخسر بلادهم فيلقا طبيا مساعدا هي بأمس الحاجة له!!
القائمة طويلة ولم أتذكر إلا بعض عمليات الاختطاف التي سبق وأن تركت أثرا عميقا في نفسي. وسأكون أسعد إنسان إن حاولت جهة غير عربية أو إسلامية يوما ما خطف “واحد” منا ومفاوضة حكومته على شروط إطلاق سراحه!! وقتها سأعرف أننا أصبحنا أخيرا نمثل “شيئا ما” في عيون حكوماتنا
* كاتب كويتي
النظام الغريب 2/2
Just I want to say congragulation it seems some one have a little bit of wise in thses arab countries continue it is just th start