*
خاص بالشفاف:
منذ مقترحات إيران في العام 2003، التي تجاهلتها الإدارة الأميركية بتأثير جناح الصقور فيها، فإن المقترحات الإيرانية الجديدة يمكن أن تكون محاولة جدّية لرأب الصدع مع المجتمع الدولي ومع الولايات المتحدة تحديداً.
الأرجح أن هذه المبادرة الجديدة تمثّل وجهة نظر الأصوليين البراغماتيين في السلطة الإيرانية الذين يدركون مخاطر “الإستفزازات” النجادية اللفظية على أمن إيران وعلى إقتصادها. لكن الأهم هو أنها تحظى، في ما يبدو، بتغطية من مرشد الثورة، السيّد علي خامنئي. ثم إنها مبادرة إيرانية رسمية، بعكس مبادرة 2003 التي تمّت في عهد خاتمي، والتي اتّبعت طرقاً ملتوية أسهمت في إفشالها.
لنلاحظ، أولاً، أن طهران تعود إلى فكرة “الصفقة الكبرى” حينما تشير في الوثيقة المنشورة أدناه إلى “هذا المشروع الجديد والمتكامل للتعامل”. وتبدي طهران إستعدادات إيجابية في الموضوع النووي أهمّها طمأنة الغرب (وإسرائيل) حول “عدم إنحراف” أنشطتها النووية، بل (وفي فقرة تتضمّن نوعاً من “الغموض الخلاق”) “إنجاز نزع الاسلحة النووية وتشكيل لجنة لمتابعة هذا الموضوع”، وهذا يشبه إعترافاً ضمنياً بوجود برنامج عسكري نووي إيراني. وتبدي المقترحات إستعداد إيران لفكرة “كنسرستیوم للتخصيب وانتاج الوقود النووي في نقاط مختلفة من العالم من ضمنها ايران”، مما يعني تخلّياً جزئياً عن التخصيب الكامل في إيران نفسها.
وبعد أن تقترح تعاونا أمنياً وسياسياً في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم (ضد الإرهاب والعنف..)، فإن الوثيقة الإيرانية تقترح “ان يشكل التعاون من اجل تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني للتوصل الى حل جامع وثابت وديموقراطي وعادل لازمة ستين 60 سنة في فلسطين نموذجا على هذا التعاون”!
وهذا كلام إيراني جديد مخالف كلّياً لدعوة الرئيس أحمدي نجاد والسيّد حسن نصرالله إلى “تدمير إسرائيل”. (وربّما كان موقف إيران في مفاوضات الدولة الخاصة بلبنان خطوة في نفس الإتجاه). وهذا الطرح قد يكون بدايةً لإعادة النظر في أدوات السياسة الإيرانية في غزّة ولبنان والعراق.
يبقى السؤال هو نفسه من الجهة المقابلة: هل تمدّ الإدارة الأميركية يدها لملاقاة الإيرانيين في منتصف الطريق؟
*
*
النص الكامل للمقترحات التي تقدمت بها ايران الى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة وبعض الدول الغربية حول تصوراتها لحل الازمات الدولية والاقليمية السياسية والامنية والاقتصادية والنووية.
“مع التأكيد على ضرورة الالتزام باسس العدالة والقانون، والاعتراف الرسمي بحقوق الشعوب واحترام حق السيادة للدول وتعزيز السلام والاستقرار الاقليمي والعالمي والابتعاد عن التفرد والتهديد واحترام الديمقراطية والقيم الانسانية وثقافات الشعوب والاعلان عن البراءة من الظلم والتعدي على القانون الممارس ضد حقوق الشعوب:
فان الجهورية الاسلامية الايرانية تعتقد بوجود طيف كبير من المواضيع مثل المسائل الامنية والتطورات الاقليمية والعالمية، الطاقة النووية، الارهاب، الديموقراطية و… تساعد بشكل كبير على التعاون. ان هذه الموضوعات الى جانب مواضيع مثل مكافحة المخدرات والمحافظة على البيئة، المسائل الاقتصادية والتكنولوجية والتجارية وخصوصا الطاقة، تشكل ارضيات ومناسبات جيدة جدا من اجل التعاون البناء . لذا، وبالنظر الى التطورات التي تشهدها المنطقة والعالم، فان تقديم هذا المشروع الجديد والمتكامل للتعامل يبدو ضروريا.
ان الهدف الرئيس للجمهورية الاسلامية الايرانية في الدورة الجديدة من المفاوضات، التوافق الشامل المبني على حسن النوايا الجماعية من اجل انجاز تعاون طويل الامد بين الطرفين وتعزيز السلام والامن الثابتين والقائمين على العدالة اقليميا وعالميا.
نحن نعتقد ان المفاوضات قادرة لاحقا على استيعاب كل الدول التي تبدي استعدادا ورغبة للتعاون حول هذه المقترحات. وان النتيجة الاساسية للجولة الجديدة من المفاوضات هو التوافق حول “إلزامات جماعية” في مجال التعاون الاقتصادي، السياسي الاقليمي – الدولي، النووي وامن الطاقة. لذا نحن على استعداد لمفاوضات شاملة وعامة على اساس المسائل التالية:
الف) الموضوعات السیاسية والامنیة:
1ـ الدفاع عن حقوق وكرامة الانسان واحترام ثقافات الشعوب التي تعتبر اهم هموم المجتمع الانساني، حيث نرى ضرورة للحوار حول التحقيق الافضل لهذا الام.
2ـ الحوار حول تقوية وترسيخ وتعزيز السلام العادل، وتقدم الديموقراطية في العالم والمنطقة على اسس:
ـ احترام حقوق الشعوب ومصالحها الوطنية؛
ـ مساعدة الدول على تعزيز سيادتها الوطنية بناء على الاسس الديموقراطية.
– قطع الطريق على العنف والعسكرة.
ـ قطع الطريق على الإرهاب والاسباب التي تساعد على وجوده وتقويته.
على هذا الاساس، فان الجمهورية الاسلامية الايرانية على استعداد للتعاون بهدف تعزيز الاستقرار وترسيخ السلام العادل ونشر الديموقراطية في المناطق تعاني من عدم الاستقرار والعسكرة والعنف والارهاب. وهذا التعاون ان يتبلور في مناطق مثل الشرق الاوسط والبلقان وافريقيا وامريكا الجنوبية. ويمكن ان يشكل التعاون من اجل تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني للتوصل الى حل جامع وثابت وديموقراطي وعادل لازمة ستين 60 سنة في فلسطين نموذجا على هذا التعاون.
3ـ محاربة التهديدات الامنية المشتركة والحوار من اجل تحقيق التعاون الجماعي بهدف مكافحة الاسباب ومصادر القوة التي تهدد الامن:
ـ الارهاب؛
ـ المخدرات؛
ـ الهجرة غير القانونية؛
ـ الجرائم المنظمة.
ب) الموضوعات الاقتصادية:
1ـ التعاون في مجال الطاقة وامنها في مجال الانتاج والعرض وانتقالها ومصرفها.
2ـ التعاون في مجال التجارة والاستثمار.
3ـ العمل الشامل لمكافحة الفقر لدى الدول الفقيرة والعمل على القضاء عليه وعلى الفروق الطبقية.
4ـ تقليل الاضرار الناتجة عن التبدلات السريعة في الاسعار والاسواق وتنظيم العلاقات المالية الدولية بهدف دعم دول العالم.
ج) الموضوع النووي:
فيما يتعلق بالموضوع النووي، فان ايران على استعداد وانطلاقا من رؤية جامعة وكعضو ناشط ومؤثر في الان بي تي والوكالة الدولية للطاقة الذرية العمل على الموضوعات التالية:
1ـ خلق اطمئنان اكبر حول عدم انحراف الانشطة النووية للدول؛
2ـ انشاء كنسرستیوم للتخصيب وانتاج الوقود النووي في نقاط مختلفة من العالم من ضمنها ايران؛
3ـ التعاون المشترك من اجل الوصول للاستفادة واستخدام التكنولوجيا النووية السلمية وتسهيل الاستفادة منها لجميع الدول؛
4ـ انجاز نزع الاسلحة النووية وتشكيل لجنة لمتابعة هذا الموضوع؛
5ـ تعزيز رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الانشطة النووية للدول؛
6ـ التعاون المشترك في امن وسلامة والمحافظة المراكز النووية.
د) ان الجمهورية الاسلامية الايرانية على استعداد في اطار هذه الرزمة من الاقتراحات للبدء بمفاوضات جدية وهادفة للوصول الى نتيجة محددة. وبعد مضي ستة اشهر كحد اعلى على بدء هذه المفاوضات يمكن اعادة تقييم النتائج هذه المفاوضات واتخاذ قرار حول الاستمرار فيها.
تفاؤل إيراني بخصوص لبنان وسط تسريبات عن صفقة كبرى مع واشنطن
بيار عقل: قصة “الصفقة الكبرى” التي عرضتها إيران ورفضتها أميركا في 2003
النص الكامل للمقترحات الإيرانية هكذا أينما وجدنا اسم ايران رأينا الأقلام العربية تنهال هجوما كاسحا من دون تمييز للموضوع فليكن أياً كان لا يهم فلا فرق عند الأقلام العربية التي تشتكي قلة البصيرة والتي تزداد عمها إلى عماها وجهلها إذا كان ايران طرفا في الموضوع فهنالك تنقلب الأمور وتنهار كل ارقام الفهم والموضوعية وتتراكم على بعضها ولا تنتج إلا ردودا تتنافس في الجهل والمساءة وهكذا فإن هذا مجال آخر من المجالات التي نثبت من جديد فشلنا فيها ايران بنظامها الجمهوري ايران الثورة دولة حديثة بمقياس الزمان ولها من الأخطاء ماأهلها اعرف به وهم يسعون بجد على تدارك اخطائهم على عكس… قراءة المزيد ..
النص الكامل للمقترحات الإيرانية
الرفاق في جمهورية ايران الاشتراكية السوفياتية يعتقدون ان البشر ما زالوا هبلا!
الارهاب .. أنتم مصدره!
المخدرات .. أنتم من ينتجة ويتاجر به!
اقتصادكم .. مهترئ بقوانينكم السوفياتية!
نظامكم .. قمعي ديكتاتوري عنصري!
احترام الشعوب .. أنتم أول من يحاربة!
احترام الأديان والمذاهب .. أنتم أول من يناهضة وينتهكة يوميا!!
أيها الرفاق الايرانيين السوفيات! لا وقت للنفاق اليوم ورشوة الآخرين بفتح الأبواب!
الا اذا أثبتم أنكم غير سوفيات وفتحتم ايران للديمقراطية!
النص الكامل للمقترحات الإيرانية
لا يمكن لأيران أن تكون صادقة فيما تطرحه. ولا ثقة بسياسي أصولي يفضل المسلم على الذمّي. ولا يمكن لحزب الله أن يساوي الشيعي بمسيحي. والسلام لا يتحقق وأيران بقوتها وبأيديولوجيتها الحاكمة ألّا بتحطيم قوتها العسكرية بضربة سريعة لا تؤذي الناس والمدنيين لكنها تزيل شر أي سلاح يمكن أن يستخدمه رفيق صدام المقبور الرئيس أحمدي نجاد.
ولا يمكن للشرق أن يجدد أمله الّا بمساهمة فعاله من قبل المسيحيين لانهم ضمان التسامح والسلام وبوابة الحداثة للعالم العربي….
النص الكامل للمقترحات الإيرانية
لا للمليشيات لا للنظم الدينية الارهابية لا للنظم الشمولية.ان عدم احترام الراي الاخر واللجوء الى القوة في تدميره يتمثل بوجود المليشيات الطائفية التي تتخذ الدين وسيلة سياسيةاستعمارية اوالنظم الشمولية وكمثال تاريخي عن المليشيات الصفوية يقول المفكر الإيراني الشيعي د. علي شريعتي: الدولة الصفوية قامت على مزيج من القومية الفارسية، والمذهب الشيعي حيث تولدت آنذاك تيارات تدعو لإحياء التراث الوطني والاعتزاز بالهوية الإيرانية، وتفضيل العجم على العرب، وإشاعة اليأس من الإسلام، وفصل الإيرانيين عن تيار النهضة الإسلامية المندفع، وتمجيد الأكاسرة.