Close Menu
    فيسبوك الانستغرام لينكدإن
    • العربية
    • English (الإنجليزية)
    • Français (الفرنسية)
    فيسبوك الانستغرام لينكدإن
    Middle East Transparent
    • الصفحة الرئيسية
    • أبواب
      1. شفّاف اليوم
      2. الرئيسية
      3. منبر الشفّاف
      4. المجلّة
      Featured
      أبواب د. عبدالله المدني

      ميانمار، الجرح الآسيوي الغائر، ما مصيرها في عهد ترامب؟

      Recent
      2 مارس 2025

      ميانمار، الجرح الآسيوي الغائر، ما مصيرها في عهد ترامب؟

    • اتصل بنا
    • أرشيف
    • الاشتراك
    • العربية
    • English (الإنجليزية)
    • Français (الفرنسية)
    Middle East Transparent
    أنت الآن تتصفح:الرئيسية»“المفكّر العملاق”: الوجه والقفا

    “المفكّر العملاق”: الوجه والقفا

    5
    بواسطة آمال قرامي on 27 فبراير 2008 غير مصنف

    أن تقرأ لبعض أقطاب الفكر في “العالم العربي” أفضل من أن تسمعهم أو تراهم أو تكون في حضرتهم وجها لوجه وتدخل معهم في علاقات تبادلية. فشتّان بين أن تتأمّل في ما كتبه ” العلاّمة” من آراء تثير فيك الإعجاب وتدعوك إلى الإبحار في عالم المعرفة وأن تعاين على أرض الواقع سلوك” المثقّف الكبير”، حينها تصاب بالإحباط وبخيبة الأمل وتتبدّد أحلامك.

    “المفكّر العملاق” والعبارة لهشام جعيط متشائم إلى حدّ كبير يتهم الجميع بالقصور والتقصير ويرى الرداءة و الانحطاط من حوله ولا يعجبه العجب العجاب إلاّ إذا استثنينا المديح حينها يستعذب المثقّف خطاب التمجيد ويصمت في حرم المدّاحين . فالمثقف كأغلبية الشعراء والفنانين والساسة وغيرهم، شغوف بنفسه مولع بإنجازاته وفتوحاته المعرفية ، حريص على هذا الإعجاب، يتلمّسه في عيون الآخرين وفي كلامهم ويبحث عنه في كلّ مجلس ويتوقّع أصداء له في وسائل الإعلام ، فإذا ما وجدها أخذته “عزة الخيلاء”، وكأنّه يعيش حالة التماهي مع النجوم.

    إنّ هذه النزعة الاستعلائية ليست إلاّ علامة على مدى تغلغل النسق الفحولي في ثقافتنا. فالذات المستعلية، تجعل صاحبها يصاب بحالة عمى مستديمة. فهو المركز والآخرون في الهامش ولا مجال للحوار بين الأنا والآخر المختلف لأنّ شرط المحاورة ، من منظور من تضخّمت أناه هو المُماثلة في المقام: المعرفة والطبقة والجنس. ولا غرابة في ذلك فما ترسّخ في المتخيّل وما حفظته الذاكرة الجمعية هو أنموذج الأنا المتضخّمة المتفرّدة الملغية للآخر والطاغية. ولعلّ خير من عكس هذا الأنموذج المتنبّي حين قال:

    • أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
    وأسمعت كلماتي من به صمم

    • فالخيل والليل والبيداء تعرفني
    والسيف والرمح والقرطاس والقلم

    • ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي
    أنا الثريا ودان الشيب والهرم

    “المفكّر العملاق” صاحب المؤلفات العديدة التي قدّمت إضافة إلى الفكر العربي، إن كان ذلك على مستوى المنهج أو النتائج المتوصّل إليها أو المواقف التنويرية التي اتخذها والقضايا الشائكة التي عالجها بعمق وجرأة ، هو نموذج يدعوك إلى التساؤل عن الأسباب الكامنة وراء ازدواج المعايير لدى فئة من المثقفين وعن مدى تمثلهم لقيم الحداثة.

    فالمثقّف الذي روّج للفكر الحداثي وأشاد بقيم الحداثة كالكرامة والحرية والمسؤولية واحترام حقوق الإنسان، لا ينبري عن تجريح الآخر وانتهاك كرامته وتبخيسه في كلّ المناسبات وإلغاء وجوده كذات إنسانية من حقها أن تستفسر وأن تسأل وأن تحاور. ولا غرابة أن يصدر عن المثقّف مثل هذا السلوك العدائي فعقدة تضخم الذات ومنطق التفحّل المعرفي يقتضي ممارسة التسلّط والقهر والإخصاء حماية للمنزلة والطبقة، وفي حالات دفاعا عن الجنس ورغبة في تشكيل صورة يحب أن يظهر عليها: صورة الفحل الذي يهابه الجميع ويخشون بطشه. فأين هي منزلة الحوار؟ وهل هو شعار نروّج له عبر الكتابة ونعجز عن ممارسته على أرض الواقع المعيش؟

    لئن أشاد المثقّف بأنّ الديمقراطية تكمن بالأساس في عدم استعمال العنف ضد الرأي المخالف وعدم فرض الآراء بالقوّة، وهي تقتضي معاينة القضايا الاجتماعية وتحليلها فإنّ الواقع يشير إلى نتائج أخرى. فمتى وُضع المثقّف على محكّ التجربة واختبرت قيمه وأفكاره انقلب إلى متسلّط منغلق على اختصاصه الضيّق متمسّك بفضائه الأكاديمي.

    والمفكّر الذي أبدى إعجابا كبيرا بالفلاسفة وفضّلهم على سواهم يتناسى الأسس التي قام عليها فنّ المحاورة والجدل، كحسن الإصغاء والاستيعاب والصبر والأناة… وسرعان ما يضيق صدره وتغيب اللباقة وغيرها من المبادئ التي تكون الآداب الاجتماعية والقيم الأخلاقية التي ترتكز عليها العلاقات التبادلية بين الناس بقطع النظر عن معتقدهم ولونهم وجنسهم وعنصرهم.

    والمفكّر الذي طالما علّم الأجيال النسبية والرصانة العلمية وعدم التسرّع في الوصول إلى النتائج لا يتوانى عن تقديم ملاحظات انطباعية قائمة على التعميم. فلا أحد قرأ أعماله وفهمها ولا أحد استوعب خطابه وقدّر حجم الكشوفات المعرفية التي توصّل إليها.

    والمفكّر الذي طالما ألحّ على أنّه “يجب أن ينتزع من الطغاة احتكار الكلام واحتكار التأثير على الجماهير” (هشام جعيط ، أزمة الثقافة الإسلامية،دار الطليعة، بيروت، 2000، ص 121) يفضّل أن تكون العلاقة بينه وبين الجمهور علاقة قائمة على التقبّل والإصغاء والتتلمذ والتلقين تسترجع الأنموذج الأصلي في العمليّة التربوية أو التأديبيّة أو التدبيرية :الشيخ والمريد، المعلم والمتعلّم ، الراعي والرعية ، الكبير والصغير ، الرجل والمرأة، السيّد والعبد .

    هذه الذات المستعلية الملتذّة بتفوّقها تصنع صورة للأنا وللآخر. فالأنا غارقة في عالم الأسطرة والقداسة والآخر لم يفارق وضعه التقليدي، وإن اختلفت التسميات السائدة في خطاب المثقف. لقد انتقلنا من عبارات ‘العامة’ و’الغوغاء’ والبله’ والوخش’ إلى عبارات البليد، والقاصر ذهنيا، والجاهل ، والمنحط ، والتافه…ولئن كان الظاهر يوحي بأنّ المثقف الذي يقصي الآخر ويحتقره يعيش حالة من الطمأنينة والسكينة فإنّ المتأمل في هذا السلوك ينتبه إلى أنّ مصدر التشنّج في عديد المرات، هو الشعور بالتهديد وبالخوف وبالخطر . فمتى ادعى “المفكّر العملاق” أنّ مشاهدة التلفاز مضيعة للوقت إذ لا يليق بالمفكر الحقيقي أن يهدر طاقاته في متابعة ما يعرض من مواد إعلامية تافهة فوراء هذه الادعاءات عجز عن مواكبة العصر والانخراط في قضايا المجتمع وقصور عن الانفتاح على علوم العصر. فما يعرض على الفضائيات العربية ‘تافه” من منظور،”المفكّر العملاق” ولكنّ المقاربات الحديثة في العلوم الإنسانية صارت تولي التافه Le banal أهميّة كبرى في فهم الحياة اليومية وتحليل الظواهر الاجتماعية والسلوكية والبنى الرمزية والأنساق وغيرها.

    ولئن اعتبر المفكر الفذ أن لا مجال للاهتمام بخطاب الدعاة وشيوخ الإفتاء فلأنه بقي حبيس الوثائق التاريخية والمصادر المكتوبة والأطر المعرفية التي تولي الكتاب الأهمية الكبرى في العمل الأكاديمي وفات ،”المفكّر العملاق” أنّ علوم الميديا تفرض نفسها اليوم بقوة فنحن أمام تعدد الاختصاصات ” الميديا والدين” ، الميديا والمرأة”، ” الميديا والعنف” ونحن إزاء تحليل برامج متنوعة Talk Shows
    ;Reality Television وغيرها.

    ثمّ إنّ هناك فرقا بين مشاهدة التلفاز للإستئناس به ومتابعة البرامج بحثا عن الفرجة واتخاذ البرامج مصدرا للدراسة وفق مناهج دقيقة تفرض شروطا محددة لممارسة المشاهدة (Practices of Watching). ولئن أبى،”المفكّر العملاق” الاعتراف بأنّ الثقافة التي يعمل على تأسيسها والقائمة على العقلانية ونزع الأسطرة وغيرها من المبادئ قد أصبحت في الهامش ولم تعد تشكلّ المتن المعرفي .كما أنّها باتت ثقافة مهدّدة تواجه اليوم منافسة حادّة أتت لتفرض هيمنتها على شرائح كبرى من الناس وهي ثقافة الصورة وثقافة الدعاة والشيوخ. إنّ هذه الثقافة زحزحت منزلة المثقّف عن مكانها وجعلت صورة الداعية مسيطرة على الألباب ومهيمنة على العقول. وهكذا انتزعت استراتيجيات الهيمنة من يد المثقّف الذي ظلّ يعيش على التصنيفات القديمة للعلوم والمعارف: العلوم الشرعية والفاضلة في مقابل العلوم المرذولة.

    إنّ هذه الحالة الدرامية التي تعيشها فئة من المثقفين تبعث على الاكتئاب وتدعو إلى مزيد التمحيص للبحث عن الخلفيات والعوامل والأسباب المؤدية إلى هذا الارتداد إلى الذات.
    فقد آثر هؤلاء البقاء في أبراجهم العالية وتقوقعوا على ذواتهم وكلمّا تمت دعوتهم للالتقاء بالجمهور تهجّموا على الآخر وهكذا ينفلت العقال وتتجلّى نرجسية المثقف .

    وما من شكّ أنّ تمسّك “المفكّر العملاق” بحق التميّز و عجزه عن تمثيل مختلف الفئات الاجتماعية والحفر في تلك القضايا التي غالبا ما تنسى ويغفل أمرها هو الذي خلق حالات التبعيّة والإحباط واحتقار الذات، ومعنى ذلك أنّ دور المثقف صار التدمير لا البناء، القهر والازدراء لا الاحترام والإصغاء إلى هموم الآخرين.

    إنّ حيازة السلطة المعنوية والأدبية لا تبرّر ممارسة العنف وإدانة المختلف: استنقاص الآخر من أجل إعلاء الذات مسلك لا ينمّ عن تقبّل لقيم الحداثة واستيعاب فعلي لمنظومة حقوق الإنسان وانخراط في فكر الاختلاف. وليس احتقار الآخرين وكرههم إلاّ علامة على احتقار الذات.
    إنّ حيازة السلطة ‘الأبوية’ لا تشرّع نسف جهود الآخرين وإن اختلفت قيمة ومنهجا ونتائج بدعوى ‘علوّ الدرجة وحكم السنّ’ . فمن حقّ جميع البشر أن ينعموا بمعاملة قائمة على معايير سلوكية قوامها احترام إنسانية الإنسان، و لا يمكن السكوت على الانتهاكات التي تصدر عن “المفكّر العملاق” بل ينبغي فضحها بكلّ شجاعة • فقد آن الأوان لتحويل سلوك المثقف إلى موضوع للنقد والمراجعة في إطار السعي إلى تأصيل دوره. فليس التراث أو الموروث الاجتماعي أو المعرفة التقليدية أو الخطاب الديني وغيرها من القضايا محل إعادة نظر وتأسيس فحسب ، إنّما نحن بحاجة إلى إعادة النظر في صورة المثقف وفضح ازدواجية المعايير لديه والفجوة التي تفصل بين ما حبّره والكلم الذي نظمه وبين الفعل في الواقع وأمام الآخرين. إنّ العمل على نقد سلوك المثقف، أمر مشروع خاصة بعد أن فقد أسلحته “وضاعت هيبته”، وأصبح يشكّل وجهاً من وجوه الأزمة الثقافية.
    إنّ هذه الممارسات التي لا تنمّ عن وعي أخلاقي تكشف النقاب عن وقوع المثقف تحت الأسر وعجزه عن التحرّر من ضغوط الواقع المادي والسلطوي والنفسي، والأيديولوجي والديني والطبقي والعرقي والجنسي، تلك الضغوط التي تكبّل الإنسان وتحد من رؤيته لذاته وللآخر وللكون. فما يميّز المثقف ليس دفاعه عن الحق والحرية وانطلاقه في حفريات معرفية وتخلصه من ‘السرديات الكبرى’ فقط، بل هو أيضا ما يتمتع به بالفعل من حرية داخلية، تلك الحرية التي تسمح له بأن يفارق الالتزامات المفروضة بحكم الولاء والانتماء والرغبات والمصالح، وهو ما يؤهله لتبني سلوك أخلاقي مسؤول منسجم مع الآراء التي روّج لها. ولابد من استلهام بنية جديدة تجعل المفكّر قادرا على خلق نمط من العلاقات المختلفة والتحرّك في فضاءات أرحب لا تبني الجدران العازلة بين الأنا والآخر المغاير بل تحقق اللقاء والتفاعل الخلاّق.

    amel_grami@yahoo.com

    * جامعية تونسية

    شاركها. فيسبوك تويتر لينكدإن البريد الإلكتروني واتساب Copy Link
    السابقالانقسام حول الموت انقسام حول الحياة أيضاً
    التالي موسكو تمهل طهران أياماً لوقف التخصيب

    5 تعليقات

    1. محمد الرحموني on 4 أبريل 2008 13 h 41 min

      “المفكّر العملاق”: الوجه والقفا
      الزمبلة العزيزة آمال
      تحية
      كان الأجدر أن تذكري السياق الذي دفع بك إلى ” مهاجمة” الدكتور جعيط بكل هذا العنف .

    2. شهاب on 1 مارس 2008 12 h 04 min

      “المفكّر العملاق”: الوجه والقفا
      تماما كما ينظر معظم المثقفين من ما يسمى بدول المركز الى المثقفين من دول الاطراف.

    3. غير معروف on 29 فبراير 2008 0 h 04 min

      “المفكّر العملاق”: الوجه والقفا
      السيدة آمال،
      إنها فعلا أزمة حقيقية. وليس لقارئك إلا الاعتبار بهذه التجربة القاسية المفيدة في آن : فيبدو أن الوقت قد حان لوضع المفاهيم العميقة محل تساؤل، أعني أسس العلم الحقيقية من تواضع وانفتاح ذهني لا يُكتفى بتحبيره عل الكتب بل يمارس في الواقع.

    4. غير معروف on 27 فبراير 2008 5 h 58 min

      “المفكّر العملاق”: الوجه والقفا
      مفهوم الصنم -خالص جلبي –

      أرسل لي من الرياض الأخ عمر يسأل عن مفهوم الوثن؟ وهي المسألة الجوهرية التي ناقشها القرآن. وقصة الطالبان مع تدمير صنم بوذا تفتح النقاش حول مفهوم الصنم فما هو ؟
      قد يكون الصنم حجراً أو بشراً أو (أيديولوجية)، ولكنه يتظاهر دوماً بأنه متعال ما فوق بشري، يملك صفات خارقة، ويتلّون حسب العصور، ويفرض على العقل الإنساني الانصياع والرهبة أمام (سيطرته).
      لذا وصف الفيلسوف (محمد إقبال) أن الصنم (مناة) تحافظ على شبابها عبر الأزمنة:(تبدل في كل حال مناة … شاب بنو الدهر وهي فتاة).
      ولم تهدأ معركة (الصنم) و(الفكرة) عبر التاريخ.
      فقد يكون الصنم (تمثالاً) لامعاً يمنح البركات، يطوف حوله بشر مغفلون يزعمون أنه يشفي العلل، ويقيم المشلولين، وتحبل العقيم بلمسة منه؟
      كما قد يكون الصنم (بشراً) متعالياً فوق النقد والخطأ، كلماته حكم خالدة، وألفاظه شعارات، تعلق في كل الشوارع، وصوره مرفوعة بكل الألوان والأحجام واللقطات حيثما قلب المرء وجهه. كما رأينا في كاسترو الذي حكم كوبا 49 عاماً مديدا، واستقال وهو يراقب الوضع من بعيد بعيون قطط لاتعرف النوم والوسن في مراقبة الوثن؟
      أو (ايديولوجية) لا تقبل المراجعة، كما في عقيدة حزب البعث عند الرفاق، فيرددون شعارات يزعقها شعب جاهل، ومن رفض كان السجن مأواه، أو الزحف على الأرض؛ فيتحول إلى زاحف بري، كما حصل معي من أيام المدرسة الثانوية.
      وهي شعارات فرضها كهان، يتمتمون ويرطنون بمصطلحات لايفهمها المواطن أكثر من فهم زمع الكهان ونفث السحرة، من الذين ترتبط مصالحهم بالوثن الذي رفعوه، وتتعلق كل امتيازاتهم بهذه المراهنة الحمقاء؛ فيبنون لأنفسهم مجدا على حساب قتل الأمة ثم بدورهم يقتلون.
      وأبسط الأصنام ما نحت من الحجر لظهوره وبساطته كما حصل مع إبراهيم مع قومه حين قال لهم هل ينفعونكم أو يضرون؟ فقالوا: بل نحن منها مستفيدون؟ وأعقدها الأيديولوجية لاختفائها خلف الشعارات، في كلمات ما أنزل الله بها من سلطان.
      وقد يمتزج الاثنان في صورة القائد البطل الملهم، كما كان الوضع مع العجل السامري والناصري، فترفع له الأصنام على شكل تماثيل شاهقة يطل بها من علٍ بوجه مكفهر، ويد ممدودة إلى جماهير مطحونة، تعيش كي لا تعيش مغموسة بالذل لقمتها، ليس عندها قوت يومها،غير آمنة على نفسها مطوقة بالقلة والقذارة والفوضى وإذا تنفست كان الجو عابقاً بجزيئات (رجال الأمن).
      لقد عبد أهل الجاهلية الأوثان، فأقاموا نصب الَّلات والعزى ومناة الثالثة الأخرى. وظن العرب أنهم نجوا من موبقة الوثنية ولكن (الصنم) عاد فبزغ من جديد بنسخ مستحدثة عندما غربت شمس (الفكرة). على حد تعبير مالك بن نبي، وأقيمت التماثيل العملاقة للينين وستالين وماوتسي تونغ وفرضت أيديولوجيات بنسخ مزورة بقوة السلاح وسطوة رجال الأمن.
      ويخطئ من يظن أن (الصنم) مرتبط بالتمثال من حجر. كما يخطئ من يعتقد أن المشركين كانوا ينكرون وجود الله. كذلك يقع في الوهم من يتصور أن معركة الأنبياء التاريخية كانت (تيولوجية) تمعن في الجدل النظري، وتدور في حلقات نقاش حول مكان الله، ويخطئ من يظن أن فرعون المذكور في القرآن هو (بيبي الثاني) الذي عاش في الألف الثانية قبل الميلاد. فلو كان (التمثال) صنماً لما عملت الجن لنبي الله (سليمان) عليه السلام محاريب و(تماثيل) وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور.
      وكان البدوي يتحدث بكل بساطة عن وجود الخالق:(إن البعرة لتدل على البعير، وإن الأثر ليدل على المسير. سماء ذات أبراج. وأرض ذات فجاج. وبحار ذات أمواج. ألا تدل على وجود اللطيف الخبير).
      واختصر القرآن ذلك في نصف آية فقال:(ولئن سألتهم من خلقهم ليقولُّن الله فأنى يؤفكون). كما أن معركة التوحيد التي خاضها الأنبياء في التاريخ لم تكن في السماء، بل في الأرض. لم تكن تيولوجية غيبية جدلية لفظية تستخدم أدوات (علم الكلام) و (المنطق) بل كانت اجتماعية سياسية تدور حول السلطة والمال والنفوذ والمرجعية. كما جاء في سورة نوح عن يغوث ويعوق ونسرا.. ولذلك كانت طاحنة قاسية هُدِّد فيها الأنبياء بالرجم والهجر والإخراج، ودفع البعض منهم حياتهم ثمناً لذلك. وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب.

    5. غير معروف on 27 فبراير 2008 4 h 03 min

      “المفكّر العملاق”: الوجه والقفا
      لك مني اجمل التحايا.الحقيقة اني ارغب بالحصول علي مؤلفك الاخير فقد قرات عته و وددت قراءته.خاصة ان مقالاتك تتميز بالعمق و الجدية و الطرافة.و هو امر لا اجده الا قليلا.

    RSS أحدث المقالات باللغة الإنجليزية
    • The train has left the station — but Türkiye guards the tracks 5 نوفمبر 2025 Yusuf Kanli
    • Hizbollah-linked groups turn to digital payments for fundraising 2 نوفمبر 2025 The Financial Times
    • Lebanon’s banks are running out of excuses 31 أكتوبر 2025 Walid Sinno
    • Lebanon’s Banking Scandal Exposes a System Built on Privilege and Betrayal 31 أكتوبر 2025 Samara Azzi
    • Iranian Reformist Intellectual Sadeq Zibakalam: ‘Iran Has Taken Every Possible Measure To Harm Israel’ – But ‘Israel Has Never Sought To Destroy Iran!’ 30 أكتوبر 2025 Memri
    RSS أحدث المقالات بالفرنسية
    • «En Syrie, il y a des meurtres et des kidnappings d’Alaouites tous les jours», alerte Fabrice Balanche 6 نوفمبر 2025 Celia Gruyere
    • Beyrouth, Bekaa, Sud-Liban : décapité par Israël il y a un an, le Hezbollah tente de se reconstituer dans une semi-clandestinité 20 أكتوبر 2025 Georges Malbrunot
    • L’écrasante responsabilité du Hamas dans la catastrophe palestinienne 18 أكتوبر 2025 Jean-Pierre Filiu
    • Le Vrai Historique du 13 octobre 1990 17 أكتوبر 2025 Nabil El-Khazen
    • Hassan Rifaï, le dernier des républicains 16 أكتوبر 2025 Michel Hajji Georgiou
    23 ديسمبر 2011

    عائلة المهندس طارق الربعة: أين دولة القانون والموسسات؟

    8 مارس 2008

    رسالة مفتوحة لقداسة البابا شنوده الثالث

    19 يوليو 2023

    إشكاليات التقويم الهجري، وهل يجدي هذا التقويم أيُ نفع؟

    14 يناير 2011

    ماذا يحدث في ليبيا اليوم الجمعة؟

    3 فبراير 2011

    بيان الأقباط وحتمية التغيير ودعوة للتوقيع

    آخر التعليقات
    • محفوظ على اقتصاد بريطانيا في مفترق طرق والأسواق تراقب
    • الهيرب على ليبيا بين مشروع النظام الفيدرالي ومأزق المركزية المستحيلة
    • قارئ على ماذا بين حزب الله والمملكة السعودية؟
    • Mayad Haidar على ماذا بين حزب الله والمملكة السعودية؟
    • saad Kiwane على ماذا بين حزب الله والمملكة السعودية؟
    تبرع
    Donate
    © 2025 Middle East Transparent

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter