ينشر “الشفّاف” نص الحديث الذي أجراه موقع “تيار كندا” مع مفتي صور الشيخ علي الأمين، مع ملاحظة: أننا ما زلنا ننتظر جواب الجيش اللبناني على إتهام المفتي الأمين بأن إبنه ورفيقيه اختطفا على يد عناصر مسلّحة، ثم تم تحويلهم إلى الجيش اللبناني في صيدا الذي قام بالتحقيق مع المخطوفين بدلاً من التحقيق مع الخاطفين!
تيار كندا: سماحة المفتي، هل لكم أن تطلعوننا على ظروف وملابسات احتجاز نجلكم على يد عناصر حزبية ومن ثم توقيفه من قبل الجيش ، وهل تعتبرون هذه الحادثة بمثابة رد على مواقفكم الجريئة وتكملة ميدانية لقرار إقالتكم التعسفي من مركز الإفتاء ؟ وكيف تفسرون تصرف عناصر الجيش تحديداً ؟
المفتي الأمين: إن ما جرى مع ولدي ورفيقيه في بلدة الصرفند الساحلية هو حادثة من عشرات الحوادث التي تقع في مناطق الهيمنة الحزبية لقوى الأمر الواقع التي تعمل على إضعاف الدولة وإسقاط هيبتها ليتسنَّى لهم الإبقاء على الجنوب ساحة للتجاذبات الإقليمية والإرتباطات الخارجية ولذلك هم يعملون على قمع الرأي الأخر داخل الطائفة الشيعية من خلال ما قاموا به من احتلال دار الإفتاء الجعفري في صور وتحويله إلى مقرٍ حزبي خلافاً لكل القوانين والأعراف. ودار الإفتاء الجعفري في صور هو تابع لأوقاف الطائفة الشيعية وقد شيد على أرضٍ تابعة لملكية الدولة اللبنانية. والجدير بالذكر أن المفتي السابق المرحوم الشيخ نجيب سويدان مدفون في المقر المذكور ومع ذلك أقدمت الجهة الحزبية التي استولت عليه في التاسع من أيار على تحويله إلى مقرٍ حزبيٍ لها ولعلها تريد تحويله إلى مشروع استثماري خاص بها كما فعلت بمعهد الدراسات الإسلامية في مدينة صور الذي حولته إلى مدرسة ذات منفعة خاصة تتقاضى الأجور والأقساط المرتفعة من الطلاب بعدما كان معهداً خاصاً لطلاب العلوم الدينية أنشأه الإمام الصدر وقفاً في ستينات القرن الماضي واستمر العمل به إلى أواخر التسعينات قبل استيلائهم عليه وتغيير معالم وجهة الوقف التي وقف عليها. والجدير بالذكر أن هذه الأعمال وقعت على مرأى ومسمع المجلس الشيعي المسؤول عن أوقاف الطائفة الشيعية .
مسلّحون من حلفاء التيار العوني يقتحمون دار الإفتاء الجعفري في صور المنطق الميليشياوي يتكلّم عن نفسه…
ولا تزال مكتبتي وأغراضي المنزلية وممتلكاتي الشخصيّة وأمانات النّاس التي كانت في صندوق الدّار محتجزة لديهم يتصرفون بها كما يشاؤون دون رادع من سلطة وغيرها وقد وجدوا أن هذا الصوت لم ينخفض رغم ما قاموا به من اعتداءات فحاولوا مجددا بعث رسالة من خلال إقدامهم على اعتراض ولدي مع رفيقين له يعملان في مكتبي الكائن في بيروت واحتجازهم. وما قامت به دورية الجيش بعد ذلك من اعتقالهم وعدم التعرض للمسلحين الذين اعترضوهم يكشف عن أن السلطة الفعلية واقعة بأيدي المليشيات التي تغطيها قياداتها الموجودة في السلطة والممسكين بمفاصل الدولة الأساسية. ومع كل هذه الأعمال الخارجة عن القانون نراهم يرفعون شعار الدولة والعودة إلى المؤسسات. وهم يريدون من الدولة التي يرفعون شعارها الدولة التي يسيطرون على خدماتها الإجتماعية والوظيفية والتي يحددون لها سياستها الخارجية والدفاعية والداخلية لتصبح دولتهم الخاصة بهم .
تيار كندا: ما هي الرسالة التي يحملها حادث إطلاق النار على الطوافة التابعة للجيش اللبناني في إقليم التفاح ، وهل برأيكم سيصل التحقيق إلى نتيجة ويحاكم الفاعلون أم سيكون مصيره كمصير حادثة الشياح – عين الرمانة ، أي القاء اللوم على عناصر الجيش لتخطيهم “الخطوط الحمراء” ؟ وهل بات على الجيش أن يأخذ إذناً مسبقاً قبل التحليق فوق الأراضي اللبنانية ؟؟؟؟
المفتي الأمين: لقد كشف حادث اسقاط الطوافة التابعة للجيش اللبناني من قبل موقع عسكري لحزب الله في إقليم التفاح عن عدم امكان التعايش بين منطق الدولة الواحدة والجيش الواحد وبين سلاح خارج عن سلطة الدولة اللبنانية وجيشها حيث يجب أن تكون سيادة الدولة كاملة على أرضها وشعبها. وكشفت هذه الحادثة عن انتقاص السيادة المفروض أن تكون للدولة اللبنانية وحدها والتي لا يجوز أن تكون مناطق محظورة عليها. وقد سكتت الدولة اللبنانية عن المربعات الأمنية الموجودة على الأرض وإذا بها تكتشف من خلال اسقاط الطائرة أن هناك مربعات أمنية في السماء محظورة على الدولة ويجب عليها أن تأخذ الإذن المسبق من أصحاب تلك المواقع في الأرض وفي السماء . وأما بالنسبة إلى التحقيق فلا أظن أن يتغير به شيء على الأرض كعشرات التحقيقات التي جرت في السابق دون ظهور النتائج التي تضع حداً للتجاوزات .
تيار كندا: ما هو تعليقكم على تصريح الجنرال الإيراني علي جعفري أن “ايران يمكنها الإعتماد على حلفاء في المنطقة للرد على أي هجوم اسرائيلي” فيما هي لم تحرك ساكناً في حرب 2006 والى متى سيظل لبنان يدفع فاتورة الصراعات الخارجية ؟؟؟
المفتي الأمين: تصريح الجنرال الإيراني يكشف عن الإرتباط الوثيق بين حزب الله وايران وأنّ مصلحة الجنوب وأهله ومصلحة لبنان تأتي عند حزب الله بعد المصلحة الإيرانية. وقد كشفت حرب تموز عن بقاء لبنان وحيداً في ساحة المواجهة في حربٍ لم يكن له فيها ناقة ولا جمل تلقى فيها لبنان ردة الفعل الإسرائيلية ولم يكن له علاقة بالفعل . ونحن نرفض أن يبقى لبنان وحده يتحمل أعباء الصراع العربي الإسرائيلي ونرفض أن يكون ساحةً لأي نفوذ أجنبي .
تيار كندا: كيف تنظرون الى زيارة العماد ميشال عون الى الجنوب وهل كنتم تتمنون لو تمت بطريقة أخرى وظروف مختلفة ؟ وما رأيكم في دعمه الغير محدود لسلاح حزب الله خصوصاً أنه فاز بكتلته النيابية في 2005 على أساس أن “هذا السلاح يضع لبنان في مواجهة القانون الدولي ويهدد الوحدة الوطنية بوصفه ينم عن احتكار للقرار الوطني من قبل طرف واحد” ؟
المفتي الأمين: من حيث المبدأ نحن مع كل حركة تواصل بين اللبنانيين واللقاءات. وكنا نحبذ أن تكون زيارة الجنرال عون الى الجنوب بهدف تعزيز سلطة الدولة اللبنانية هناك ودعم الجيش اللبناني لبسط سلطة الدولة على الجنوب وتطبيق القانون. ولكننا نرى أن الزيارة كانت دعما للفريق الذي يعمل على تعطيل مشروع الدولة في الجنوب وفي كل لبنان من خلال رفضه الإندماج في مشروع الدولة الواحدة. ونحن كنا نتوقع من خلال تحالف الجنرال عون مع حزب الله أن يتمكن الجنرال عون من اقناع حزب الله بالإنخراط بمشروع الدولة الذي يقوم على وحدة الجيش والسلاح كما كان هو مشروع الجنرال في الأساس ولم نتوقع أن يصبح هذا التحالف غطاءاً لبقاء السلاح خارج الشرعية اللبنانية وسلطتها .
تيار كندا: هل أنتم مع ربط سلاح حزب الله بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم ؟
المفتي الأمين: لا توجد علاقة بين وجود سلاح حزب الله خارج مشروع الدولة وبين توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لأن الفلسطينيين أنفسهم لا يريدون هذا التوطين ولأن التوطين يرفضه كل اللبنانيين وهذا الرفض موجود في مقدمة الدستور اللبناني بعد الطائف. وعندما يكون اللبنانيون متفقين على هذا الأمر فهم يمنعون ذلك من خلال دولتهم وليس من خلال حزب أو جماعة والذي يبدو أن بعض من يطرح هذه الفكرة يريد من خلالها أن يعطي الذريعة لبقاء السلاح بأيدي حزب الله بعيداً عن قيام الدولة اللبنانية .
تيار كندا: ما هو تعليقكم على القرار القضائي اللبناني بخصوص قضية اختفاء الإمام الصدر ولماذا تأخر كل هذا الوقت ؟ وماذا بقي من نهجه اليوم في ظل سيطرة قوى السلاح و”المال الطاهر” ؟؟؟؟
المفتي الأمين: ليس لهذا القرار القضائي مفاعيل على أرض الواقع وقد يكون في صدوره المتأخر اليوم فائدة تعود على ورثة الإمام الصدر الذين لم يقدِّموا شيئاً لقضيته منذ اختفائه مع أنهم وصلوا الى السلطة باسمه ولا يزالون يرفعون قضيته شعاراً لهم لكسب مشاعر العامة والإيحاء لهم بأنهم ما يزالون على نهجه وطريقه ولكن الحقيقة خلاف ذلك. فقد تحولت قضية الإمام الصدر الى قضية موسمية تتحرك كلما اقترب موعد المناسبة الجديد وبين هذه المواعيد التي بلغت في هذا العام الثلاثين غاب النهج الذي انتهجه الإمام الصدر وانقلب الذين رباهم على حب الوطن والعيش المشترك وقيام الدولة والشرعية الواحدة انقلبوا على مشروع الدولة وأصبحوا العائق الأكبر أمام نهوضها وأساؤوا للعيش المشترك في بيروت والجبل وربطوا الطائفة الشيعية بمشاريع خارجية مع أن الإمام الصدر كان يقول بأن الشيعة في لبنان هم لبنانيون عرب ومسلمون وإن ربطهم بأي دولة أخرى خصوصاً البلاد غير العربية هو خطيئة يجب اجتنابها. وكان يقول لا حلَّ في لبنان إلا بالدولة الواحدة وإلغاء كل الدويلات الحزبية والطائفية .
تيار كندا: هل تتوقعون تغييراً ما في الخريطة الإنتخابية في الجنوب في العام 2009 وظهور قوة مرادفة لثنائي حزب الله – أمل أو أن قوة السلاح والمال ستمنع ذلك ؟ وهل سيكون لكم دور ما على صعيد كسر حاجز الخوف عند المواطنيين؟؟؟
المفتي الأمين: إن تغيير الخريطة الإنتخابية في الجنوب في السنة القادمة يعود الى ارادة الناس واختيارهم. ولكن المشكلة الأساسية التي تعيق التغيير زيادة على غياب القانون الإنتخابي السليم هي غياب السلطة القادرة على حماية الناخبيين في حرية آرائهم والتعبير عن أفكارهم في ظل وجود السلاح خارج سلطة الدولة. وقد أثبتت أحداث أيار في بيروت والجبل والشمال عجز الدولة عن لجم هذا السلاح الذي تمكن من أن يفرض على الدولة ما يريد. فكيف يمكن للمواطن أن يصل إلى ما يريد من خلال عملية انتخابية تكون شكلية إذا لم تمسك الدولة بزمام الأمور . وعلى كل حال فإننا سنبقى نعمل على نشر حالة الوعي لدى المواطنيين في مختلف الظروف ولا يجوز أن نستسلم للخوف والترهيب .
تيار كندا: هل تسلمتم دعوة للمشاركة في الذكرى 30 لتغييب الإمام الصدر؟
المفتي الأمين: لم ترسل لي دعوة للمشاركة في ذكرى الإمام الصدر التي أقيمت في مدينة النبطيّة. وكيف يرسلون دعوة لمن لا يزالون يحتلون مكتبه ومنزله خلافاً لقيم ومبادىء صاحب الذكرى ؟ ولا في الذكرى الّتي أقيمت في مبنى المجلس الشيعي في الحازمية .
تيار كندا: ما هي ملاحظاتكم أو تعليقكم على خطاب الرئيس بري في مهرجان الصدر؟
المفتي الأمين: لم يكن في خطاب رئيس مجلس النواب شيء جديد حول الأوضاع الدّاخليّة. وبعد الّذي جرى في أيّار وقبله من أحداث شارك فيها ، لم تعد النّاس تنتظر أقوالاً. وقد قال بعض المستمعين للخطاب ( ومن الحبّ ما قتل) عندما سمع الرئيس برّي يقول في خطابه (بيروت الحبيبة )!.
وكان من المستغرب في خطابه الدعوة إلى تشكيل لجنة بين الجيش اللبناني وحزب الله بعد حادثة سجد وإسقاط الطوّافة لأنّ المطلوب من رجل الدّولة أن يدعو لسيادة الدّولة الكاملة على كلّ الأراضي اللبنانيّة وفي السّماء أيضاً؟ !.
المفتي علي الأمين: مصلحة الجنوب وأهله ومصلحة لبنان تأتي عند حزب الله بعد المصلحة الإيرانية
النظام السوري المخابراتي غير مقتنع بانه خرج من لبنان فهو يبرمج مع المليشيات الايرانية وغيرها من اجل العودة واستعمار ونهب واذلال الشعب اللبناني فهو يرى لبنان عبارة عن قطعة قماشة حمراء يريد تمزيقها فيجب على الشعب اللبناني نزع اسلحة المليشيات الطائفية كلها ومنها حزب الله الطائفي الايراني الذي يتخذ المقاومة او اهل البيت او المهدي شعارات لعمي البصر والبصيرة