أدانت المحكمة الابتدائية بمدينة الدار البيضاء يوم الأربعاء 15 أغسطس الجاري الصحافي مصطفى حرمة الله بثمانية أشهر حبسا نافذة، وغرامة مالية قدرها ألف درهم (عشرة دراهم تساوي أورو واحد) بينما حكمت، وفي نفس الجلسة، وضمن ذات الملف، على صحافي آخر هو عبد الرحيم أريري بستة أشهر موقوفة التنفيذ، وغرامة مالية قدرها عشرة آلاف درهم.
تعود حيثيات هذا الملف، إلى القضية التي أصبحت معروفة بـ” قضية الوطن الآن” وهو اسم الجريدة المتهم مديرها “أريري” و أحد صحافييها “حرمة الله” بنشر وثائق تخص أسرار الدولة الأمنية، وذلك بناء على الدعوى التي رفعتها النيابة العامة – التابعة لوزارة العدل – ضد الصحافيين المذكورين منذ بضعة أسابيع. لم يتوقف الأمر حينها عند هذا الحد، بل تم اعتقالهما، بطريقة مهينة وكأنهما مجرمين خطيرين (مداهمة مسكنيهما ومقر عملهما بطريقة الكوماندو، ووضع الأصفاد في أيديهما – أنظر مقالنا في مكان آخر من الشفاف بعنوان: “بعد لي ذراعها: تجريم الصحافة المغربية” ).
هكذا إذن يدخل صحافي آخر إلى السجن، ليضاف إلى سجل السنوات الأخيرة، بعدما مر من نفس الدرب كل من “علي لمرابط” – الممنوع حاليا من الكتابة بموجب حكم قضائي لمدة عشر سنوات – وأنس التادلي الذي سبق أن حُكم عليه بعامين بتهمة السب والقذف في حق وزير المالية فتح الله ولعلو، وعبد المجيد البدراوي الذي قضى زهاء سنتين أيضا في السجن بتهمة السب والقذف أيضا في حق الجهاز أمني للدولة.
وتجدر الإشارة، إلى أن ثمة قضية أخرى، مرفوعة للمحكمة الابتدائية بالدار البيضاء، ضد الصحافي أحمد رضا بنشمسي مدير مجلتي “تيل كيل” و”نيشان” بتهمة “الإخلال بالاحترام الواجب للملك” و “المس بمشاعر المسلمين” وذلك على خلفية نشر المجلتين المذكورتين، في عدديهما ما قبل الأخيرين، الصادرين في آخر أسبوع من شهر يوليوز الماضي، لافتتاحية بقلم مديرهما، ناقشت بشيء من الجرأة الخطاب الأخير للملك محمد السادس.. قضية بنشمسي موعودة بالنظر القضائي يوم 24 أغسطس الجاري.
يرى مراقبون مغاربة وأجانب، أن الدولة المغربية، أدارت من جديد، لولب الضغط على الصحافة والصحافيين، وذلك ضمن ما يبدو أنها خطة محبوكة، في محاولة لإرجاع الصحافة المغربية إلى عهدها السابق، حين كانت، في الغالب، إما حزبية منتفعة طيعة، أو مملوكة للدولة وبالتالي تابعة.
mustapha-rohane@hotmail.fr
* الرباط
المغرب: الحكم بحبس الصحافي “مصطفى حرمة الله” ثمانية أشهر في عصر اصبح العالم قرية صغيرة,في زمن لا يخفى على اي امرئ شيء مما يجري حوله حتى لو اراد ان ينأى بنفسه عن كل شيء ,تطالعنا الانظمة العربية البائسة بمحاكمات مسرحية تحاول فيها اسكات اصوات لانها تجعل الجلادين الظالمين يرون صورة ضمائرهم بالمرايا التي تزين قصورا حجارتها من جماجم الاحرار وطينها مجبول بعرق شعوبها المقهورة….قديما قيل: “من راى فيي اعوجاجا فليوقمه…” ونحن في بداية الفية ثالثة نتعامل مع الفكر الحر الساعي الى رفعة الانسان وسمو نفسه بهمجية الجاهلية و قانون شريعة الغاب حيث يسود مبدا القوة المتثلة بسلطة مستبدة لا تريد… قراءة المزيد ..