حينا نسمع ونقرأ عن الشرطة الدينية (المطاوعة) من اندونيسيا الى السعودية وايران وباكستان وافغانستان… كنا نظن اننا، نحن في لبنان لا نزال في مأمن من هؤلاء. لكن ان نتواجه مع شرطة دينية في قلب فندق حديث في وسط بيروت، يملكه ماروني وباركه احد المطارنة بالمياه المقدسة حين ارتفع بنيانه، فهذا امر لم نظن مطلقا انه قد يحصل.
كنا نستعد لتناول العشاء مساء الاول من امس في مطعم الفندق الحديث، وبعدما طلبنا الطعام والشراب، واصرّ النادل على نصحنا بنوعية قنينة النبيذ، لم يلبث ان عاد معتذرا بخجل ليسحب كؤوس النبيذ ويقول متأسفا “اخجل مما سأقوله، ولكن لا نستطيع تقديم النبيذ لاننا في رمضان”.
كانت الساعة الثامنة، والموجودون من جنسيات مختلفة في المطعم يتناولون الافطار او العشاء . لم نستوعب للوهلة الاولى ما يقوله النادل، حاولنا الاستفهام، فأتى المسؤول عن المطعم ليقول مجددا “احتراما لمشاعر المسلمين الموجودين، لا نستطيع تقديم النبيذ”. اجبناه بـ”أننا مسيحيون، وعليك احترامنا واحترام الآخرين معا، لاننا لا نخدش الحياء ولا الذوق العام، ونحن في بلد اسمه لبنان ولسنا في بلد اسلامي”.
ابلغنا المسؤول ان اوامر الادارة واضحة، فخلال شهر رمضان لا نقدم الخمر، رغم ان لائحة الطعام والشراب لم تتعدل. قلنا له “اذاً علّقوا لافتة في الخارج تعلن منع الخمر في فندقكم”. وحين تشبثنا بموقفنا الرافض، حاول المسؤول ايجاد مخرج اعتبره مشرفا لادارة الفندق، اذ اقترح، بكل بساطة ان نستبدل كؤوس النبيذ الشفافة باخرى مموهة زرقاء حتى لا يظهر النبيذ بوقاحته الى العلن امام رواد المطعم، وعرض علينا “رشوة” بتقديم زجاجة النبيذ مجانا!
كانت صدمة الاقتراح المموه اقوى من الرفض الاولي. خبث تجاري متستّر بالمحافظة على العيش المشترك واحترام مشاعر المسلمين. رفضنا بكل بساطة “الرشوة المحرّمة”، فإما النبيذ في كؤوسه او مغادرة المطعم.
والمفاجأة ان جواب المسؤول على نيتنا المغادرة كان عجيبا، اذ قال لنا “لم لا تتفهمون الامر، الرواد الاجانب كلهم يتفهمون؟”.
معه حق. لا نستطيع ان نتفهم، لاننا، بكل بساطة، ولدنا وعشنا في بلد ارسى فيه المسيحيون قواعد العيش المشترك المبنية على احترام الآخرين، ولاننا ثانيا لسنا “أهل ذمة”، لا نريد ان تنتقص حقوقنا بحجة تجارية واهية، مموهة بستار ديني وورقة توت لا تخفي المستور.
فهل وصلت الشرطة الدينية الى لبنان والى قلب الوسط التجاري واجهة لبنان الحضاري وبدأت ترتدي بذلة اجنبية وربطة عنق؟ وهل الآتي اعظم؟
hiyam.kossayfi@annahar.com.lb
“المطاوعة” في وسط بيروت !
أبو عمر البيروتي — a-faft@hotmail.com
يبدو أن صاحبة المقال التي لم يعجبها منع الخمر في رمضان في مطعم ماروني (رغم أن الخمر محرم في رمضان وخارج رمضان) يبدوأنها لم تفهم أن لبنان بلد إسلامي شاءت أم أبت.. وما عليها إلا أن تقرأ التاريخ جيداً لتعرف هذه الحقيقة.. أما في بيتها فلتفعل ما تشاء.. والمطاوعة الذين لا تحبهم هم من يطهرون المجتمعات الفاسدة من تدمير العقول والزنا في الطرقات والعيش كالبهائم
“المطاوعة” في وسط بيروت !
اللامنتمي — elsgalaxy@yahoo.com
أرى أن عنوان المقال لا يتناسب ومحتواه علما بأني لا أحب المطاوعة..
“المطاوعة” في وسط بيروت !
قد يكون من المحق في بلد كلبنان ان يتمتع كل واحدباستقلاليته الدينية دون التأثير على حرية الاخر، الا انه في بعض الاحيان يجب فهم سبب تصرف ما من قبل بعض الناس خصوصاً الحادث الذي جرى ذكره أعلاه, ففي رمضان يعتبر حتى ناقل الخمر كافراً من هنا كان يجب على ادارة الفندق اعطاء مهمة الاهتمام بهذا الموضوع الى شخص غير محمدي واقتضى الامر,
“المطاوعة” في وسط بيروت !
أيمن
لا افهم لبنان هذا البلد الذي يدعي من الأهمية ما لايستحقه ويدعي تقدما وانفتاحا لا يمثله و يدعي تعايشا لا يعيشه وكل كذب في كذب!!! لا فهم وانا المسلم ان يتصرف الفندق هكذا!!! فكيف يسيئ النبيذ الى في رمضان او غيره طالما انا لست شاربه؟ والخمر بالنسبة للمسلم حرام رمضان او غير رمضان… فهل سيمنعونها في العيد وبعده كذلك؟ نحن نرى تطورات غير مفهومة في لبنان ذلك البلد غير المفهوم