حمزة عليان وقّع نسخته الإنكليزية
محمد حنفي
اقيم بمركز الأمريكاني الثقافي بدار الآثار الإسلامية حفل توقيع النسخة الإنكليزية من كتاب الزميل حمزة عليان، سكرتير تحرير القبس، والذي صدر بعنوان «المسيحيون في الكويت». الحفل الذي اقيم بالتعاون مع الكنيسة الإنجيلية الوطنية في الكويت، حضره العديد من الشخصيات العامة يتقدمهم رئيس تحرير القبس وليد النصف ورئيسة دار الآثار الإسلامية الشيخة حصة الصباح وسفير الفاتيكان وعدد من الدبلوماسيين والمثقفين.
لماذا الكتاب؟
ألقى الزميل حمزة عليان أضواء على كتابه «المسيحيون في الكويت» حيث طرح سؤالا يتردد على السنة كثيرين: لماذا هذا الكتاب؟ ولماذا الآن؟ وأجاب بنفي صفة المؤرخ عن نفسه، حيث أكد أنه عاشق لمهنة البحث، وشعر بأن موضوع الكتاب يحتاج إلى بحث بطريقة شاملة ومرجعية، وان الهدف الاساسي للكتاب كان الإحاطة بكل ما يتعلق بالمسيحين في الكويت منذ مرحلة ما قبل الميلاد وحتى الآن.
وقال عليان: بعد صدور الطبعة العربية طرح كثيرون وجود نسخة انكليزية لكي يطلع عليها المسيحيون في الكويت والذين يصل عددهم إلى 900 الف من مختلف الجنسيات، بخلاف المسيحيين الكويتيين وعدهم 300 تقريبا، واشار عليان الى أن الكتاب اعتمد على نوعين من المصادر: الاول 29 مرجعا متخصصا في الموضوع، والثاني مجموعة من التقارير والرسائل الجامعية والدراسات، بالإضافة إلى الحصول على معلومات من خلال مقابلات شخصية مع رعاة الكنائس في الكويت.
رسالة العيش المشترك
وأكد عليان ان الكتاب يمس موضوعا حيويا مطروحا على الساحتين العربية والعالمية حاليا، من خلال موجة العنف والتطرف والطائفية السائدة، حيث طبع التطرف الأسود كفه على المنطقة، مؤكدا أن الرسالة التي ينبغي قولها إننا لم يعد لدينا خيار سوى العيش المشترك والتواصل مع الآخر المختلف في الدين واللغة والثقافة.
حكاية «الأمريكاني»
وتحدث عليان عن بعض الموضوعات الواردة في الكتاب ومنها فصل عن المكان الذي أقيم فيه حفل توقيع الكتاب «الأمريكاني»، حيث اكد أن الكتاب تناول الإرسالية العربية الأميركية في الكويت، لكنه لم يتناولها وفقا لوجهة نظر البعض التبشيرية، وإنما رأى أن الإرسالية قدمت للكويت خدمات جزء منها تعليمي وجزء منها صحي من خلال المستشفى الأمريكي.
وأنهى عليان حديثه بتأكيد أن صدور الكتاب بالعربية والإنكليزية يوصل رسالة إلى العالم، بأن الكويت تعايشت مع المسيحية واحتضنت المسيحيين، وأنه سمع بنفسه من رعاة الكنائس في الكويت أن المسيحيين يمارسون عقائدهم بكل حرية ومن دون أي مضايقات.
الكويت بلد التعايش
في المداخلات التي اعقبت كلام عليان، اشاد استاذ الدراسات الدولية في الجامعة الامريكية جورج عيراني بالكتاب، حيث أشار الى أن الكتاب رغم أنه لا تنطبق عليه السمة الأكاديمية فانه يحمل جهدا كبيرا ومشكورا من عليان.
بدورها، خاطبت الشيخة حصة الصباح عليان بقولها إن صور الجدار خلفه تعبر عن وضع الكويت في فتح قلبها وأبوابها للأديان جميعا، وقالت الصباح ان التعايش مع الديانات الأخرى صفة جبل عليها الكويتيون منذ القدم، وأشادت بحضور رئيس التحرير الزميل وليد النصف وبالزميل عليان، حيث وصفته بأحد أعمدة القبس التي اعتبرتها المرجع ومصدر المعلومات لأهل الكويت.
حقل ألغام
وفي مداخلته، قال الكاتب أحمد الصراف ان كتاب عليان مفيد ونافع، وانها شجاعة أن يتصدى شخص غير كويتي لموضوع حساس كموضوع الكتاب، وقال ان الموضوع يحتوي على حقول ألغام، خاصة ما يتعلق بقانون منع تجنيس غير المسلم، وتمنى لو يتصدى كاتب كويتي لهذه الألغام والتوسع في بحثها.
أما د. حامد الحمود فروى أن أمريكية قابلت شابين عربيين، وعندما عرفت أنهما مسيحيين سألتهما عن الكنيسة التبشيرية التي حولتهما إلى المسيحية، ظنا منها ان العالم العربي لا يعرف المسيحية، لكن أحد الشابين أجابها: لقد حول المسيح والحواريون أجدادنا إلى المسيحية.
الثقافة العربية بلا تسامح
وقال الكاتب خليل علي حيدر ان المجتمعات المتقدمة تتميز بحرية الأديان لأنها تعتبر الدين مسألة شخصية، وهو ما تفتقده الثقافة العربية التي لا تعرف التسامح الديني، وطالب حيدر بإعادة النظر في القانون الكويتي الذي يمنع تجنيس غير المسلم، مؤكدا أن إعطاء الحرية للمسيحيين في العالم الإسلامي يخدم الإسلام باعتباره دينا عالميا، ويظهر الإسلام في صورته الحقيقية المتسامحة.
المطران والقبس
مطران الروم الأرثوذكس في الكويت غطاس هزيم اشاد بكتاب «المسيحيون في الكويت» والجهد المبذول من عليان، مشيرا إلى أن صدور كتاب عن المسيحيين في الكويت، يؤكد أن الكويت بلد مفتوح ومتسامح ويقبل بالآخر، وقال هزيم: في بعض الدول يتم العثور على آثار مسيحية فيها ويتم التعتيم على الموضوع، بينما قرأت في القبس أخيرا موضوعا عن آثار فيلكا وبعضها يتعلق بعصور مسيحية، ونشر ذلك في جريدة كويتية واسعة الانتشار ما يؤكد أننا في بلد متسامح.