حديث الاسد عن الانتقال الى مرحلـــــة المفاوضـــــات المباشـــرة ساهم في التباعد بين المحورين السوري والايراني وحزب الله يتحسب للتطورات
المركزية – طغت احداث غزه على ما عداها من ملفات سياسية وأمنية تلف لبنان والمنطقة على اهميتها. وبدل ان تدفع هذه الاحداث على فظاعتها وبالغ خطورتها العرب دولا وافرقاء الى لمّْ الشمل ووحدة الكلمة والصف فهي باعدت بينهم أكثر، ان لم يكن عمقت المسافات وزادت الخلافات، حيث بات الرهان مستحيلا على ما يجمع العرب ويوحد بينهم. الا ان احداث غزة على ما تقول مصادر سياسية مطلعة ليس في امكانها إخفاء القرائن وابعاد الحقائق ولا بد لها ان تعود الى الظهور والواجهة من جديد ومن بين هذه المؤشرات والتباين القائم في العلاقات ما بين القيادة السورية من جهة وحزب الله وايران من جهة ثانية”.
مفاوضات مباشرة: ولعل ما رفع من منسوب هذا التباين في العلاقات الحديث الذي ادلى به الرئيس السوري بشار الاسد قبيل ساعات من احداث غزة ولفت فيه الى امكان الانتقال الى مرحلة التفاوض المباشر بين دمشق وتل ابيب والتي تستوجب جلوس الفريقين السوري والاسرائيلي معا وعلى طاولة واحدة.
التباعد بعد المفاوضات: وتقول المصادر ان التباعد بين الجانبين ليس وليد ساعته انما يعود الى بدء المرحلة الاولى من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل، اذ ان ايران ومعها حزب الله لم يكونا مهيئين لهذه المقاربة السياسية في ازمة المنطقة خصوصا بعدما دلت التجارب الى عدم وجود قناعة اسرائيلية في معادلة التنازل مقابل السلام كما فعلت الاطراف العربية المعنية. وتضيف المصادر ان ما ساهم في تعميق التباعد بين سوريا وايران وحزب الله كان بداية المماطلة السورية في الكشف عن نتائج التحقيق في قضية اغتيال عماد مغنية بعدما رفضت دمشق مشاركة طهران والمقاومة في لبنان في لجنة التحقيق التي قيل انها شكلت للغاية.
ثم جاءت عملية اغتيال محمد ابو لبدة مدير المكتب السياسي لحركة حماس في دمشق لتزيد في تباعد المواقف بين المحورين السوري والايراني على خلفية الخشية من انتقال دمشق الى التفاوض المباشر مع تل ابيب.
تغيير قواعد اللعبة: وتتابع المصادر ومع احتمالات حدوث تغيير كبير في قواعد اللعبة الاقليمية تتوقع كل من طهران وحزب الله تقليص اعتمادهما على الدور السوري في لبنان حتى انه يقال وفي ضوء هذا التطور المرتقب ان قوات حرس الثورة الايرانية بدأت في تعزيز وجودها المباشر في لبنان ورفعت عديد خبرائها العاملين مع حزب الله الى ما بين 900 و 1000 عنصر ويتردد ان هؤلاء يواصلون العمل تحت راية “لجنة الاغاثة الايرانية” وان المهمة الرئيسية لهم تتمثل في اعادة بناء القدرات العسكرية لحزب الله على أسس جديدة بما لا يفقدها فعاليتها القتالية في حال قررت دمشق الانتقال الى مرحلة المفاوضات المباشرة مع اسرائيل على ما اعلن الرئيس الاسد.
الوجود في القمم: وفي هذا الاطار تقول المعلومات ان حزب الله وعلى هذه الخلفية السياسية المستجدة في المنطقة يعمل على تعزيز وجوده العسكري على قمم الجبال ويقيم التحصينات كذلك في الاودية وجنوب الليطاني كما يعمل على تعزيز شبكة الاتصالات الخاصة به والتي تمتد من الضاحية الجنوبية لبيروت حتى مدينتي صور والنبطية ومناطق في البقاعين الغربي والاوسط لتصل الى مناطق في اعالي كسروان ومنها الى منطقة بعلبك والهرمل.