تل أبيب: «الشرق الأوسط»
اتهمت مصادر في المخابرات الاسرائيلية حزب الله اللبناني بتجديد نشاطه المسلح داخل اسرائيل بواسطة خلايا مسلحة من شبان فلسطينيي 48. وحذرت هذه المصادر حزب الله من مغبة الاستمرار في هذا النهج، وقالت: «نحن ننظر ببالغ الخطورة الى هذا النشاط الارهابي»، وهددت: «لن نمر عليه مرور الكرام».
جاءت هذه الاتهامات والتهديدات على أثر جولة من التحقيقات الاستخبارية في العملية التي جرت في القدس القديمة، مطلع الأسبوع، حين أقدم شاب من فلسطينيي 48 على خطف مسدس حارس لمقر العصابة الاستيطانية الاسرائيلية «عطيرت كوهنيم» في قلب القدس العربية، والتي أسفرت بالتالي عن قتل هذا الشاب برصاص حارس ثان للمؤسسة. وقد أعلنت حركة باسم «كتائب أحرار الجليل» مسؤوليتها عن العملية. وتبين ان الشاب مواطن اسرائيلي من قرية كفر مندا في الجليل يدعى محمد خطيب. وجاء في البيان ان العملية تمت انتقاما لقتل أحد أفرادها من كفر كنا برصاص الشرطة الاسرائيلية عام 2003.
وكانت المخابرات الاسرائيلية حائرة حيال هذه العملية قبل صدور البيان. واعتبرت ان البيان دلها على اتجاه تحقيق واضح وسهل، فتنظيم «كتائب أحرار الجليل» كان قد نشط لفترة قصيرة في سنة 2003، إذ أقدم على قتل الجندي الاسرائيلي جولد شيحت وأعلن مسؤوليته عن العملية. ثم خطف وقتل الشابة اليهودية، دانا بنيت، من طبريا والتي اختفت آثارها تماما. ثم حاول أحد أفرادها قتل جندي آخر في مفرق مسكنة (أو مفرق السجرة) في الفترة نفسها، لكنه فشل وتم ضبطه واعترف خلال التحقيق بانتمائه الى هذا التنظيم وتم الكشف عن معلومات تفصيلية حوله.
ومن ذلك الوقت، توقفت عمليات هذا التنظيم.
وتقول المخابرات الاسرائيلية بان حزب الله اللبناني هو الذي يقف وراء هذا التنظيم ويوفر لأعضائه السلاح والتدريب والتمويل. وقد تميز عن سائر التنظيمات الفلسطينية المسلحة بعدة خصائص، منها انه يقتصر على مواطني اسرائيل العرب (فلسطينيي 48) وان أعضاءه يعملون بشكل فردي، واحدا واحدا في كل عملية. وتدل عملياتهم على أنهم تلقوا تدريبات من نوع فريد يعتمد على شحن صاحبه بشعور عال من القوة والثقة بالنفس، حيث يهاجم الواحد منهم هدفا أقوى منه بكثير، مثلما حصل في القدس القديمة، مطلع الأسبوع، إذ ان الشاب راقب ساحة الحدث مرات ومرات ودرس الموقع وباشر بتنفيذ عمليته من دون أن يكون مسلحا، وهاجم حارسين مسلحين.
وكشفت تلك المصادر أن المخابرات الاسرائيلية تحقق في ما إذا كان هذا التنظيم قد نفذ عملية أخرى قبل عملية القدس، هي قتل رجل في الثامنة والستين من العمر، هو ميخائيل رونبين من نتسيرت عليت في 13 يوليو (تموز) الماضي طعنا. وقالت انه على الرغم من أن أحدا لم يتبن هذه العملية، فإن طريقة تنفيذها مشابهة لطريقة عمل «كتائب أحرار الجليل».
وذكر مسؤول في المخابرات انه في حال ثبوت ضلوع حزب الله اللبناني في هاتين العمليتين، فإن «الأمر يكون ذا خطورة بالغة، إذ يشكل دليلا على ان حزب الله قرر استئناف نشاطه الارهابي داخل اسرائيل لأول مرة بعد حرب لبنان الأخيرة». ورفض أن يؤكد بأن هذا يعني ان حزب الله قرر اعلان حرب من نوع جديد على اسرائيل وقال: «يريدون أن يجسوا نبضنا ويرصدوا كيف سيكون رد فعلنا على تصرفاتهم». واضاف: «ونحن سنرد على ذلك بقسوة، في حال ثبوت ضلوعه، لأن هذه عمليات خطيرة وستكلف أصحابها، افرادا وجماعات وقادة، ثمنا باهظا».
(الشرق الأوسط)