فرضت السلطات الباكستانية اليوم الإقامة الجبرية حددت إقامة زعيمة المعارضة بينظير بوتو يوم الجمعة لمنعها من قيادة أول تجمع ضد الرئيس برويز مشرف.
*
على غرار المحامين في انتفاضة الإستقلال بلبنان قبل سنتين، والقضاة المصريين قبل أكثر من عام، يقف محامو باكستان اليوم في طليعة المقاومة المدنية ضد حالة الطوارئ التي أعلنها الجنرال برويز مشرّف. وقد اطلق شعار مقاومة العسكر رئيس المحكمة العليا، إفتخار تشودري، الذي عزله مشرّف، للمرّة الثانية، من منصبه وفرض عليه الإقامة الجبرية.
وحسب جريدة “الفيغارو” الفرنسية الصادرة اليوم، فقد وجّه تشودري نداء للمحامين بالهاتف الخليوي جاء فيه: “حان وقت التضحية: ينبغي علينا أن نقف للدفاع عن الدستور”. وفور توجيه هذه الرسالة قامت السلطات الباكستانية بقطع كل خطوط الهاتف في العاصمة. ولكن قطع خطوط الهاتف لم يحل دون نزول ألوف المحامين إلى شوارع المدن الباكستانية للتظاهر رغم الهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وتضيف “الفيغارو” أن السلطات اعتقلت 1000 محامي على الأقل، وفرضت الإقامة الجبرية على عدد آخر. وقال نقيب المحامين “حميد خان” لمراسل الجريدة: “لا أستطيع أن أقول لكم أين أتواجد في هذه اللحظة. فالسلطات تبحث عنا لاعتقالنا”.
وكان الجنرال مشرّف قد عزل رئيس المحكمة العليا، إفتخار تشودري، للمرة الأولى في 9 مارس الماضي، الأمر الذي اعتبر أكبر خطأ ارتكبه الجنرال منذ تولّيه السلطة. فالقرار أثار إستياء المجتمع المدني الذي كان استقبل مشرّف بارتياح عند انقلابه على نوّاز شريف في 1999. واضطرّ مشرّف لإعادة تشودري إلى منصبه في يوليو الماضي، الأمر الذي عزّز ثقة المحامين بدورتهم في مواجهة النظام العسكري.
ويقول نقيب المحامين، “حميد خان”، في مقابلة مع “الفيغارو” بالهاتف: “ليست مهمّتنا أن نتحول إلى حزب معارض. المطلوب اليوم أن تتبعنا أحزاب المعارضة، وليس العكس. نحن لا ننتمي إلى أي حزب معارض”. ويضيف: “في باكستان، لا يتمتع رجال السياسة بالمصداقية. أغلبهم مستعد للتحالف مع مشرّف من أجل الوصول إلى السلطة”.
هل يعني ذلك أن لديه شكوكاً في مواقف بنازير بوتو؟ يجيب “حميد خان”: “بالتأكيد. لماذا انتظرت أياماً قبل أن تدعو مناضلي حزب الشعب الباكستاني للنزول إلى الشارع؟ ولماذا حدّدت موعد 13 نوفمبر لتنظيم مسيرتها الشعبية؟ نوّاز شريف، على الأقل، لم يتعاون يوماً مع مشرّف”! وهذا طبعاً، لأن الجنرال مشرّف أطاح به في 1999
المحامون ضد العسكر في باكستان
أخلطوا باكستان على لبنان وريحونا من الدوشان .