وطنية 9/6/2007 (سياسة) أصدر المجلس الأعلى للطائفة الكلدانية في لبنان، بعد ظهر اليوم، البيان الآتي: “لم يكد حبر البيان الإستنكاري الأول المتعلق بقتل الأب رغيد عزيز كني مع ثلاثة شمامسة في الموصل ليجف، حتى فوجىء المجلس الأعلى بحادثة جديدة تتعلق بخطف كاهن رعيتنا السابق في بيروت الأب هاني عيسى مع خمسة من الشبان الكلدانيين في بغداد.
إن هذا الإستهداف لرجال الدين المسيحيين وللرموز المسيحية في العراق، يدل على خطة منهجية لإفراغه والشرق الأوسط من المسيحيين، على أيادي عصابات ومجموعات مجرمة تدعي الفكر الديني, وتكفر من يختلف عنها أو لا يوافق آراءها حتى ولو كان من ديانتها نفسها. إن هذا السكوت التام عن هذه الأعمال المجرمة من جميع المراجع الزمنية والدينية يشجع مرتكبيها على التمادي بإعتداءاتهم، ولا يدعم صمود المسيحيين في العراق أو الدعوة للتشبث في أرضهم، لا بل يدفعهم إلى المزيد من الهجرة, وهذا ما يقع في مصلحة المجرمين.
إن التغاضي عن هذه الجرائم والأفعال المشينة يفتح الباب واسعا لكل المجموعات الأصولية والتكفيرية في أي مكان، للتعدي على غيرها من الفئات المستضعفة والأقليات غير المنسجمة مع فكرها, وهذا يشكل خطرا كبيرا على الوجود المسيحي في الشرق عامة.
وإنطلاقا مما سبق عرضه، يناشد المجلس الأعلى للطائفة الكلدانية في لبنان، الكرسي الرسولي، مناشدة الأبناء لأبيهم، للتدخل العاجل والمباشر مع الدول الفاعلة في العراق لحماية المسيحيين من الإبادة التي يتعرضون لها. كما يطالب حكومة العراق وكل المجموعات السياسية في ذلك البلد، العمل لإطلاق الأب هاني عيسى مع رفاقه من الأسر, خصوصا وأن أعمال الخطف والقتل لم تكن يوما من عادات الشعب العراقي وبعيدة كل البعد عن أخلاقه وتاريخه.
يعتبر المجلس أنه لمن المشين إهراق دماء بريئة أي تكن إنتماءاتها، على أرض تتمتع بتاريخ عريق ويعتبر مهدا للحضارة.
وأخيرا, بما أن كلام الإستنكار لم يعد يجدي نفعا، فالمطلوب من أصحاب القرار في العراق وخارجه، التدخل والعمل السريع لإيقاف حمام الدم هذا, وإلا فالتاريخ والله لن يرحما”.