(صورة المقال نشرتها قبل عام جريدة “الأخبار” التي نصحت “البطرك” بـ”استعادة بكركي موقعها كبطريركية أنطاكيا وسائر المشرق بعدما انشغلت بالسياسة اللبنانية..!! كل المطلوب من البطرك أن يبتعد عن السياسة اللبنانية، فقط!! ولكن، “ماذا ينفع الإنسان إذا ربح العالم وخسر نفسه؟”.
“الشفّاف”
*
بيروت – خاص
هذه الأيام، يُكثر البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير من حركته ونشاطاته. وكان لافتا خلال الاسابيع القليلة
الماضية قيامه باختراقات بروتوكولية لم يدرج عليها أسلافه منذ اكثر من سبعة عقود، على غرار الزيارة الراعوية الى مدينة زحلة، ومن بعدها الى فتوح كسروان، والزيارات الراعوية الى القبيات وتنورين. وهذا، فضلا عن نشاطاته الدائمة في إطار مجمع الكرادلة، وزياراته الدورية والمتكررة الى الفاتيكان، ودوره في مجمع أساقفة الشرق الأوسط والمجامع الدينية على انواعها. كذلك، زيارته لفرنسا، في الشهر الماضي، التي أثارت إمتعاض حزب الله وذيله العوني.
المصادر القريبة من الصرح البطريركي اعتبرت ان تكثيف البطريرك صفير لجولاته وأنشطته يأتي في إطار الرد غير المباشر على الحملات التي طاولت شخصه وقدراته، خصوصا وان هذه الحملات جاءت من أطراف وقيادات مسيحية في مقدمها العماد عون والنائب سليمان فرنجية. وبدأت هذه الحملات منذ سنوات عدة لتأخذ مداها في العام 2006 إثر موقف البطريرك ومجلس المطارنة من حرب تموز وما تلاها، ومن سلاح حزب الله، وفي ظل تمسك صفير ومن خلفه مجمع المطارنة بثوابت الكنيسة المارونية لجهة بناء الدولة القوية وحصر استعمال السلاح بالقوى الشرعية دون سواها.
بشأن الزيارة الراعوية الى منطقة فتوح كسروان، تضيف المصادر ان البطريرك اراد توجيه رسائل في اتجاهات عدة تجلت في نوعية الحضور والغياب التي تعكس طبيعة الرسائل البطريركية، وانطلاقا من ان غبطته يعتبر ان تيار عون إختطف كسروان نيابيا وأخذها عن المسار الذي يرغب به الصرح البطريركي.
وتشير المصادر الى ان البطريرك صفير، وفي الانتخابات النيابية الاخيرة، بدا وكأنه إنحاز الى جانب قوى الرابع عشر من آذار في رسالة وجهها عشية الانتخابات وأثارت جدلا واسعا، إلا أنها عكست رغبة بطريركية في الإتجاه الذي ترغب بكركي في ان تسلكه الانتخابات حينها.
في زيارته الاخيرة الى الفتوح كسروان حط رحال البطريرك وصحبه في “غبالة”. فحل ضيفا على النائب السابق منصور غانم البون، وشارك في الغداء الذي أقامه البون على شرف البطريرك وصحبه شخصيات لبنانية وسياسية. إلا أن أللافت كان غياب بعض الاشخاص من الذين يبدو حضورهم طبيعيا الى جانب البطريرك. وإذا كان مفهوماً غياب نواب “تكتل الاصلاح والتغيير” عن الغداء بعد مشاركتهم في القداس الاحتفالي، فما لم يمكن فهمه هو غياب مسؤولين من القوات اللبنانية عن الغداء. وكذلك غياب منسق الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار فارس سعيد والنائب السابق سمير فرنجية عن الغداء!
وفي معزل عن البروتوكولات والزيارات الرعوية، أشار المرقبون الى ان البطريرك صفير لم يتعب ولم تلوِ عزيمَتَه السنون، وهو يؤكد يوما بعد يوم ان عزيمته لا تلين وأن ثوابته هي ثوابت الكنيسة وإرث الاسلاف، وأنه عاقد العزم على ان لا يكون هو البطريرك الذي يفرط في اي من هذه الثوابت. ولذلك هو يمسك بالدفة حين يرى قيادات الطائفة تشطح سياسيا خارج السرب الوطني العام، وهو يدق ناقوس الخطر حين يستشعر ان هذه الخطر داهم ومصيري. ولذلك ايضا من المرتقب ان يصدر عن غبطته في الايام المقبلة موقف يرد من خلاله على ما جاء في خطاب الامين العام لحزب الله حسن نصرالله من تهديدات للمسيحيين ولصيغة العيش المشترك، وعلى ما يحيكه الجنرال عون مع “الحزب”.