الشبانية (لبنان) (رويترز) – اضطر الزعيم اللبناني وليد جنبلاط أن يرفع صوته لتهدئة أنصاره الذين كانوا يطالبون بالانتقام لمقتل أحد أفراد طائفتهم الدرزية.
وصاح جنبلاط قائلا لانصاره انهم ليس لهم أعداء في لبنان محاولا تجنب ثأر دموي لمقتل لطفي زين الدين (58 عاما) الذي طعن حتى الموت في بيروت بعد اجتماع سياسي حاشد في 14 فبراير شباط.
لكن أنصار السياسي البارز المناهض لسوريا غير مقتنعين ورد أحدهم قائلا “نحن نفقد شهداء” وردد اخرون تعليقاته في تبادل ملتهب للعبارات سجله مصور هاو بالفيديو وبثه تلفزيون الجديد مؤخرا.
وتظهر اللقطات عمق العداء الطائفي الذي ولده الصراع السياسي في لبنان لكنها تظهر ايضا أن زعماء البلاد قرروا في الوقت الحالي على الاقل تحجيم التوتر مع دنو الانتخابات التي يحين موعد اجرائها في السابع من يونيو حزيران.
وفي ظل النظر الى الانتخابات على أنها منافسة متقاربة بين حركة “14 اذار” التي تتمتع بأغلبية في البرلمان وتحالف منافس يقوده حزب الله الشيعي لا يستبعد أحد احتمال انتشار أعمال العنف.
لكن من غير المرجح أن تقع اضطرابات على النطاق الذي شهده لبنان في مايو ايار الماضي حين شارف على الانزلاق الى حرب أهلية شاملة .
وتعكس نبرة المصالحة بين الزعماء اللبنانيين الحديث عن المقاربة والحوار في أنحاء الشرق الاوسط بين الدول المتناحرة والتي دعمت الفصائل المتنافسة في البلاد.
ودعمت الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب بما فيهم السعودية كتلة 14 اذار بينما ساندت سوريا وايران المعارضة. والان بدأت العلاقات بين السعودية وسوريا تتحسن كما تبحث واشنطن الحوار مع سوريا وربما ايران.
وقال الشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام لحزب الله ان جنبلاط أبدى رد فعل على المناخ الاقليمي. وقال لرويترز ان موقفه يساعد في تهدئة الجو والانتقال الى الحلول السياسية.
الزعيم الدرزي الذي اشتهر بحنكته السياسية حث جميع الاحزاب على المحافظة على هدوء أنصارها واعتدال لغتها. وقال لرويترز انه حينذاك يمكن خوض الانتخابات في هدوء مكررا وجهة نظره التي عبر عنها بأن قتل زين الدين حادث فردي.
ولدى سؤاله عن مستوى التوتر في الشارع قال انه مقبول ومعقول وأضاف أنه لا يظنه خطيرا.
لكن الساسة الذين يستمدون قاعدة قوتهم من الطائفية سيحتاجون الى التحرك بحذر اذا حاولوا حشد تأييد المقترعين للانتخابات دون اثارة التوترات الطائفية ومزيد من أعمال العنف.
وقتل عشرات الاشخاص على مدار العامين المنصرمين في أعمال عنف سياسي مما يبقي احتمال تفجر التوترات الطائفية التي غذت الحرب الاهلية بين عامي 1975 و1990 قائما.
وقال نبيل بومنصف وهو معلق في جريدة النهار اللبنانية ان الساسة يريدون التعبئة وفي الوقت نفسه يريدون السيطرة على الشارع وأضاف أن هذه مسألة صعبة جدا في لبنان. وتابع أنه شخصيا لا يعتقد أنهم سينجحون لان التوتر في الشارع شديد للغاية.
أفسد الصراع السياسي في لبنان الذي يحكمه نظام طائفي لاقتسام السلطة العلاقات بين
السنة الموالين للحريري والشيعة الذين يدعمون خصومه. كما تضررت العلاقات بين الدروز والشيعة وعاود العداء بين الجماعات المسيحية المتنافسة الظهور على السطح.
ويعطي تبادل لاطلاق النار الشهر الماضي في قرية شكا الساحلية بين القوات اللبنانية والمردة وهي فصائل مسيحية في ائتلافات متناحرة لمحة عما قد يحدث في المستقبل.
وقال بومنصف انه ستكون هناك حوادث أمنية في عدد من المناطق لكن دون أن تسبب أزمة كبرى.
في قرية الشبانية التي ينتمي اليها زين الدين وتقع بأحضان الجبال الى الشرق من بيروت يقول نجيب نمر صبرا انه سيكون من الصعوبة بمكان كبح جماح ابناء طائفته الدرزية في حالة وقوع مزيد من أعمال العنف.
وأضاف صبرا (32 عاما) والذي شهد ما وصفه بأنه هجوم “مسعور” بسكين من قبل عصابة على زين الدين “سيدعونها تمر هذه المرة لكنهم كانوا يتوقون للانتقام. اذا تكرر هذا سيصبح (الوضع) اكثر خطورة بكثير.”
وتابع “كانت المسألة وكأن بينهم وبينه ثأر منذ 20 عاما.”
وقال سمير خلف استاذ علم الاجتماع بالجامعة الامريكية في بيروت ومؤلف كتاب (العنف المدني وغير المدني في لبنان) انه ايا كان ما يقال فهناك جنون وارتياب وخوف بين الجماعات.
وتابع أنه تتم تعبئة الناس ثم المسارعة الى احتوائهم.
وأضاف أن هذه الفقاعات يمكن أن تصبح قابلة للاشتعال بسهولة شديدة في اي وقت في اشارة الى العداء الطائفي.
اللبنانيون يهدئون من التوتر السياسي لكن النار تحت الرماد
الشعب في واد و السياسيين في واد