تكشف الجريدة الفرنسية، المطّلعة عادةً، أن “مبعوثين لأحمدي نجاد سعود لإقناع واشنطن وموسكو وباريس بأن نجاد ربح الإنتخابات فعلاً، وبأنه يسيطر على الوضع وأنه المحاور الحقيقي الوحيد لهذه الدول. “ولكن المظاهرات “الممنوعة”، ولكن الضخمة جداً، التي اجتاحت طهران ومدن أخرى، يوم الإثنين، في 15 يونيو، دفعت أوباما وبوتين وساركوزي لاتخاذ مواقف رسمية أقرب إلى التصلّب. وأفادت المعلومات الرسمية التي وصلت إلى وزارة الخارجية الفرنسية أن النتائج التي أعلن عنها رسمياً تمثل “أكبر عملية إحتيال إنتخابية في هذا القرن”!
وحسب الجريدة الفرنسية، فإن حاشية المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، كانت قد أبلغت مير حسين موسوي، قبل إعلان النتائج الرسمية، بأنه أحرز أكبر عدد من الأصوات وأنه سيواجه، في دورة ثانية، المرشّح الإصلاحي الآخر الشيخ مهدي كرّوبي!
وإذا صحّت معلومات الجريدة الفرنسية، فإنها تظهر مدى الحقد الذي يكنّه النظام الإيراني على الشيخ مهدي كرّوبي الذي يُعتَبَر الأكثر إصلاحيةً بين المرشّحين للرئاسة: فقد أعلنت وزارة الداخلية رسمياً أنه حلّ رابعاً، بعد محسن رضائي، ونال أقل من مليون صوت، وهذا العدد يمثّل “إعداماً سياسياً” لمهدي كرّوبي!!
وتضيف الجريدة الفرنسية أن موظفين في وزارة الداخلية الإيرانية، حيث تم تجميع نتائج الفرز، قاموا، رغم المخاطر التي يتعرّضون لها، بإبلاغ “المرشد الأعلى” بهزيمة أحمدي نجاد، الذي حلّ ثالثاً، وبفارق كبير في الأصوات. وعلى الفور، تم نقل هذه المعلومات والأرقام بواسطة الإنترنيت، وبواسطة مجموعات سياسية متنوعة، رغم إقدام السلطات على قطع الهاتف الخليوي في البلاد.
وتتساءل “الكنار أنشينيه” عن السبب الذي حال دون ردود فعل أكثر عنفاً من السلطات “رغم بعض الإستفزازات”، إزاء المظاهرات المتكررة وبداية “الإضراب العام” من جانب أنصار الإصلاحيين. وتجيب أنه، “حسب معلومات من طهران، فإن المرشد علي خامنئي تردّد، على الأقل حتى بداية الأسبوع الحالي، في إنزال الجيش لواجهة المتظاهرين. كما أنه تحفّظ على إمكانية إستخدام الباسداران لنفس الغرض.
“هل يخشى المرشد الأعلى من مواجهة مقاومة، أو من رفض لتنفيذ الأوامر، أو حتى من حالات “تآخي” مع المتظاهرين؟ إن أحداً لا يعرف الجواب. ولكن، يحتمل أن لا يكون جميع عناصر الجيش وجميع عناصر “الباسداران” موالين متعصّبين لأحمدي نجاد، الذي يتعرّض للإنتقاد بسبب إخفاقاته الإقتصادية ومواقفه الدولية المغامرة.
“من جهة أخرى، فالمرشد الأعلى لاحظ أن المتظاهرين، من الشبّان والأكبر سنّاً، لم يطرحوا شعارات ضد “الجمهورية الإسلامية” نفسها. فكل ما طالبوا به كان إحترام تصويتهم. والفائزان الحقيقيان في الإنتخابات، موسوي وكرّوبي، لم ينتقدا يوماً تراث آية الله الخميني.
تحركات عسكرية سبقت الإنتخابات
وحسب “الكنار أنشينيه”، إستناداً إلى معلومات “مديرية الإستخبارات العسكرية” الفرنسية، فإن السلطات الإيرانية قامت، قبل الإنتخابات، بتعزيز إجراءات الدفاع الجوي المحيطة بمواقع نووية تحت الأرض، خصوصاً قرب إصفهان، خشية ضربة إسرائيلية جوية. كما أرسل الجيش الإيراني قوات من الإحتياط لمواجهة المتمردين الأكراد الذين يتهمهم بالحصول على دعم أميركي وبريطاني والذين ينشطون في الجبال المجاورة لكردستان العراق. “وتم إرسال معدات عسكرية وزارق حربية إلى إريتريا (حيث يوجد موطئ قدم لإيران)، بغرض لتأمين قدرة تدخّل للباسداران في البحر الأحمر. وهذا في حال تعرّض إيران لعقوبات دولية..”
“الكنار أنشينيه”: حاشية خامنئي أبلغت موسوي أنه الأول وأن خصمه في الدورة الثانية هو.. مهدي كرّوبي!
لا للنظام الايراني المليشي السؤال الهام: هل الشعب الايراني سيقطع الشجرة الصفوية الخبيثة التي اعيد نبتها في العصر الحديث ام ستستمر ودمر العالم؟ المفكر الإيراني الشيعي د. علي شريعتي يقول: الدولة الصفوية قامت على مزيج من القومية الفارسية، والمذهب الشيعي حيث تولدت آنذاك تيارات تدعو لإحياء التراث الوطني والاعتزاز بالهوية الإيرانية، وتفضيل العجم على العرب، وإشاعة اليأس من الإسلام، وفصل الإيرانيين عن تيار النهضة الإسلامية المندفع، وتمجيد الأكاسرة.