هذه “المزحة الإلهية” لا تنطلي على أحد!
قناة تلفزيونية يمتلكها “حزب الله” (كواجهة لإيران) تقوم بزيارة خاطفي مواطنين سوريين معارضين للطاغية الدموي الذي يحكم بلادهم، وتدخل إلى غرفة “التحقيق” في ما تسميه “مضافة آل المقداد”، وهي نسخة عن “مضافة مخابرات سلاح الجو” في سوريا. وتكتشف فيها الكردي محمد عادل سليمان الذي خطفه الحزب “القومي” وعملاء سفارة سوريا في بيروت من منطقة “رأس النبع”!
لا تشرح قناة “المنار” كيف وصل المواطن السوري الكردي من “القومي” إلى”سفارة سوريا” إلى “بيت المقداد”! ولحسن الحظ، فقد أعلن “آل المقداد المزعومون” إطلاق سراحه صباح اليوم، وإلا لكان حزب الله و”مناره” هو من يتحمل مسؤولية “حياته” و”حرّيته”!
مثلما تتحمّل قناة “المنار”، وحزب الله، مسؤولية التهديدات التي أطلقها “المقداديون المزعومون” ضد قريبة رئيس حكومة قطر وضد وليد جنبلاط وضد المعارضين السوريين الموجودين في لبنان!
يرد في تحقيق “المنار” ما يلي: “تحدث المحقق لموقع المنار فيشير إلى أن الحزم والشدة معتمدين تماماً كما اللين”!!
حلو.. “قلع الأظافر” يدخل في باب “اللين” أم “الشدّة”؟ وهل سيتحفنا “المراسل” بحلقة ثانية حول “قلع الأظافر”؟
هذه “المزحة” يجب أن تتوقّف، ومسؤولية الدولة اللبنانية هي أن تقتحم “الرويس” بالقوة المسلحة الشرعية وأن تقفل “سجون بيت المقداد في ضاحية بيروت الجنوبية” و”مضافات التحقيق” فيها!
كنا بـ”دويلة حزب الله”، فصرنا بـ”دويلة مخابرات سلاح الجو السوري”، المسماة “دويلة آل المقداد”!
حزب الله يتحمّل المسؤولية المباشرة عن أعمال الخطف والتعذيب التي يتعرّض لها المواطنون السوريون في لبنان.
أما “آل المقداد”، وهم عشيرة لبنانية كبيرة، فلا “يشرّفهم” أن يقودهم “مهرّب سلاح ومواد ممنوعة أخرى” يعمل كـ”مخبر” و”محقّق” حقير عند النظام السوري الهالك! بعد الآن، حينما تقرأ يافطة “جمعية آل المقداد الخيرية”، عليك أن تفهم ان المقصود هو “مافيا آل المقداد السورية”! مفهوم “الخيرية” عند “آل المقداد” يشبه مفهوم “الشرف” في المافيا الصقلية..
وملاحظة أخيرة: كاتب تحقيق “المنار” هو “إسراء الفاس”: سواءً كان الإسم حقيقياً أو مستعاراً، فهو لا يشرّف صاحبه أو صاحبته! “الإعلام البوليسي” من هذا النوع يليق بـ”غوبلز” وتلامذته. ما “يشفع” للكاتب هو أن الإعلام اللبناني كله (٨ و١٤) سقط سقوطاً ذريعاً بتغطيته لـ”الخاطف أبو ابراهيم” المزعوم، ثم لـ”الخاطفين المزعومين من آل المقداد”! المستوى “الواطي” للإعلام التلفزيوني في لبنان يشفع له!
الشفاف
*
نقلاً عن قناة “المنار” تقرير عن “مضافة آل المقداد” يشبه “الإعلانات المدفوعة”! إضغط لقراءة المقال على موقع “لمنار”!
“موقع المنار” في مقر الجناح العسكري لآل المقداد
إسراء الفاس
لا يبتعد مقر الجناح العسكري لآل المقداد كثيراً عن منطقة نفوذ العائلة. داخله معزول تماماً عما يجري في الخارج، لا أضواء ولا إعلام ولا حتى شاشة تلفاز قد تتيح الفرصة لمتابعة ما يجري في الخارج. مركز تحقيق و”مضافة” وفسحة كبيرة يجتمع بها مسلحون وملثمون.. هذا هو المقر.
الدخول للمقر العسكري أمر مغرٍ لأي وسيلة إعلامية، يقول المسؤول عن الجناح العسكري: “ما توفر لكم اليوم تمنى كثر لو توفر لهم، عرضت وسائل إعلام علينا التمويل واعطاءنا حيزاً واسعاً من تغطيتها الإعلامية.. عُرضت علينا أموال ضخمة، وقُدمت لنا مغريات كثيرة مقابل سبق صحفي.. إلا أن دوافعنا الإنسانية لا تدخل في بازارت أهل الإعلام”.
عند مدخل “حي آل المقداد” استقبلنا المسؤول العسكري للجناح، مصطحباً فريق المنار حيث المقر ومكان احتجاز المخطوفين. المسؤول العسكري شاب ثلاثيني، قليل الكلام، جبلي الملامح لا يخلع بزته العسكرية، يتجول بثقة لا حدود لها كونه “إبن المقداد” حاملاً بيد هاتفه النقال، الذي قليلاً ما يكف عن الرنين، وباليد الأخرى يشير إلى عناصره مصدراً أوامره بالإشارة. يتهافت العناصر عليه فور حصول أي طارئ أو وقوع هدف في المصيدة، وسرعان ما يتفرقون نزولاً عند رغبته منكبين على آداء مهمة كُلفوا بها.
في “مضافة” آل المقداد
دخلنا في زواريب الحي، لنجد أنفسنا فجأة في مكان معزول عن المحيط، حيث لا أصوات سيارات ولا صدى حديث المقداديين يتردد. على المدخل يتجمع عناصر مسلحون، وهناك يُمنع دخول أيٍ كان حتى ولو كان من العشيرة. الهواتف النقالة أيضاً ممنوعة وكل آلات التصوير، وحدنا كنا الاستثناء. ممر طويل يفصل المدخل عن فسحة كبيرة يتجمع بها مسلحون وملثمون، على يمينها تقع “المضافة”.
المحطة الأولى كانت في مضافة الجناح العسكري، هناك جلس أكثر من ثلاثين مختطفاً سورياً، ويؤكد المسؤول أن المختطف التركي والأهداف “الدسمة” حفظت في مكان آمن! المقر مخصص لاستقبال المختطفين الجدد، حيث يتم التحقيق معهم وفرزهم بحسب أهميتهم، وحدهما النقيب والضابط المنتميان لما يسمى بـ “الجيش الحر” واللذان صورتهما قناة “الميادين” كانا هناك، وقياديين وعناصر في الحر حسبما يؤكد المسؤول. المخطوفون عرّفوا بأنفسهم بالإسم وذكر مسقط الرأس، ليتضح ان غالبيتهم من مناطق تدور فيها إشتباكات ساخنة: إدلب، حمص، دير الزور..
في المضافة طاولة وُضع عليها ابريق شاي وفواكه، وفيها مروحة صغيرة، وعلى الأرض مُدت بُسط تمدد عليها المخطوفون.
موقع المنار في غرفة التحقيق
وأثناء تواجدنا في المضافة تم إستدعاء أحد المخطوفين إلى غرفة التحقيق، رافقناه إلى هناك. بضع خطوات فقط تفصل بين “المضافة” ومركز التحقيق؛ يجلس المحقق مع المختطف وجهاً لوجه، تفصل بينهما طاولة تكدست عليها أوراق ووثائق وصور. وفي الغرفة ظلمة تسود المكان، ما يساهم في خلق جو نفسي ضاغط على المختطف، يساعد في عملية التحقيق.
أسئلة كانت متوقعة: الإسم، مسقط الرأس، مكان الإقامة. ما علاقتك بـ “الحر”؟ المرة الأخيرة التي زرت فيها سورية؟ ماذا تعرف عن فلان؟ أسماء ومعطيات يرددها المحقق غالباً ما تقود إلى مزيد من المعطيات يدلي بها المختطف في إعترافاته، أو يتبيّن عدم دقتها فيتم الإفراج عنه، ومن لا يتجاوب فيُعزل في غرفة إنفرادية.
عن أساليب التحقيق، يتحدث المحقق لموقع المنار فيشير إلى أن الحزم والشدة معتمدين تماماً كما اللين، وأوضح أن لدى الجناح العسكري معطيات كثيرة منها ما هو صحيح ومنها ما سرعان ما يتبيّن عدم دقته، ويشير إلى أن إفادات المتورطين في العمل مع ما يُسمى بـ “الجيش السوري الحر” يستفيد منها الجناح العسكري لتحديد بنك أهداف أخرى.
متحدث باسم “جيش الحر” راسل “الجزيرة”.. فتم اصطياده
خرجنا من غرفة التحقيق نقترب من المسؤول العسكري الذي كان منشغلاً باتصال هاتفي: “إسمه محمد عادل سليمان، قبل نصف ساعة كان يتحدث للجزيرة بصفة متحدث باسم الجيش الحر، من منطقة (..) في بيروت”.
نصف ساعة أخرى، يأتي من يهمس في أذن المسؤول فسيتأذن بضع دقائق، مبشراً: “هدفنا وقع بالمصيدة”…يعود المسؤول محاطاً بعناصر ملثمة والهدف مكبل بين أيديهم: “إسمه محمد عادل سليمان.. ناطق باسم الجيش السوري الحر، هذا بحسب معلوماتنا. هو ينكر ويقول أنه مجرد معارض للنظام. ضبطنا بحوزته عدداً من الوثائق والأجهزة”.
تسلمنا صورة المختطف، وهي صورة شمسية وجدت بين أوراقه الشخصية، وخرجنا مع عناصر مسلحة كانت تفاخر بما تجنيه من أهداف. يتحدث المسؤول عن معطيات جرى جمعها من خلال عمليات رصد ومتابعة ومصادر أخرى يمتنع عن الإفصاح عنها. ويؤكد أن من ضمن المختطفين من هم يجاهرون بمعارضتهم للنظام السوري إلا أنهم لم يتورطوا في العمليات المسلحة أو في دعم “الجيش الحر المسؤول عن اختطاف حسان”. هؤلاء أُفرج عنهم، مشيراً أن الاختطاف لا يتم على أساس الموقف السياسي، بل على أساس دعم جهات تورطت بخطف “إبن المقداد” ولبنانيين آخرين.
الخليجيون ليسوا هدفاً.. وإلا فقريبة بن جاسم ستكون هنا
جنبلاط رد على الرسالة: “ما خصني”
ويجزم المسؤول أن أي خليجي قطرياً كان أم سعودياً ليس هدفاً للجناح العسكري للعشيرة، بل عناصر “الجيش الحر” وأي تركي، معللاً ذلك بان تركيا متورطة في عمليات الخطف وأنها احتضنت المجموعات الخاطفة وعرقلت مساعي الإفراج عنهم.
ويشير إلى أن لديهم معطيات عن أميرة قطرية تقطن في لبنان، وتتجول بحُرية في العاصمة، هي قريبة لحمد بن جاسم حسبما يؤكد، “نعلم أين تتجول.. ورقم سيارتها، كانت في الـ Petit Cafe في منطقة الروشة، ولو أردنا خطفها لقمنا بذلك بسهولة.. ولكننا لا نريد”.
وعن الحكومة اللبنانية، يؤكد عساكر آل المقداد أنهم غير مخولين الحديث في السياسة، إلا أن وزير الداخلية طالبهم بالتهدئة، آخذين على وزير الخارجية أنه “سأل عن المختطف التركي، قبل أن يسأل عن حسان المقداد”. ويكشفون لموقع المنار: بعثنا برسائل لمختلف السياسيين لا سيما سياسيي “14 آذار” وهددناهم أي رد فعل سيكونوا هم أهدافنا المقبلة. جنبلاط كان أول من تلقى الرسالة، ورد عليها: “أنا ما خصني”!
وكان موقع المنار قد أجرى مقابلات مع عدد من المختطفين المُفرج عنهم، لمشاهدة فيديو المقابلة إضغط هنا
إقرأ أيضاً:
“فتنة ميشال سماحة”، طَبعَة الضاحية الجنوبية، وسقوط الدولة والإعلام في لبنان!
كيف وصل الكردي محمد سليمان من “القومي” إلى “مضافة آل مقداد” و..قناة “المنار”؟
طفل بدرعا يرثي أخته ويغني فوق رأسها هاتفاً لسوريا
تحولت أغنية “جنة جنة” لتصبح أشبه بالنشيد السوري للثورة
http://www.alarabiya.net/articles/2012/08/21/233381.html
الطفل الذي أبكى الملايين ينشد أمام جثة أخته الشهيدة
http://www.youtube.com/watch?v=lW-_KLnOgUk