العدالة والتنمية يختار دمية متحركة لرئاسة الحزب والحكومة التركية
حسم حزب العدالة والتنمية الحاكم أمره واختارت لجنته المركزية اليوم الخميس بينالي يلدرم، أي “بن علي يلدرم”، مرشحاً وحيداً لتولي رئاسة الحزب، وذلك قبل أيام من انعقاد مؤتمره الاستثنائي المقرر يوم الأحد 22 مايو/ أيار الجاري. وبذلك يكون مسار المؤتمر واضحاً منذ اللحظة، وانعقاده سوف يكون مجرد عملية روتينية لإضفاء الشرعية على لوائح الحزب.
الإعلام التركي اليوم مضى أبعد من حزب العدالة والتنمية الحاكم، إذ أن غالبية العناوين تشير إلى “بينالي يلدرم” وكأنه أصبح فعلياً رئيساً للحزب ورئيساً للحكومة التركية خلفاً لأحمد داود أوغلو.
كما أن “يلدرم” تصرف اليوم خلال اجتماع اللجنة المركزية واللجان الحزبية وكأنه استلم الدفة في حزبه ودفة الحكومة فعلياً، إذ عاهد في كلمته فور فوزه بترشيح الحزب “الأمة التركية” بأنه سوف ينهي الإرهاب في تركيا، في إشارة إلى المواجهة الساخنة حالياً بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني.
“يلدرم” يعلم أنه سيكون المرشح الوحيد في مؤتمر يوم الأحد، إذ لا منافس له. ويعلم أيضاً أنه سيفوز بالتزكية، لهذا كان واضحاً تصرفه بثقة، إذ غادر إلى مدينة “ديار بكر” عقب نيله ترشيح الحزب وزار فيها أهالي وذوي ضحايا التفجير الدموي الذي نفذه حزب العمال الكردستاني بشاحنة مفخخة قبل فترة وأودى بحياة العشرات.
كان واضحاً في سياق المعركة التركية على السلطة مؤخراً بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة أحمد داود أوغلو، وهي العملية التي قادها أردوغان بشكل غير مباشر لجعل تركيا برأس واحد، ومحكومة بشخص واحد، أنه سلم مفاتيح اللعب في ساحة حزب العدالة والتنمية لـ”بينالي يلدرم”، الذراع القوية لأردوغان في الحزب. وإذا كان الإعلام التركي يشير إلى انقلاب القصر الرئاسي على داود أوغلو، إلا أن الواضح أن”يلدرم” لعب الدور الأساس المنوط به، وكان دينامو عملية جمع التواقيع داخل اللجنة المركزية واللجان الحزبية الأخرى لتجريد داود أوغلو من قيادة الحزب، وتهميشه وبالتالي إزاحته. وكان”يلدرم” أحد أبرز الأسماء المطروحة لتولي رئاسة الحزب وبالتالي الحكومة التركية في المؤتمر الاستثنائي يوم الأحد 22 مايو.
اختيار العدالة والتنمية لـ”بينالي يلدرم” اليوم تلبيةً لرغبة أردوغان، المدير الفعلي للحزب، في وضع شخص تابع له على رأس الحزب وبالتالي الحكومة. إذ أن”يلدرم” سيكون ظلاً لأردوغان في الحزب والحكومة، وهذا ما أسماه اليوم البرلماني آيدن أونال بأنه “تصفيرٌ لرئاسة الحكومة“. إذ أنه خارج نجاحه وزيراً للمواصلات والاتصالات في تركيا منذ 2002 وإلى الآن، يفتقر إلى ثقل سياسي موازي، وبالتالي فإنه سيكون مجرد شخصية إدارية في الحزب والحكومة، ولن يكون لاعباً سياسياً! وإذا ما جرّب أن يطل برأسه كلاعب سياسي، فإن أردوغان سيرسله إلى البيت كما فعل مع سلفه داود أوغلو. وهذا يعني أن العدالة والتنمية اختار اليوم دمية متحركة محل رضى أردوغان، فيما رأى الكاتب الصحفي عبد القادر سيلفي المقرب من داود أوغلو في اختيار”يلدرم” اليوم عمليةَ اختيار “معاون للقبطان أردوغان”!
ولد “بينالي يلدرم في قرية تابعة لولاية أرزنجان (شرق تركيا)، لعائلة كردية، وتخرج من كلية بناء السفن والملاحة البحرية في جامعة استانبول التقنية، وتخصص في 1990 – 1991 في الأمن المالي والبدني في البحر في جامعة الملاحة البحرية السويدية. وتولى منصب المدير العام للمواصلات في بلدية استانبول بين 1994- 2000 وهناك تعرف إلى الرئيس التركي أردوغان ليلازمه صديقاً مقرباً، ويصبح في عداد الأسماء المؤسسة للحزب.
تقلد “بينالي يلدرم” حقيبة المواصلات في أربع حكومات تركية منذ 2002، ودخل البرلمان التركي أربع دورات عن المدن : أرزنجان، استانبول، وإزمير.
لـ”بينالي يلدرم” بصمات واضحة في مجال النقل والمواصلات والاتصالات والمشاريع العملاقة، ويعرف في تركيا على نطاق واسع كونه مهندس البنية التحتية في تركيا ، وقصة نجاح حزب العدالة والتنمية في المجال الخدمي.
عائلة “بينالي يلدرم” وفقاً لعدة منابر إعلامية تركية تملك 17 شركة و28 سفينة تجارية.
بينالي يلدرم الذي ينحدر من عائلة كردية، وولد في إحدى المناطق الكردية التركية، يُعد من الساسة الذين لا يقرون بكرديتهم، الأمر الذي تكرر خلال عقود في تركيا! وكان ذلك واضحاً، حين عاهد عائلات ضحايا المواجهات في مناطق كردستان تركيا اليوم، وكذلك في اجتماع اللجنة المركزي للحزب اليوم بإنهاء الإرهاب في تركيا، وهي الكلمة التي تتكرّر في تركيا سياسياً وإعلامياً إشارة إلى العمليات المسلحة لحزب العمال الكردستاني.