الشفاف – خاص
احدث عزوف النائب نسيب لحود عن الترشح للانتخابات موجة استياء عارمة في صفوف جمهور قوى الرابع عشر من آذار الذي بدأ يطرح علامات استفهام كبيرة حول مستقبل التجمع بعد ان تم استبعاد سمير فرنجية اولاً، وإحراج نسيب لحود لإخراجه ثانيا، وممارسة اشكال الضغوط كافة على النائب السابق فارس سعيد ثالثا لإرغامه على سحب ترشيحه تحت طائلة سحب الدعم الحزبي المسيحي عنه من “قوات لبنانية” و”كتائب” في دائرة جبيل مما يجعله يخوض المعركة الانتخابية منفردا في مواجهة قوى 8 آذار وحلفائه المفترضين والمستقلين.
مصادر مطلعة في قوى 14 آذار تحدثت لـ”الشفاف” عن حقيقة ما حصل ويحصل في صفوف هذه القوى ووضعته في خانة الاتفاق القواتي- الكتائبي على التخلص من الشخصيات المسيحية المستقلة، اتفاق عمل الرئيس امين الجميل على تسويقه منذ عشرة اشهر وخطط لتنفيذه باتفاق غير معلن مع رئيس الهيئة التنفيذية لقوات اللبنانية سمير جعجع.
تفاهم جعجع مع سليمان فرنجية
وتضيف المصادر ان معالم الاتفاق بدأت بالظهور في زغرتا حين اعلن ميشال معوض لائحة انتخابية مستبعدا منها النائب سمير فرنجية ومن دون الاتفاق معه او مع قوى 14 آذار. وكان الأمر مدعاة استغراب واستهجان، اذا كيف يقدم معوض على اتخاذ خطوة مماثلة والتعاطي مع الشأن الانتخابي منفرداً في سياق حملات مسعورة تتعرض لها قوى 14 آذار؟ فبدا وكأن زغرتا جزيرة منعزلة عن الساحة السياسية اللبنانية وعن قوى 14 آذار. وتقول المصادر ان الامر كان مفبركاً بين سمير جعجع وميشال معوض وسليمان فرنجية لعب فيه اكثر من شخص دور الوسيط للتخلص من النائب سمير فرنجيه ومن المرشح العوني فايز كرم، كل على لائحته، مقابل اتاحة الفرصة لمعوض لاختراق لائحة فرنجية على ان ينضم لاحقا لكتلة “القوات اللبنانية”، كما اعلن النائب طوني زهرا في مقابلة تلفزيونية.
“سامر سعادة” طلب أن يترشّح بطرس حرب في.. طرابلس!
اما النائب الحالي بطرس حرب، فهناك صعوبة في التخلص منه نظراً لحجمه الانتخابي ولأن سامر سعاده، مع انه طالب بان يترشح النائب حرب عن دائرة طرابلس بدلاً منه، لا يستطيع بأنصاره والكتائبيين ان يغطي الفراغ الذي يمكن ان يحدثه استبعاد النائب حرب، فيتسبب بخسارة مضمونة وبفوز مبين للوزير جبران باسيل في دائرة البترون.
النائب السابق نسيب لحود تم استبعاده عن جميع مشاورات تشكيل اللائحة بين القوات والكتائب وميشال المر، وتم التعاطي معه على انه ملحق بلائحة قد يتم الاعلان عنها من دونه او حتى من دون ابلاغه، طبقا لاتفاق تقاسم الحصص بين الجميل وجعجع.
والنائب السابق فارس سعيد أُُبلغ ان ترشيحه لا يحظى بدعم المستقلين، وتاليا عليه ان يترك المقعد النيابي للمستقلين من انصار الرئيس ميشال سليمان تحت حجة ان لونه السياسي الآذاري فاقع وان مستشار الرئيس سليمان النائب السابق المرشح ناظم الخوري لا يستطيع كسب معركة انتخابية في وجه تيار العماد عون اذا كان حليفه الدكتور فارس سعيد. وتاليا، على “سعيد” ان ينسحب لمرشح مستقل قد يكون النائب السابق اميل نوفل، وان يجير ماكينته الانتخابية واصواته للمستقلين تحت طائلة رفع الغطاء الحزبي المسيحي عنه من قوات لبنانية وكتائب.
وتضيف المعلومات ان اكثر من معركة سياسية تم خوضها داخل قوى 14 آذار تحضيرا للانتخابات قد فشلت في الوصول الى غاياتها بسبب تعنّت أمين الجميل وعدم ابداء اي وجهة نظر من قبل سمير جعجع، ما جعل تبادل الادوار بين الاثنين يحبط اي محاولة لاخراج معركة انتخابية تحمل طابعا سياسيا ينسجم مع تطلعات جمهور قوى 14 آذار.
وتقول المصادر ان بوادر الفشل بدأت عندما لم يستطع أركان قوى 14 آذار الاتفاق على بيان سياسي يخوضون الانتخابات تحت سقفه، بيان سياسي مباشر يختلف مضمونا عن ذلك الذي حمل شعارات عامة واطلق من “مجمع البيال” وذلك بسبب رفض رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط لمضمون هذا البرنامج.
والمعركة الثانية كانت الخروج على الناخبين بكتلة نيابية موحدة تحمل اسم 14 آذار وليس مرشحين لهذه الجهة او تلك او لهذا الحزب او ذاك. هذه المعركة الثانية فشلت ايضاً بسبب رفض كل من امين الجميل وسمير جعجع لهذا الامر.
اما المعركة الثالثة فكانت على المرشحين المسيحيين. وقد فشلت ايضا بسبب تعنت امين الجميل، حيث اصر على ترشيح إبن شقيقه نديم، بدلا من الوزير شارل رزق، ونايلة تويني بدلا من الوزير طارق متري، والاعتراض على ترشيح النائب الياس عطالله وحتى الكتائبي ميشال مكتف.
إستياء وليد جنبلاط وحساباته
وتشير المصادر الى ان كل من الجميل وجعجع كانا يعملان على تنفيذ أجندتهما بتنسيق متقن. وهذا الامر هو ما حدا بالوزير وليد جنبلاط الى اعادة النظر بمواقفه من 14 آذار ومسيحييها تحديدا، والسعي للنأي بطائفته عن معركة سياسية قد تكون نتائجها لاحقا تحالفات غير مضمونة مع الكتائب والقوات. لذلك عمد جنبلاط، منذ بدايات المعركة الانتخابية، الى التمييز بين الحلفاء. فهو أقر بالعلاقة مع النائب سعد الحريري من وجهة نظر تحالف ثابت واكيد، وحافظ على الحد الادنى من التحالف مع مسيحيي قوى 14 آذار حفاظا على وحدة الصف، اقله حتى الانتخابات، كي لا يتم تحميله مسؤولية فرط عقد قوى 14 آذار، وسعى الى نسج تحالف انتخابي مع الرئيس نبيه بري ليخفف من خسائره النيابية التي ضحى بها لصالح حلفائه المسيحيين، من جهة والتخفيف من حدة الاحتقان السياسي والميداني بين الدروز والشيعة، من جهة ثانية. خصوصا ان الدروز يدفعون دائما ثمن هذا الاحتقان، في حين ان الجميل وجعجع كانا في موقع المتفرج او الداعم شكلا لجنبلاط، منذ مقتل الزيادين حتى لطفي زين الدين.
فهل تواجه 14 آذار مصير لقاء قرنة شهوان الذي انتهى مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فتكون الانتخابات النيابية المقبلة محطة سياسية جديدة يعاد فيها خلط الاوراق ونسج التحالفات من جديد، فتنتهي 14 آذار لصالح تكتلات اخرى؟
إقرأ أيضاً:
بعد انسحاب سمير فرنجية ونسيب لحّود: من المسؤول عن “الغدر بالناخبين ووضعهم امام لوائح الأمر الواقع”؟
“القوات” نسّقت إستبعاد المستقلين مع “الكتائب” ومع.. سليمان “الزغير” والضغوط الآن لاستبعاد فارس سعيد!
This is not the way to reward those refused to vote for the Extention of previous President Lahoud’ Terms, when Lebanon was under the Hummers of Syrian Regime. This is not the right way to regain the Christian’s rights, after had been neglected for thirty years. They empted 14 March Forces of its credibility.