القوات السورية تقتل 54 شخصا في هجمات على حمص وادلب

0

عمان/بيروت (رويترز) – قال نشطاء ان القوات السورية قتلت مالا يقل عن 54 شخصا واصابت المئات يوم الاثنين في قصف مدفعي كثيف لحي يسيطر عليه معارضون للرئيس بشار الاسد في مدينة حمص وهجمات على عدة قرى في محافظة ادلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن قتلت ما لا يقل عن 33 شخصا يوم الثلاثاء في هجمات على عدة قرى في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا. وقال ان الجيش اقتحم قرية أبديتا وطارد الناس في قريتي ابلين وبلشون وقتل 33 شخصا كلهم مدنيون.

وقصفت القوات السورية مدينة حمص بينما حاول مسؤولون في اللجنة الدولية للصليب الاحمر التفاوض لوقف القتال من أجل السماح لهم بنقل مساعدات لمدنيين يعانون من ظروف مروعة بعد هجمات على حمص مستمرة منذ 18 يوما.

وقال نشطاء ان قوات الامن فتحت النار على متظاهرين ليل الاثنين فأصابت أربعة على الاقل في دمشق وذلك في أحدث مؤشر على أن الانتفاضة الشعبية التي بدأت قبل 11 شهرا بدأت تتمكن من العاصمة مثل غيرها من المحافظات السورية.

واستعدت قوى غربية ودول عربية لاجتماع لمجموعة اتصال تعرف باسم “أصدقاء سوريا” في تونس يوم الجمعة للضغط على الاسد حتى يتنحى بينما تؤيد روسيا والصين برنامج اصلاحات وضعه الاسد.

وقالت روسيا انها لن تحضر الاجتماع لان الحكومة السورية لن تكون ممثلة فيه. واقترحت وزارة الخارجية الروسية أن يوفد مجلس الامن الدولي مبعوثا انسانيا خاصا الى سوريا.

وقال نشطاء ان القوات السورية شنت الهجوم المدفعي على حمص بعدما منع مقاتلون من المعارضة يسيطرون على حي بابا عمرو القوات من دخوله.

وقال ناشط يدعى نادر الحسيني لرويترز من الحي “تسقط عدة قذائف كل دقيقة.”

وأضاف أن طفلين بين الضحايا وان 340 اخرين أصيبوا.

وقال ناشط اخر انه تم العثور على 21 جثة انتشل كثير منها من تحت الانقاض. واضاف “لا تزال (جثث) اخرى مدفونة. القصف اليوم شديد جدا.”

وقالت الشبكة السورية لحقوق الانسان ومقرها لندن ان ما لا يقل عن 250 قذيفة وصاروخا سقط على بابا عمرو منذ الصباح وان طائرات تابعة للقوات الجوية السورية تقوم بعمليات استطلاع فوق المنطقة.

وقال نشطاء ان قوات حكومية تدعمها المدرعات تضيق الخناق على بابا عمرو منذ بدء الهجوم على حمص في الثالث من فبراير شباط.

وقالت مصادر في المعارضة ان الدبابات تنتشر في حي الانشاءات المجاور لبابا عمرو. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قافلة تضم اكثر من 50 عربة مدرعة شوهدت تتجه من دمشق نحو حمص يوم الثلاثاء.

وحمص قلب الانتفاضة ضد حكم الاسد الممتد منذ 11 عاما ويعيش بها مليون شخص وتقع على الطريق السريع بين دمشق وحلب.

وتجعل خطورة الاوضاع والقيود الحكومية من الصعب على وسائل الاعلام التحقق من تقارير النشطاء لكن منظمات دولية لحقوق الانسان ومنظمات اغاثة تؤكد حدوث مواجهات دامية قتل فيها عدة مئات من الاشخاص.

ويقول الاسد ان الانتفاضة التي كانت حتى وقت قريب بعيدة عن العاصمة من عمل “ارهابيين” مدعومين من الخارج.

لكن حشودا تجمعت في دمشق ليل الاثنين وقال نشطاء ان أربعة أشخاص على الاقل أصيبوا عندما فتحت قوات الامن النار على المتظاهرين.

وقال أبو عبد الله أحد النشطاء لرويترز عبر الهاتف “كان هناك مئات المتظاهرين في الميدان الرئيسي للحجر الاسود وفجأة ظهرت حافلات قوات الامن والشبيحة وبدأت اطلاق النار على الحشد.”

وأظهرت لقطات منشورة على موقع يوتيوب ويفترض أنها التقطت قبل اطلاق الرصاص حشدا يسير في الحجر الاسود حمل المشاركون فيه لافتات تعبر عن التضامن مع مدينة حمص المحاصرة وهم ينشدون “عيني على شهداء سوريا وشبابها”.

وفي منطقة أخرى قالت جماعة نشطاء في كفر تخاريم قرب الحدود مع تركيا ان المقاتلين المعارضين قتلوا خمسة جنود واسروا اثنين في كمين نصبوه لطابور من القوات الحكومية.

وقال ناشط في القصير على بعد 32 كيلومترا تقريبا الى الجنوب الغربي من حمص وبالقرب من الحدود اللبنانية ان خمسة اشخاص قتلوا واصيب ثمانية عندما تعرض الجزء الشمالي من البلدة للقصف الكثيف بقذائف المورتر والدبابات تي-72.

وقال نشطاء في مدينة حماة بغرب سوريا ان قوات الجيش والشرطة والميليشيا أقامت عشرات المتاريس لعزل الاحياء عن بعضها.

وقال أحمد رمضان عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري – وهو جماعة المعارضة الرئيسية – ان القوات الموالية للاسد قتلت شقيقه محمود حينما أصابت سيارته بالرصاص في مدينة حلب الشمالية.

وقال رمضان لقناة الجزيرة الفضائية ان النظام كان يتهم محمود بارسال اغذية وادوية الى حمص وكان يتلقى تهديدات يومية. وأضاف قوله “اصيب في راسه ورقبته ومات على الفور.”

ودعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر يوم الثلاثاء الى الاتفاق فورا على وقف اطلاق النار ساعتين على الاقل يوميا للسماح بتقديم المساعدات للمدنيين في المناطق الاشد تضررا مثل حمص.

وقال رئيس اللجنة جاكوب كلنبرجر في بيان “كنا على اتصال مع السلطات السورية وأفراد من المعارضة على مدى الايام الاخيرة لطلب هذا الوقف للقتال.”

ودعا الى صدور “قرار فوري لتنفيذ وقف مؤقت للقتال لاغراض انسانية”.

وتابع “ينبغي أن يستمر ساعتين يوميا على الاقل حتي يتاح وقت كاف أمام موظفي اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومتطوعي الهلال الاحمر العربي السوري لتقديم المساعدات واجلاء الجرحى والمرضى.”

وتستعد دول غربية وعربية تريد أن يتنحى الاسد عن السلطة لتوجيه بادرة دعم واضحة لمعارضي الاسد.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان اجتماع مجموعة “اصدقاء سوريا” سيظهر ان نظام حكم الاسد بات معزولا على نحو متزايد وسيقدم الدعم “للشعب السوري الشجاع”.

وقالت كلينتون في المكسيك اثناء اجتماع لمجموعة العشرين “سنبعث برسالة واضحة الى روسيا والصين ودول اخرى مازالت مترددة بشأن طريقة مواجهة العنف المتزايد لكنها حتى الان للاسف تتخذ الخيارات الخاطئة.”

وادان الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط الذي زاد من حدة انتقاداته للاسد خطة الزعيم السوري لاجراء استفتاء على دستور جديد قائلا ان الاستفتاء المقرر أن يجرى يوم الاحد سيجرى بينما تسيل الدماء في سوريا.

وفي مقال بصحيفة انتقد جنبلاط ايضا القوى الغربية لعدم اعترافها رسميا بالمعارضة السورية قائلا انها تراجعت عن دعمها الواضح في وقت سابق لمطالب الشعب السوري.

والتقى الاسد مع سياسي روسي كبير زار دمشق وكرر دعم موسكو لبرنامج اصلاح وضعه الاسد وأبدى رفضه لاي تدخل خارجي.

غير أن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قال ان ثمة مؤشرات على احتمال ان تخفف روسيا والصين من دعمهما للاسد.

واضاف في مؤتمر صحفي بالقاهرة “هناك مؤشرات تأتي بالذات من الصين والى حد ما من روسيا بانه ربما يكون هناك تغيير في الموقف.”

وتقول حكومة الاسد انها ملتزمة بتلبية المطالب بالديمقراطية من خلال اجراء استفتاء يوم الاحد على دستور جديد يقضي باجراء انتخابات تعددية في غضون 90 يوما.

ورفض مسؤولون غربيون ومعارضون سوريون الخطة وقالوا انه يستحيل اجراء انتخابات سليمة وسط اراقة الدماء.

Comments are closed.

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading