القرار الاتهامي في موعده ومحاولة فرنسية لملء فراغ جمود “سين سين”

0

بيروت – “الشفاف”

عززت الحلقة الماضية من “مسلسل”| الامين العام لحزب الله نصرالله إحتمالات تسارع الخطى نحو إصدار القرار الاتهامي في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري، حيث أشار نصرالله ان القرار سيصدر في خلال ايام او اسابيع.

وفي سياق متصل قالت مصادر على إطلاع بتقنيات عمل المحكمة ذات الطابع الدولي إن الفاصل الزمني بين صدور القرار الظني عن المدعي العام دانيال بلمار والقرار الاتهامي الذي سيصدر عن القاضي فرانسين لن يكون طويلا. خصوصا ان بلمار يسلم القاضي فرنسين تباعا ما يجهز من القرار الظني، ما يعطي الاخيرلا الوقت الكافي لدراسته وابداء ملاحظاته عليه بما لا يتجاوز المهلة القانونية المنصوص عنها في قانون المحكمة وهي ستة أسابيع كحد أقصى للقاضي فرانسين لكي يعلن القرار الاتهامي.

وتصيف المصادر ان المساعي التي تقودها طهران كمخرج لتجنب تداعيات صدور القرار الاتهامي من خلال العمل على إطالة فترة صدوره، أي اللعب على الفترة الفاصلة بين قرار ظني وقرار إتهامي ستبوء بالفشل، لأن القاضي فرانسين، الذي رفض سابقا قرارين للمدعي العام بلمار لصالح جميل السيد، بإمكانه أن يرفض القرار الظني جملة وتفصيلا، أو أن يبدي تحفظات على بعض بنوده، أو يقره كما يرد اليه من المدعي العام بلمار. إلا أنه حكما لا يستطيع تجاوز المهلة القانونية المعطاة له بموجب قانون المحكمة للبت بالقرار الظني.

وفي المقابل، تشير المصادر الى ان ما يسمى بمسعى “سين- سين” موجود في الوقت الحالي “في غرفة العناية الفائقة”، في ظل غياب العاهل السعودي للعلاج في الولايات المتحدة من الانزلاق الغضروفي الذي أصابه، الامر الذي يجعل من صرخة نصرالله للاستغاثة بهذا المسعى لايجاد تسوية ما قبل صدور القرار الاتهامي، تشبه الى حد بعيد “صرخة في واد”. هذا، في حين ينهي رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري زيارة رسمية الى ايران التقى خلالها كبار المسؤولين وفي مقدمهم المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي، وحملت عنوانا رئيسا واحدا هو “مأسسة” العلاقات اللبنانية الايرانية.

وفي زيارة الرئيس الحريري الى ايران، يسجل المراقبون في بيروت إنزعاجا حزب إلهياً من الزيارة. فالسيد نصرالله دعا الرئيس الحريري الى عدم الإكثار من زياراته الخارجية و”تضييع الوقت” لحين صدور القرار الاتهامي. في حين ان وكالة “فارس نيوز” الايرانية القريبة من حزب الله لم تغط انباء زيارة الحريري إلا متأخرة.

الحريري بعد طهران غادر الى باريس ليلتقي الرئيس ساركوزي ومسؤولين فرنسيين على ان يعقبه الرئيس السوري بشار الاسد في زيارة هو الآخر الى باريس التي يبدو انها تتوسط في الوقت الضائع لملء الفراغ الذي يحدثه جمود مبادرة “سين – سين”، ومحاولة الضغط على الاسد من اجل الحؤول دون تفجير الاوضاع في لبنان بعد صدور القرار الاتهامي.

وفي الوقت الضائع يواصل رئيس الحكومة اللبنانية زياراته الخارجية حيث يرتقب ان يزور سلطنة عمان للقاء السلطان قابوس ومسؤولين في السلطنة، في حين يترقب اللبنانيون القرار الاتهامي الذي يعول عليه اكثر من نصفهم لوضع حد للإغتيالات السياسية التي حكمت العلاقات بين الفرقاء السياسيين منذ اواسط القرن الماضي.

مصدر في قوى 14 آذار وصف القرار الاتهامي المرتقب بالزلزال الاخلاقي والسياسي لأنه، وللمرة الاولى، سيحدث فرزا في لبنان من طبيعة جديدة بين ضحايا ومجرمين، معتبرا ان لبنان ما بعد القرار الاتهامي لن يكون هو نفسه لبنان ما قبله.

Comments are closed.

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading