ما لا يشير إليه مقال “القبس”، الذي نعيد نشره أدناه، هو أن قرار الشيخ أحمد الفهد بـ”نجدة” باتريك هيكي يأتي بعد رفض “اللجنة الأولمبية الإيرلندية”، التي ينتمي إليها هيكي، دفع الكفالة التي طلبها القضاء البرازيلي في ١٦ نوفمبر. وهذا القرار كان مفاجئاً لأن “اللجنة الأولمبية الإيرلندية” كانت قد غطّت الأكلاف القضائية لباتريك هيكي حتى الآن! إذاً، بعد مفاجأة “إنقلاب” اللجنة الإيرلندية ضد الإيرلندي هيكي، فقد جاءت مفاجأة “تطوّع” منظمة “الأنوك” لدفع الكفالة المالية عن السيد هيكي. ويُعتبر قرار “الأنوك” سابقة في تاريخ الحركة الأولمبية الدولية،! فلم يسبق لـ”أنوك” أو غيرها أن دفعت كفالة متّهم بالنصب والإحتيال
هل تعرّض الشيخ أحمد الفهد لـ”ابتزاز” ما من باتريك هيكي؟
أم، هل جاء دفع الكفالة بمثابة “إكرامية” للإيرلندي الذي ترأس الجلسة التي أدت إلى حظر كل مشاركة كويتية في الألعاب الأولمبية والدولية.
الشفاف
*
محرر الشؤون الرياضية
مساعدة الفاسد على الفساد هو الفساد بعينه، عندما تقوم منظمة «الانوك» بدفع كفالة مالية قدرها 440 الف دولار اميركي للسماح للسلطات البرازيلية بالافراج عن الايرلندي باتريك هيكي رئيس اللجنة الاولمبية الايرلندية وعضو اللجنة الاولمبية الدولية ونائب الشيخ احمد الفهد في «الانوك» الذي تم القاء القبض عليه خلال ريو دي 2016 بتهمة ادارة شبكة دولية لبيع التذاكر بطريقة غير قانونية، فإن ذلك هو الفساد بعينه ودليل على تربع بعض الفاسدين على هرم الرياضة الدولية.
هل اصبحت «الانوك» بنك لتقوم بتسليف هيكي مبلغا يقترب الى نصف مليون دولار للافراج عنه؟! ولماذا تقوم بحمايته والاستبسال في الافراج عنه مع التأكيد على عدم عودته الى البرازيل لمعاناته من عدة امراض قد تعيقه عن الحركة وليس العودة الى السجن مرة اخرى لولا خوف القائمين على «انوك» من سقوط بعض الرؤوس التي ساعدت وساندت هيكي وتورطها بالفساد معه؟!
ثم ان موافقة رئيس «الانوك» الشيخ احمد الفهد على تسليف هيكي الذي عمل طوال السنوات الماضية وبشدة على تعليق النشاط الكويتي وكان احد المهتمين والمتابعين للملف الكويتي والمقاتلين من اجل تعليق النشاط تعد بمنزلة رد الدين له، وكان على الفهد ابن الكويت ان يقف ضد هيكي لامور عدة تبدأ بمحاربة الفساد الى حربه الضروس التي خاضها ضد الرياضة الكويتية الا اذا كانت منظومة «الانوك» اهم من الكويت؟
وهيكي كان قد ترأس وفد اللجنة الاولمبية الدولية في لوزان للاجتماع مع الحكومة الكويتية لرفع الايقاف الرياضي، وكان له موقفا عدائيا ضد الكويت حسب شهود عيان.. لذا كان على الشيخ احمد الفهد ان يقف ضد ذلك الفاسد الذي عمل على تعليق النشاط، ويتضح هنا ان السواد الاعظم من التوجهات السابقة والمواقف الفاسدة كانت ضد الرياضة الكويتية والمؤسف ان من يقود هذه القرارات هو حرامي ورقة.
وافق اتحاد اللجان الاولمبية الوطنية «أنوك» على دفع كفالة مالية عن باتريك هيكي حتى يتمكن من مغادرة البرازيل والعودة الى بلاده.
وقد تمت الموافقة بالاجماع على القرار وصادق عليه رئيس أنوك الشيخ احمد الفهد الصباح وكل نواب الرئيس وذلك من خلال تصويت تم من خلال البريد. وكان هيكي رئيس المجلس الاولمبي في ايرلندا ورئيس اللجنة الاولمبية الاوروبية قد واجه مشكلات قانونية في البرازيل منذ اعتقاله خلال دورة ريو 2016 للالعاب الاولمبية في السابع عشر من اغسطس الماضي.
وهو متهم بالتلاعب باسعار تذاكر الاولمبياد والانتماء الى منظمة اجرامية والتهرب الضريبي والاختلاس وغسل الاموال والسرقة.
وقد تلقى هيكي (71 عاماً) الذي نفى كل هذه الاتهامات، خبراً سعيداً الشهر الماضي، حين وافقت قاضية برازيلية على اعادة جواز سفره اليه، بحيث يمكنه مغادرة البرازيل، «لأسباب طبية» وذلك شريطة ان يدفع كفالة تصل الى 440 الف دولار.
وقد وافق «انوك» على دفع قيمة الكفالة عن هيكي الذي يشغل ايضاً، منصب نائب رئيس «انوك»، على ان يكون المبلغ بمنزلة قرض يمنح له، وفقاً لموقع RTE.
واصدر انوك بياناً اورد فيه انه «يمكن لـ«أنوك» التأكيد على موافقة على منح قرض لهيكي لسداد الكفالة لاسباب انسانية، حتى يتمكن من العودة الى بلاده لتلقي العلاج. وقد تمت الموافقة على القرار بالاجماع من قبل الشيخ احمد الفهد وكل نواب الرئيس بواسطة التصويت بالبريد في العشرين من نوفمبر 2016».
واضاف البيان ان «شروط القرض تنص صراحة على ضرورة ان يُعيد هيكي تسديد قيمة القرض لـ«انوك» بالكامل وانه لاسباب قانونية، ستبقى كل بنود وشروط هذا الاتفاق الخاص بالكفالة.. سرية».
وقد علم «انسايد ذا غيمز» انه على الرغم من هذه الانباء، فإن كل الاطراف تستبعد عودة هيكي الى بلاده.
فحين حكمت القاضية البرازيلية جوليانا ليل دي ميلو باعادة الجواز الى هيكي، قالت بأن الوضع الصحي لهيكي يمثل ردا على المشككين بعودته الى البرازيل للمثول أمام المحكمة ثانية.
ويذكر ان هيكي تنحى عن كل المناصب التي يشغلها بصورة مؤقتة.