قال موقع شبكة الإخلاص” امس انه سيبث «قريبا» شريطا لزعيم القاعدة اسامة بن لادن يقدم فيه وصية احد منفذي اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) في الولايات المتحدة.
ونشر الموقع اعلانا لمؤسسة “السحاب” هو كناية عن صور لبن لادن وشخص اخر قدم على انه وليد الشهري احد منفذي الاعتداءات في 2001
وجاء في الاعلان «قريبا بإذن الله.. وصايا شهداء غزوتي نيويورك وواشنطن.. وصية الشهيد كما نحسبه ابي مصعب وليد الشهري .. تقديم الشيخ اسامة بن لادن حفظه الله».
الشهري السعودي الجنسية كان على متن الرحلة رقم 11 التابعة لشركة «أميركان إير لاينز» التي أقلعت من مطار «لوغان» في بوسطن، واصطدم بها خاطفوها في البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي في نيويورك، وهي نفس الطائرة التي كان يقودها محمد عطا، العقل المدبر للهجمات.
وليس واضحاً ما إذا كان الشريط الجديد سيجيب على عدد كبير من الأسئلة التي أثارها، أو لم يُجِب عليها، الشريط الذي صدر يوم الجمعة الماضي.
أول الإسئلة هو: لماذا ظهر أسامة بن لادن بعيداً عن الكاميرا في شريطه الجديد؟
معلومات خاصة بـ”الشفّاف” تفيد أن علماء سعوديين يثق بن لادن بهم كانوا قد نصحوه، منذ مدّة، بعدم الظهور بالفيديو لأن وضعه الصحّي وهزاله سيسيء إلى معنويات أنصاره.
وقد أثار الشريط الجديد تساؤلات كثيرة إذ بدا بن لادن متسمرا في موضعه إلا من بعض حركات يديه دون أن تتجاوز حيزها، كما أن صورته تغيرت ليس فقط بلون اللحية بقدر ما بدا التغير الأكبر ظاهرا على ملامحه كما لو أنه تقدم بالعمر سنوات طويلة.
والأهم، فإن خروج أسامة بن لادن عن صمته الذي استمرّ منذ تشرين الثاني/نوفمبر سنة 2004 إلى الجمعة الماضي (إلا من بضعة رسائل صوتية كان آخرها في تموز / يوليو سنة 2006) يعني، حسب مصادر أصولية، أنه وجد، حديثاً، “طريقة آمنة” لإيصال رسائله وخطبه. هذا يعني حدوث “تطوّر ما” في وضعه وربما في مكان إختفائه! وهذا “التطوّر” قد يكون سبب ظهور شريط بن لادن (والشريط التالي الذي أعلن عنه، وقد يلحقه شريط ثالث) أكثر منه مناسبة 11 سبتمبر.
وكان غياب بن لادن الطويل قد أثار ظنوناً وشكوكاً بأن بن لادن ربما يكون قد توفي أو أن مرضا خطيرا أصابه أو أنه عاجز عن الظهور بسبب ضرر لحق بحنجرته وما شابه ذلك. وبدا الجميع في حيرة من أمره لاسيما وأن أحداثا عظام وقعت خلال الفترة التي تصدر أيمن الظواهري تغطيتها.
وحسب مصادر أصولية، فإن غياب بن لادن الطويل شهد تطورات مهمة كان بينها الهجمات التي تعرض لها د. أيمن الظواهري خاصة من جماعة “الإخوان المسلمين” وحركة “حماس” وبعض الشخصيات المحسوبة على الجماعة، فضلا عمن طالبه بالتدخل للتحكيم وإبداء الرأي فيما يتعلق بالصراع بين دولة العراق وخصومها من الجماعات الجهادية كالجيش الإسلامي والشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء السنة، علاوة على من تجرأ على تهديده مثل أبو أسامة العراقي والذي تقول بعض المصادر أنه أحد قادة الحزب الإسلامي في العراق.
من جهة أخرى، فقد جرت محاولات لفك الارتباط بينه وبين د. أيمن الظواهري الذي كيلت له اتهامات بالهيمنة على تنظيم القاعدة وتجريده من قيادتها! بل وكانت مصادر أصولية قد تحدّثت عن “هيمنة الظواهري وجماعة الجهاد المصرية على تنظيم القاعدة وتحييد بن لادن”!!
بل وتطرّقت مصادر خاصة إلى ما يُشاع حول “قبول بن لادن كمرجعية حاسمة في الخلافات بين القوى الإسلامية والجهادية، وما إذا كان هذا العرض التحكيمي الذي حظي به بن لادن ما يزال ساريا أو أنه لم يكن سوى تعلة”!!
وهذا كله، بالإضافة إلى اتهامات ضد القاعدة بنسج علاقات خفية مع إيران، خصوصاً أن قسما ًمن مسؤولي “القاعدة” (“سيف الإسلام” وكثيرين غيره) موجودون في “ضيافة” إيران التي تشبه الإقامة القسرية.
وكان آخر الأحداث التي استغرب الناس صمت بن لادن حولها هو ما قيل عن صلة الجماعات الإسلامية في نهر البارد بـ”القاعدة”.
ولهذه الأسباب، والتساؤلات، كلها فقد بدا غريباً أن يخرج بن لادن فلا يمكن أن يخرج بن لادن بهذا الخطاب، بعد كل هذا الغياب والأحداث العاصفة التي ألمت بما يُسمّى “الحركة الجهادية العالمية” ليوجه خطابا إلى الشعب الأمريكي متجاهلا كل ما وقع!
غرابة في المضمون إذاً، وغرابة في “الشكل” كذلك.
فقد اعتادت وسائل الإعلام على تلقي مواد إعلامية ذات مواصفات فنية عالية من “مؤسسة السحاب” وصلت إلى حد استخدام التقنيات التوثيقية والأرشفة بمهارة لا تقل عن مهارة وإمكانيات أعتى المؤسسات الإعلامية. مثلاً، في أشرطة المؤسسة لاسيما المقابلات التي أجرتها مع د. أيمن الظواهري وأبو الليث الليبي وأبو اليزيد القائد العسكري لتنظيم القاعدة، وظهرت في هذه الأشرطة فنيات متقدمة ومبهرة سواء من حيث الجودة العالية أو من حيث تقنيات الإخراج من خلفيات وإضاءة واختيارات متناسقة للألوان فضلا عن استعمال فلاشات صوتية أو مرئية مترافقة مع الصورة بما يرفع من جرعة الجاذبية والتشويق، لكن في الشريط الحالي فقد لاحظنا اختفاء أي طابع فني من أي نوع كان فضلا عن تميز الشريط بقدر كبير من الرداءة حتى في تقطع الصورة المرئية صوتيا.
فلماذا تلجأ “السحاب” إلى تقديم بن لادن بهذا القدر من الضعف الفني بينما تملك قدرا كبيرا من التقنية والمهارة؟ وإن كانت الرداءة قد مزجت بين الصورة والصوت بحيث بدت الصورة متحركة حينا وساكنة حينا آخر فأي تبرير يمكن أن تقدمه السحاب لهذا الاختيار؟
هذا، إلا إذا كانت هنالك دواعي “عَجَلة” أخرى لإصدار الشريط بأسرع وقت ممكن!!
بيار عقل
النص الكامل لشريط بن لادن
إلــى الشعــب الأمريـــكي
الحمد لله الذي أقام السموات والأرض بالعدل, وخلق الإنسان منّة منه وفضل, من سننهِ أن الأيام بين الناس دول ومن شريعتهِ الإقتصاص بالمثل العين بالعين والسن بالسن والقاتل له القتل والحمد لله الذي رغب عباده بالجنه فكلهم يدخلها إلا من أبى فمن أطاعه وحده في جميع شؤونه دخل الجنه ومن عصاه فقد أبى أما بعد
السلام على من اتبع الهدى
أيها الشعب الأمريكي :
أحدثكم أحاديث هامة تخصكم فأعيروني أسماعكم, أبدأ فيها بالحديث عن الحرب التي بينا وبينكم وبعض تداعياتها علينا وعليكم وتمهيداً أقول رغم أن امريكا تملك أكبر قوة إقتصادية وتملك أقوى وأحدث ترسانة عسكرية كذلك وهي تنفق على هذه الحرب وجيشها أكثر من ما تنفقه الدنيا على جيوشها وهي الدولة الكبرى المؤثرة على سياسيات العالم وكأنما حق الفيتو الظالم حكراً لها ومع هذا كله إستطاع من فضل الله تعالى تسعة عشر شابا أن يحرفوا بوصلتها عن مسارها فقد أصبح الحديث عن المجاهدين جزءاً لا يتجزأ من حديث زعيمهم ولا يخفى ما لذلك من آثار ودلالات. فامريكا منذ الحادي عشر وقع كثير من سياساتها تحت تأثير المجاهدين وذلك من فضل الله تعالى فكان من ذلك أن عرف الناس حقيقتها فإزدادت سمعتها سوءا, وكسرت هيبتها عالميا وتم إستنزافها إقتصاديا وإن تقاطعت مصالحنا مع مصالح الشركات الكبرى وكذلك مع المحافظين الجدد مع إختلاف النوايا, فلقد فقد اعلامهم في سنوات الحرب الاولى مصداقيته وظهر كأداة من أداة الإمبراطوريات الإستعمارية وعاد حاله في كثير من الأحيان أسوأ من حال إعلام الأنظمة الديكتاتورية التي تسير في ركاب الزعيم الأوحد. ثم إن بوش يتحدث عن تعاونه مع المالكي وحكومته لنشر الحرية في العراق ولكنّه في الحقيقة يتعاون مع زعماء طائفة ضد طائفة أخرى ظناً منه أنه سيحسم الحرب بصالحه بسرعه وبذا نشأ ما يسمى بالحرب الأهليه وازدادت الأمور سوءاً على يديه وخرجت عن سيطرته فأصبح كمن يحرث في البحر لا يحصد إلا فشلا. وهذه بعض حقائق الحرية التي يحدثكم عن نشرها ثم إن تراجع بوش عن إصراره بعدم إعطاء الأمم المتحدة صلاحيات واسعة في العراق هو إعتراف ضمني بخسارته وهزيمته هناك وإن من أهم البنود التي تضمنتها خطابات بوش منذ أحداث الحادي عشر قوله أنه ليس أمام الأمريكين إلا مواصلة الحرب وهذا الكلام في الحقيقة هو ترديد لكلام المحافظين الجدد كتشيني ورامسفلد وريتشرد بيرل الذي قال سابقا ليس أمام الأمريكين سوى الإستمرار في الحرب إو المحرقة. وإقول تفنيداً لهذه المقولة الظالمة إن اخلاق ثقافة المحرقه هي ثقافتكم وليست ثقافتنها بل إن تحريق الكائنات الحية محرم في ديننا وحتى إن صاورت كالنمل فما بالكم بالبشر ومحرقة اليهود قام بها إخوانكم وسط آوربا فلو كانت قريبةً من بلادنا لنجا معظم اليهود باللجوء إلينا. ودليلي على ذلك مافعله إخوانكم الأسبان عندما أقاموا محاكم التفتيش الرهيبة للمسلمين واليهود فلم يجد اؤلك اليهود ملاذ آمانا إلا بالجوء إلى بلادنا ولذلك فإن الجالية اليهودية في المغرب اليوم هي من أكبر الجاليات في العالم وهم أحياء عندنا ولم نحرقهم. ولكننا قوم لا ننام على الضيم نرفض الذل والهوان ونثأر من أهل البغي والعدوان ولن تذهب دماء المسلمين هدر, وإن غداً قريباً لمن إنتظر. ثم إن إخوانكم النصارى يعيشون بيننا منذ أربعة عشر قرناً ففي مصر وحدها ملايين النصارى لم نحرقهم ولن نحرقهم. إنما هناك حملة مستمرة مغرضة منذ زمن بعيد يشنها ساستكم وكثير من كتابكم عبر إعلامكم وخاصة هوليود بغرض تشويه الإسلام وأهله لصدكم عن الدين الحق. فإبادة الشعوب وحرقها تم على أيديكم فلم يبق من الهنود الحمر إلا عينات قليلة ففي الأمس القريب أحيا اليابانيون الذكرى الثانية والستين لإبادة ناقازاكي وهيروشيما بقنابلكم النووية, وإن مما يلفت النظر للمتأمل لحربكم الظالمة على العراق فشل نظامكم الديمقراطي رغم رفعه شعارات العدل والحرية والمساواة والإنسانية فهو لم يعجر عن تحقيق هذه الإمور فحسب, بل بسلاحها تم سحق هذه المعاني وغيرها ولا سيما في العراق افغانستان بشكل صارخ وأستبدل ذلك بالخوف والدمار والقتل والجوع والمرض والتشرد وأكثر من مليون يتيم في بغداد وحدها فضلاً عن مئات الألوف من الأرامل وإن الإحصائيات الأمريكه تتحدث أرقامها عن قتل أكثر من ستمئة وخمسين ألف من أهل لعراق نتيجة الحرب وتداعياتها .
“أيها الشعب الأمريكي”
إن العالم يتابع أخباركم فيما يخص غزوكم للعراق. فقد علم الناس مؤخرا بعد بضع سنين من مآسي الحرب أن الغالبية منكم تريد إيقافها فلذا تم إنتخابكم للحزب الديمقارطي لهذا الغرض. ولكن الديمقراطيين لم يحركوا ساكنا يذكر بل مازالوا يوافقون على صرف عشرات المليارات لمواصلة القتل والحرب هناك مما أدى الى إصابة الغالبية العظمى منكم بخيبة أمل وهنا بيت القصيد. فينبغي التوقف والتدبر والتفكر لماذا فشل الديمقراطيون بوقف هذه الحرب رغم أنهم أكثرية وسأعود للإجابة على هذا السؤال بعد إثارة سؤال آخر وهو لماذا يحرص زعماء البيت الأبيض على إشعال الحروب وخوضها في العالم وينتهزون كل فرصه ممكنة ينفذوا من خلالها لهذا الغرض بل أحيانا يوجدون مبررات مبنيه على خدع وأكاذيب فاضحه كما رأيتم في العراق. ففي حرب فيتنام إدعى وقتها زعماء البيت الأبيض إنها حرب مهة وضرورية وقتل خلالها رامسفيلد وأعوانه مليونين من القرويين ثم لما تولى كندي الرئاسة وخرج عن الخط العام للسياسة المرسمومة للبيت الأبيض وأراد أن يوقف هذه الحرب الظالمة أغضب ذلك أصحاب الشركات الكبرى المستفيدين من إستمرارها وقتل كندي ولم تكن القاعدة موجوده وقتها وإنما تلك الشركات هم المستفيد الأول من قتله وإستمرت الحرب بعد ذلك قرابة عقد من الزمان. فبعد أن تبين لكم أنها حرب ظالمة وليست ضرورية كان من أخطائكم الكبرى أنكم ما حاسبتم ولا عاقبتم من خاض هذه الحرب وخاصة سفاحها الألد رامسفيلد. والأعجب من ذلك أن بوش إختاره وزير للدفاع في فترته الأولى بعد أن إختار تشيني نائبا له وباول وزيراً للخارجية وارميتاج نائبا له رغم ماضيهم الدموي الرهيب في قتل البشر فكان ذلك مؤشراً واضحا أن هذه الإدارة إدارة الجنرالات ليس همها الأكبر خدمة البشر وإنما السعي لانشاء مجازر أخر. ومع ذلك سمحتم لبوش أن يتم فترته الأولى والأغرب من هذا أن اخترتموه لفترة ثانيه وذلك تفويض صريح منكم له عن علم ورضى ليواصل قتل أهلنا في العراق وأفغانستان ثم تزعمون أنكم أبرياء وبراءتكم هذه كبرائتي من دماء أبنائكم يوم الحادي عشر لو إدعيتها. ولكن هذا محال أن أجاري الكثير منكم في الكبر واللامبالاه بحياة البشر خارج أمريكا او أجاري زعمائكم في الكذب. فالدنيا كلها تعلم أن لهم من ذلك نصيب الأسد فهذه الأخلاق ليست أخلاقنا ومما أريد أن اؤكد عليه هنا أن عدم محاسبة مجرمين الحرب السابقين أدى إلى أن كرروا تلك الجريمه بقتل البشرية بغير حق فخاضوا هذه الحرب الظالمة في أرض الرافدين. وهاهم المظلومون اليوم يواصلون أخذ حقهم منكم. فهذه الحرب لم يكن لها أي ضرورة وتشهد على ذلك تقاريركم ومن اقدر من يحدثكم عن هذا الموضوع وعن صناعة الرأي العام من طرفكم “نعوم تشومسكي”. فقد نصح قبل الحرب بكلام رزين ولكن زعيم تكساس لا يحب الناصحين لقد خرجت الدنيا بأسرها في مظاهرات غير مسبوقه تحذر من شن الحرب وتصف حقيقتها بعبارت بليغه- لالسفك الدم الاحمر من أجل النفط الاسود- ولكن لم يبال لهم. ولقد آن للبشرية أن تعلم أن الحديث عن حقوق الإنسان والحرية أكاذيب تصدر من البيت الأبيض وحلفائه من آوربا لخداع البشر والإستيلاء على مقدراتهم وإخضاعهم. وللإجابه عن أسباب فشل الديمقراطيين في إيقاف الحرب أقول, أنها نفس أسباب الرئيس السابق كيندي في إيقاف حرب فيتنام. فأصحاب القوة الحقيقة والنفوذ هم كبار أصحاب رؤوس الأموال وطالما إن نظام ديمقراطي يسمح للشركات الكبرى بدعم المرشحين سواء للرئاسة أو الكونجروس فما ينبغي وليس هناك داعي للتعجب من فشل الديمقراطيين في إيقاف الحرب. فأنتم أصحاب المثل القائل أنت تدفع أنت تتكلم وإني أقول لكم أنه بعد فشل ممثليكم في الحزب الديمقراطي في تنفيذ رغبتكم في ايقاف الحرب يبقى أمامكم أن تحملوا اللافتات المعارضه لها وتتفسحوا في شوارع المدن الكبرى ثم تعودون إلى بيتكم فإن ذلك لن يجدي نفعا مما يعني أن الحرب ستطول. ولكن هناك حلان لإيقافها الأول من طرفنا وهو إستمرار تصعيد القتل والقتال ضدكم وهذا واجبنا وإخواننا قائمون به أرجو الله أن يثبتهم وينصرهم. والحل الثاني من طرفكم فبعد ما ظهر وتبين لكم وللعالم أجمع عجز النظام الديمقراطي وعبثه بمصالح الشعوب ودمائها فتتم التضحية بالجنود وبالشعوب من أجل مصالح الشركات الكبرى وبذا قد ظهر للجميع أنهم هم الإرهابيون الظالمون على الحقيقة بل إن البشريه جمعاء مهدده حياتها بالخطر بسبب الإحتباس الحراري الناتج بدرجة كبيره من عوادم مصانع الشركات الكبرى ومع ذلك يصر مندوب هذه الشركات في البيت الابيض على عدم الإلتزام باتفاقية كيوتو علما ن الإحصائيات تتحدث عن وفاة وتهجير الملايين من البشر جراء ذلك وخاصة في افريقيا. هذا الطاعون الأكبر والتهديد الأخطر لحياة البشر يتم بشكل متسارع تحت سيادة النظام الديمقارطي على العالم مما يؤكد فشله الذريع في حماية البشر ومصالحهم من جشع وطمع الشركات الكبرى ومندوبيهم. رغم هذا الإعتداء الصارخ على الناس تحدث زعماء الغرب وخاصه بوش وبلير وسركوزي وبرام عن الحرية وحقوق الإنسان بإستخفاف فظيع لعقول البشر. فهل هنالك إرهاب أشد وأوضح وأخطر من هذا؟ لذا فإني أقول لكم فكما تحررتم من قبل من عبودية الرهبان والملوك والإقطاع فينبغي عليكم اليوم أن تتحرروا من الخدع والقيود والإستنزاف للنظام الرأسمالي. فلو تدبرتم فيه جيداً لوجدتوا أنه في المآل نظام أشد قسوة وشراسة من أنظمتكم في القروون الوسطى. فالنظام الرأس المالي يهدف الى جعل العالم كله إقطاعية للشركات الكبرى تحت مسى العولمه لحماية الديمقراطيه وما العراق وأفغانستان ومآسيهما وما رزوح الكثير منكم تحت الديون الربويه والضرائب الجنونيه والرهونات العقارية وما الإحتباس الحراري وويلاته وما الفقر المدقع والمرض المفزع في أفريقيا إلا جانب من هذا النظام العالمي الكالح. والواجب أن تتحرروا من ذلك كله وأن تبحثوا عن منهج بديل قويم ليس لأي شريحة من البشر شأن في وضع تشريعاته لصالحها على حساب الشرائح الأخرى كما هو واقع الحال عندكم حيث أن التشريعات الوضعية البشرية في جوهرها تخدم مصالح شريحة أصحاب رؤوس الأموال فتزيد الأغنياء غنى والفقراء فقرا. هذا المنهج المعصوم من الخطأ هو منهج الله تعالى الذي خلق السموات والأرض وخلق الخلق وهو اللطيف الخبير العليم بنفوس عباده وبما يصلح لهم من منهج. فأنت تعتقدون أعتقادا جازما انكم تؤمنون بالله وممتلؤون قناعة بهذه العقيدة لدرجة أنكم كتبتم عقيدتكم هذه على دولاركم. والحقيقة أنكم واهمون في إعتقادكم هذا فإن المحقق المنصف يعلم إن مقتضى الإيمان بالله تعالى الإستقامة على منهجه فيجب أن تكون الطاعة المطلقة لأوامر الله وحده ونواهيه في جميع شؤون الحياة فكيف بكم وقد أشركتم بالإعتقاد وفصلتم الدولة عن الدين ثم زعمتم انكم مؤمنون. فما فعلتم هو الخسران المبين والشرك المستبين فسأضرب لكم مثالاً للشرك فالمثال يختصر ويوضح المقال فأقول لكم مثل ذلك كمثل رجل يملك متجراً وإستأجر أجيراً وقال له بع وأعطني الثمن فجعل يبيع ويعطي المال لغير المالك فمن يرضى منكم بذلك؟ فأنتم تصدقون بأن الله ربكم وخالقكم وخالق هذه الأرض وهي ملك له ثم تعملون في أرضه وملكه بغير أمره وطاعته وتشرعون على خلاف شرعته ومنهجه. فعملكم هذا هو الشرك الأكبر وهو تمرد على طاعة الله يكفر به المؤمن وإن اطاع الله في بعض أوامره الاخرى. فأوامر الله تعالى أنزلها في كتبه المقدسه كالتوراة والأنجيل فبعث الله الرسل صلى الله عليه وسلم مبشرين للناس بها فكل من آمن بها وإلتزم بها فهو مؤمن من أهل الجنة. ثم لما حرف العلماء كلام الله تعالى وأشتروا به ثمنا قليلاً كما فعل الأحبار بالتوراة الرهبان بالإنجيل أنزل الله كتابه الخاتم القرآن العظيم وعصمه من الزيادة والنقصان على أيدي البشر وفيه منهج متكامل لحياة الناس جميعا وأن تمسكنا بهذا الكتاب العظيم هو سر قوتنا وكسبنا للحرب ضدكم رغم قلة عددنا وعدتنا. وأن أردتم أن تعرفوا بعض أسباب خسارتكم للحرب علينا فأقروا كتاب مايكل شوير عن هذا الأمر ولا يصدنكم عن الإسلام سوء أحوال المسلمين اليوم. فإن حكامنا في جملتهم قد تركوا الإسلام منذ عقود بعيدة فقد كان أجدادنا قادة الدنيا وروادها لقرون مضت كثيره لما كانوا بالإسلام متمسكين.
وقبل الختام أقول لكم لقد كثر المفكرون اللذين يستقرؤون الأحداث والوقائع وبنوا على ذلك قرب إنهيار الأمبراطورية الأمريكية. ومن هؤلاء المفكر الأوربي الذي توقع سقوط الإتحاد السوفيتي وقد سقط فعلا. ومن المفيد لكم أن تقرؤوا ماكتب عن ما بعد الأمبراطورية فيما يخص إنهيار الولايات المتحدة الامريكيه. وأريد أن ألفت نظركم أن أكثر أسباب إنهيار الإتحاد السوفيتي ابتلائهم بزعيمهم برجنيف الذي ركبه الغرور والكبر ورفض الإعتراف بالحقائق على أرض الواقع ومنذ السنة الأولى لغزو أفغانستان أشارت التقارير إلى أن الروس يخسرون الحرب لكنه أبى أن يقر بذلك لكي لا يسجل في تاريخه الشخصي تلك الهزيمة رغم إن عدم الإعتراف بالهزيمة لا يغير من الواقع شيئا عند العقلاء فقط.. وإنما يفاقم المشكلة ويزيد الخسائر. فما أشبه حالكم اليوم بحالهم قبل عقدين من الزمان تقريبا. فأخطاء برجنيف قد وقع بها بوش والذي صرح عندما سئل عن موعد سحب قواته من العراق قال ما مؤداه أنه لن يكون الإنسحاب في عهده وإنما في عهد من يأتي من بعده ولا يخفى مافي هذه الكلمة من دلالات. وهنا أقول انه من المفيد لكم أن تستمعوا للرسائل المؤثرة من جنودكم في العراق الذين يدفعون من دمائهم وأعصابهم وأشلائهم ثمنا لمثل هذه التصريحات غير المسؤلة ومن ذلك رسالة جوشوا البليغة التي بعث بها عبر وسائل الإعلام وهو يمسح الدموع من عينيه ويصف الساسة الامريكيين بأوصاف قاسية ودعاهم ليرافقوه هناك لأيام قلائل فلعل رسالته تجد عندكم أذن صاغية لتنقذوه وأكثر من مئة وخمسين ألف من أبنائكم هناك يذوقون الأمرين. فإن خرجوا من ثكناتهم أكلتهم الألغام وأن أبوا الخروج صدرت عليهم الأحكام فلم يبق أمامهم إلا الإنتحار أو البكاء وكلاهم من أشد البلاء .
هل بقي شيئ يفعله الرجال بعد البكاء والإنتحار حتى تستجيبوا لهم يفعلون ذالك من شدة الخوف والذل والهول الذي يعانون وهو أشد مما كان يعانيه العبيد عندكم قبل قرون. وكأنما أنتقل بعضهم من عبودية إلى عبودية أشد وأنكى وإن كانت بثوب مزخرف بالإغراءات المالية من وزارة الدفاع فهل تشعرون بعظم معاناتهم
وفي الختام , فأني ادعوكم لإعتناق الإسلام وإن أكبر خطأ يرتكبه الإنسان في الدنيا ويتعذر تصحيحه أن يموت وهو غير مستسلم لله تعالى في جميع شئون حياته وهذا هو الإسلام وهو كسب لكم في الاولى والاخرة. فالدين رحمة للناس في الدنيا يملأ قلوبهم طمأنينة وسكينة ولكم في المجاهدين عبرة والعالم كله يطاردهم وقلوبهم بفضل الله مطمئنة راضية. كما أن الدين ينظم حياة الناس بتشريعاته ويحفظ ضروراتهم ومصالحهم ويهذب أخلاقهم ويدفع عنهم المفاسد ويضمن لهم دخول الجنة في الآخرة بطاعتهم وإخلاص العبادة لله وحده كما سيحقق رغبتكم لوقف الحرب تبعاً لذلك لأن تجار الحروب أصحاب الشركات الكبرى بمجرد أن يعلموا أنكم فقدتم الثقة بنظامكم الديمقراطي وبدأتم تبحثون عن بديل وهذا البديل هو الإسلام فسيهرولون ورائكم ليرضوكم ويحققوا رغباتكم ليصرفوكم عن الإسلام. فإلتزامكم بالاسلام حقا سيفوت عليهم فرصة الإحتيال لأخذ أموال الشعوب تحت بنود كثيرة كصفقات السلاح وغيرها فإنه ليس في الإسلام ضرائب وإنما هناك زكاة محدودة مقدارها إثنان ونصف في المئه فقط. فإحذروا من خدع اصحاب رؤس الاموال وبقرائتكم الجادة عن الاسلام من مصادره الصافية ستصلون الى حقيقة مهمة وهي أن جميع الأنبياء صلى الله عليهم وسلم دينهم واحد وحقيقته الإستسلام لأوامر الله وحده في جميع شؤون الحياة وإن اختلفت شرائعهم وهل تعلمون أن اسم نبي الله عيسى وأمه صلى الله عليهما وسلم قد ذكر في القرأن عشرات المرات وأن في القرأن سورة إسمها سورة مريم أي مريم إبنة عمران أم عيسى عليه الصلاة والسلام وهي تحكي قصة حملها بعيسى صلى الله عليهما وسلم وفيها اثبات لعفتها وطهارتها بخلاف إفتراء اليهود عليها. ومن أراد ان يعرف حقيقة ذالك فليستمع إلى آيات هذه السورة العظيمة , ولقد سمع ملك عادل من ملوك النصارى هو النجاشي بعضاً من آياتها فذرفت عيناه وقال كلمة ينبغى أن يتوقف عندها طويلا الصادقون في طلب الحق فلقد قال إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحده أي إن القرآن العظيم والأنجيل كلاهما من عند الله تعالى وكل عاقل منصف منكم يتدبر القرآن سيصل قطعاً إلى هذه الحقيقة مع ملاحظه أن القرآن حفظه الله من تحريفات البشر وإن القرآة للتعرف على الإسلام تحتاج لجهد قليلا وسيربح من إهتدى منكم ربحا كثيرا والسلام على من اتبع الهدى