خلال الأسبوع الماضي كانت قوات “شركة النصر الإلهي” لأصحابها نصر الله ونجاد ليمتد الغير محدودة” تجوب شوارع بيروت وتحتفل بمرور ستة أشهر على هزيمة الكيان الصهيوني وكانت تحرق إطارات السيارات، و للتأكد من أن كل اللبنانيين يشتركون في الإحتفالات كان ولابد من إغلاق طريق مطار بيروت لتفويت الفرصة على أي لبناني يحاول أن “يزوغ” من تلك الإحتفالات، وفى الحقيقة أعتقد كثير من المراقبين الأجانب الذين لا يفقهون التقاليد الشرقية والثقافة العربية، اعتقدوا خطأ أن الهدف من إغلاق طريق المطار وحرق إطارات السيارات هو خلق نوع من الفوضى تؤدى إلى إسقاط الحكومة، وفى ظل الفوضى وفى غياب الدولة (حسب المفاهيم الغربية العتيقة) ينتصر المجرمون وتنتشر أعمال النهب والسلب، ولكن فات الغربيين أن الدنيا برد وأننا في نهاية شهر يناير ودرجة الحرارة اقتربت من الصفر، لذلك كان لا بد من حرق بعض إطارات السيارات لغرض التدفئة وخاصة أن ارتفاع أسعار البترول بسبب التآمر الأمريكي على شعوبنا العظيمة زاد من عبء أسعار التدفئة على المواطن اللبناني العادي لذلك كان ولابد من إحراق إطارات السيارات. أما حكاية أن قوات “شركة النصر الإلهي” تقوم بمحاصرة مقر الحكومة في بيروت لعدة أسابيع وذلك بإقامة الخيام خارج هذا المقر، إنما هي دعاية صهيونية أمريكية رخيصة الهدف منها هو شق “الصف العربي” المتين جدا، ولو نظر المراقبون الغربيون بعين العطف إلى سأكنى المخيمات حول مقر الحكومة لثبت لهم أن هؤلاء هم من غلابة الجنوب اللبناني قاموا بدق الخيام حول مقر الحكومة لأنه (بعد العدوان الصهيوني) لم يعد لهم مأوى سوى مقر الحكومة ويرغبون في السكن داخل مقر الحكومة نظرا لأن به تدفئة مركزية، ولكن الحكومة العميلة والتي جاء بها بوش وشيراك تصر على عدم فتح باب الحكومة لهم لحرمانهم من الحق الطبيعي للإنسان في طلب الدفء، وبعد ذلك تلومهم إذا حرقوا إطارات السيارات.
أما عن حوادث إطلاق النار فقد تمت بطريقة عفوية في الهواء (رأسيا وأحيانا أفقيا) وذلك استكمالا للإحتفال بهزيمة الكيان الصهيوني، ومن جراء هذا قتل خطأ بعض المواطنين وعددهم لم يزد عن عدد أصابع اليد ونالوا حلاوة “الشهادة” بعد أن ذاقوا حلاوة “النصر الإلهي” ويعتبر عدد من قتل قطرة في بحر قتلى العراق الذين يقتلون كل يوم من جراء التآمر الصهيوني.
وقد أعلن “سيدي” حسن نصر الله أن إسقاط الحكومة اللبنانية لن تأخذ في يده “غلوة” ولكنه يترفع عن هذا لأنها ستسقط لوحدها.
……
وفى نفس هذه الأثناء تمكن فؤاد السنيورة من الهروب من الباب الخلفي لمبنى الحكومة وتخفى في زى مقاتل من قوات “شركة النصر الإلهي” واستطاع أن “يزوغ” من الحصار المفروض على المطار وفوجئنا به يهرب ويترك البلد المحرومة من الدفء ويهبط في باريس للإجتماع مع أعوانه من الإستعماريين والصهاينة بهدف مزيد من التآمر على لبنان وعلى الأمة العربية والإسلامية، ويختفون وراء هدف معلن رخيص وهو “إعادة إعمار لبنان”، من طلب منهم إعادة الإعمار؟، لقد قام “سيدي” حسن نصر الله بتخريب لبنان وهو قادر على إعادة إعماره بواسطته شركته “شركة النصر الإلهي” بدون مد اليد و”الشحاذة” من الصهاينة والأمريكان، وإيه يعنى إن فؤاد السنيورة قد تمكن من الحصول على أكثر من ثمانية بلايين دولار من مؤتمر باريس، ييجوا إيه جنب الثلاثمائة مليون دولار التي حصل عليها “سيدي” نصر الله من معلمه وشريكه أحمدي نجاد.
وقد يقول قائل أنه بينما “سيدي” حسن نصر الله يستمر في تخريب لبنان، يقوم فؤاد السنيورة بجمع أموال إعمار لبنان، هذا في الظاهر أما الحقيقة فهي أن كرامة الأمة الإسلامية أغلى كثرا من أن تباع بحفنة دولارات. فالفلوس مش كل حاجة، فليس بالدولار وحده يحيا الإنسان، فهناك اليورو والمارك الأماني والين اليابانى!!
* كاتب مصري- الولايات المتحدة