يعتبر المحلّل والإقتصادي الإيراني “سعيد ليلاز”، المقيم في طهران، في مقابلة أجرتها معه مراسلة جريدة “الفيغارو” في دلفين مينيو أن إيران لن تتراجع عن مواصلة برنامجها النووي إلا مقابل “ضمانات أمنية” للنظام الإيراني. ويلفت المحلّل الإيراني إلى أن العقوبات الإقتصادية لن تكون مؤثرة طالما ظل سعر برميل النفط فوق 60 دولاراً، أي طالما ظلّت مداخيل إيران النفطية فوق 50 مليار دولار سنوياً.
ما وقع العقوبات المفروضة حالياً على إيران؟ *
– لا تؤثر العقوبات الدولية بصورة مباشرة في الإقتصاد الإيراني، باعتبار أنها، في معظمها ظلت مقتصرة على الصناعة الذرية. بالمقابل، فالعقوبات الإقتصادية الموازية التي شرعت الولايات المتحدة بتطبيقها (خصوصاً الضغوط على البنوك الأوروبية لكي تعلّق خطابات الإعتماد الممنوحة للشركات الإيرانية) بدأت تلحق آثاراً سلبية بأوساط الشركات والأعمال، حيث أنها تعرقل الإسثثمارات وتعرقل تطوير مشروعات جديدة.
مع ذلك، ولكي المرء دقيقاً، فالعقوبات لا يمكن أن تؤثّر فعلاً سوى في المدى البعيد. حالياً، وطالما ظلّ سعر برميل النفط أعلى من 60 دولاراً، وطالما ظلت مداخيل إيران النفطية أكثر من 50 مليار دولار سنوياً، فليس هنالك مبرّر لكي يشعر النظام بالقلق.
ينبغي، إذاً، أن تتصدّى العقوبات لقطاع النفط لكي تكون فعّالة. وإلا، فإنها ستكون عديمة الفائدة.
* هل يخشى النظام ضربات عسكرية وهل يستعد لهذا الإحتمال؟
– من ناحية إيران، كما من ناحية الأميركيين، فكل الخيارات على الطاولة الآن. ونظراً للتصعيد الراهن، فإنني متشائم. من جهة، ترفض طهران تعليق تخصيب اليورانيوم. من جهة أخرى، فالولايات المتحدة ليست مستعدة لتقديم ضمانات أمنية تسمح للإيرانيين بالتفكير في تعليق برنامجهم. والفريقان متمسّكان بمواقفهما. وفي هذه الظروف، فإن المواجهة العسكرية تبدو محتمة. وأيا كان شكل الضربات العسكرية، فسيتطوّر النظام الإيراني نحو مزيد من التصلّب في الداخل. وهذا ما حصل فعلاً في الأشهر الأخيرة: فالتهديدات الخارجية تسبّبت بموجة جديدة من القمع الداخلي (عمليات تخويف، إعتقالات، إلخ.).
* كيف سيؤثّر تجدّد الضغوط الخارجية على سياسات إيران؟
– ارتفعت مؤخراً أصوات تحبّذ التعليق المؤقت للتخصيب بغية طمأنة الغرب. ولكن هذه الأصوات فقدت حججها الآن، وللأسف، بسبب التطرّف الأميركي. وفقدت هذه الأصوات كل إمكانية لإقناع القيادة بتعليق التخصيب. فبدون ضمانة أمنية من طرف الأميركيين، فإن طهران تنطلق من مبدأ أنها، في جميع الأحوال، يمكن أن تكون عرضة لتدخّل عسكري أميركي منفرد كما حدث في العراق.
وهكذا أعلن آية الله خامنئي في خطابه الأخير أنه، بين خيار تعليق التخصيب وخيار مواصلة البرنامج النووي، فمن الأفضل إختيار الثاني.
ترجمة بيار عقل