**
على ارتفاع 5000 متر، تقمع حكومة الصين التي يخضع لها مليار ونصف المليار من البشر شعباً يملك ثقافة عريقة ومسالمة لا يزيد عدد سكانه عن 5 مليون نسمة. “التيبت” التي تستحق أن تكون “متحفاً” للحضارة الإنسانية تخضع لغزو صيني متواصل منذ 50 عاماً من الصينيين “الهان” وحتى من الصينيين المسلمين الذين يعتبرون أنفسهم خاضعين للإحتلال الصينين بدورهم.
وقبل 5 أيام أعلنت الصين أنها ستدشّن “القطار الأكثر فخامةً في العالم” بين بكين وعاصمة التيبت، “لاسا”. وذكرت وكالة الأنباء الصينية أن ثمن التذكرة سيكون 20 ضعف التذكرة العادية التي تبلغ 280 دولار.
وأضافت: “سيكون ديكور القطار الداخلي وفقاً لمعايير فنادق “الخمسة نجوم”، ليصبح أفخم قطار في العالم. ويتسع القطار لـ96 راكباً فقط، علماً أن سعر الركوب فيه أغلى بكثير من سعر بطاقة الطائرة. وستكون هنالك 3 رحلات أسبوعية بين بكين ولاسا، وستستغرق الرحلة(1142 كلم) 5 أيام.”
وكان العمل في خط “سقف العالم” قد انتهى في يوليو 2006، وتمّ إنجازه رغم الصعوبات المناخية الإستثنائية.
وقد صدرت إحتجاجات بأن هذا الخط سيؤدي إلى تدمير الثقافة المحلية في التيبت، كما أنه سيسمح للمستوطنين الصينيين بالتكاثر على حساب شعب التيبت.
وليس واضحاً ما إذا كان بدء العمل بهذا الخط قد لعب دوراً في إنتفاضة شعب التيبت “المحتل” منذ أكثر من 50 عاماً. أو أن اقتراب موعد الألعاب الأولمبية في بكين لعب دوراً في إطلاق الإنتفاضة الجديدة لشعب التيبت في وقت يركّز الإعلام العالمي على الصين.
وقد ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن عدد قتلى إنتفاضة “لاسا” بلغ 10 حسب المصادر الصينية ونحو 100 حسب حكومة التيبت في المنفى.
وقالت الحكومة التيبتية في بيان اصدرته من مقرها في شمال الهند “لدينا معلومات غير مؤكدة تشير الى مقتل مئة شخص وتطبيق القانون العرفي في لاسا”.
وعبرت عن “القلق الشديد” ازاء معلومات “مصدرها ثلاث مناطق في التيبت تتحدث عن مقتل اشخاص بطريقة عشوائية وعن توقيف الاف التيبيتيين الذين كانوا يتظاهرون سلميا ضد السياسة الصينية”.
وذكرت وكالة انباء الصين الجديدة الجمعة ان التظاهرات المناهضة للصين في لاسا تسببت بمقتل عشرة اشخاص على الاقل وجرح العديدين.
ومهما كانت الحصيلة النهائية للضحايا تعتبر هذه المواجهات الاعنف منذ 1989 في التيبت.
ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة عن مسؤول في حكومة التيبت المحلية قوله ان “جميع الضحايا مدنيون ابرياء وقتلوا حرقا”. وبين القتلى تاجران وموظفان في فندق.
واحرق عدد كبير من المحلات التجارية في وسط العاصمة التاريخي خلال تظاهرات نظمها كهنة بوذيون في الذكرى التاسعة والاربعين لتمرد لاسا الذي ادى الى ابعاد الدالاي لاما.
واحصي رسميا اكثر من 160 حريقا بينها 45 حريقا ضخما. وقالت السلطات ان منفذي اعمال العنف هم “مخربون” و”مثيرو شغب”.
وبثت محطتا تلفزة وطنيتان السبت صور اعمال الشغب التي ظهرت فيها مجموعة من المتظاهرين بينهم رهبان يحطمون محال تجارية ويشعلون فيها النار.
وفي تعليق صوتي فوق الصور التي بثتها المحطة المخصصة للاخبار الدولية جاء ان “شعب التيبت غاضب ويدين بشدة التحرك الذي سيؤول الى الفشل”.
وصرح تاجر صيني في لاسا في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس السبت ان اشخاصا “شاهدوا كهنة يهاجمون بسكاكين افرادا من الهان” الاتنية الصينية. واكد ان “رجال شرطة جرحوا لكن الرهبان هاجموا ايضا عددا من المارة في الشوارع”.
واوضحت الحكومة المحلية ان قوى الامن لم تطلق النار على المتظاهرين لكنها اطلقت عيارات تحذيرية مؤكدة انه لم يجرح اي اجنبي خلال التظاهرات التي “دبرها الدالاي لاما وعصابته”.
واكد رئيس المنطقة التي تخضع لسلطة الصين منذ 1951 ان “مؤامرة الانفصاليين ستفشل”. واضاف “سنقاتل الانفصاليين بحزم وحسب القانون”.
وتطوق قوات الامن المدينة فيما الدبابات والآليات العسكرية تجوب الشوارع. وقال صيني يقيم في المدينة طالبا عدم كشف هويته “هناك عدد كبير من رجال الشرطة المسلحين والجنود في الشوارع وشاهدت دبابات وآليات عسكرية تقوم بدوريات”.
واوضح موظف في مدرسة ثانوية في اتصال هاتفي ان “قوات الامن تغلق الشوارع وتدقق في الآليات لكن السيارات قليلة جدا”.
وافاد سياح قادمون من التيبت وصلوا الى مطار كاتماندو السبت ان الاجراءات الامنية شددت في التيبت.
وقال الهولندي فرانز بلويج لوكالة فرانس برس “كل شوارع لاسا تعج بالقوى الامنية واحرقت محال تجارية صينية عدة”. وتابع “لم نتمكن من العودة الى فندقنا وبقيت امتعتنا هناك”.
وقال الاميركي بنديكت ابرين ان مجموعة السياح التي كان يرافقها “منعت من العودة الى لاسا وارسلت الى فندق في المطار خارج المدينة”.
وافاد سكان عن هدوء صباح السبت في المدينة. واكدت السلطات الصينية انها لا تطبق حال الطوارىء في لاسا.
وذكرت وكالات صينية للسفر ان وصول سياح اجانب الى التيبت بات مستحيلا.
وقال وو يونغجي الذي يملك وكالة سفر تتخذ من لاسا مقرا ان “السياح الاجانب لا يمكنهم المجىء الى لاسا والسلطات لم تعد تمنح تصاريح”.
ودعت الحكومة التيبتية في المنفى (بقيادة الدالاي لاما” السبت الى اجراء تحقيق للامم المتحدة في اعمال العنف في لاسا معتبرة انها “انتهاكات لحقوق الانسان”.
وقالت الحكومة في بيان ان “برلمان التيبت يدعو الامم المتحدة الى ارسال ممثلين فورا والتدخل للتحقيق في الانتهاكات الحالية لحقوق الانسان” بينما رفض مقربون من الدالاي لاما الاتهامات حول وقوفه وراء الاضطرابات.
ودعت السلطات الامنية والقضائية في التيبت من جهتها السبت الى وقف الاضطرابات ووعدت بالرافة بمسببي اعمال الشغب اذا استسلموا قبل منتصف ليل الاثنين (16,00 تغ). وقالت السلطات الامنية والقضائية في اعلان ان “الذين يستسلمون للشرطة قبل منتصف ليل الاثنين ستفرض عليهم عقوبات خفيفة او مخففة حسب القانون”. واضافت ان “الجانحين الذين لا يحترمون هذا التاريخ سيعاقبون بقسوة”.
واحتجاجا على احداث التيبت جرت تظاهرات يقودها رهبان بوذيون السبت في محافظة غانسو في شمال غرب الصين وفق ما افادت مجموعات مدافعة عن التيبيتيين.
وقالت كايت سوندرز من “الحملة الدولية من اجل التيبت” لوكالة فرانس برس “تلقينا تاكيدا على حصول تظاهرات في دير لابرانغ في تشياهي وبان قوات الامن تدخلت بواسطة الغازات المسيلة للدموع”.
واضافت “استنادا الى مصدرين فقد تظاهر عدد من الاشخاص يصل الى خمسة الاف في لابرانغ”. ولابرانغ هي من اكبر اديرة البوذية التيبيتية خارج منطقة التيبت الادارية.
وكان الاف التيبيتيين تظاهروا الجمعة في تشياهي.
وافادت منظمة “حملة تحرير التيبت” ايضا عن حصول تظاهرات السبت. وقال المتحدث باسم المنظمة مات ويتيكايس لفرانس برس “تم تدمير مبان رسمية والقيت قنابل مسيلة للدموع واعتقل حوالى عشرين شخصا”.
وبحسب معلومات جمعتها حملة تحرير التيبت فان تظاهرات جرت في مدينتين اخريين على الاقل في هذه المحافظة التي تكثر فيها الاديرة في بورا حيث احرقت سيارات وتاكتشانغ.
وتأتي اعمال العنف هذه قبل خمسة اشهر من دورة الالعاب الاولمبية في بكين ما يجعل الحكومة الصينية التي تتعرض لضغوط في مجال حقوق الانسان في وضع صعب.
وعبر الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الجمعة عن قلقهما من الوضع في التيبت ووجها دعوة الى الصين ل”ضبط النفس”.
في نيودلهي اوقفت الشرطة الهندية الجمعة حوالى ثلاثين متظاهرا من التيبت كانوا يحاولون الاقتراب من السفارة الصينية في نيودلهي بحسب ما افاد مصدر في الشرطة.
في نيويورك تجمع مئات التيبتيين السبت امام مقر الامم المتحدة للاحتجاج على اعمال العنف التي حصلت في لاسا. وحمل المتظاهرون شموعا واتهموا الصين “بالابادة” وبخرق حقوق الانسان.
عن التلفزيون الفرنسي (ولكن باللغة الإنكليزية) يروي الفيديو التالي تاريخ التيبت الحديث:
الصين تُدمي “رأس العالم”الانتخابات لطمة لمن؟عبد الرحمن الراشد بطبيعة الحال اعتبرها الرئيس الايراني احمدي نجاد انتخابات رائعة، وصورها لطمة على خد العدو، اي الاعداء، فهم كثر؟ الأرجح أنه كان يعني المعتدلين الذين خسروا، لان النظام شطب معظم مرشحيهم وسمح لقلة قليلة فقط، للقول ان المعارضة دخلت الانتخابات. ومعارضوه، للاحاطة، هم اسلاميون ايضا من داخل النظام، يعيرون بالمعتدلين، أما بقية المعارضة فلا تحلم حتى بتسجيل اسمائها. جاءت النتائج مرسومة مسبقا، كأي انتخابات عالم ثالثية، يفوز فيها الحزب الحاكم ويجلس المنافسون الآخرون على فتات الموائد السياسية للتصوير. أعداء ايران سعداء بمثل هذه الانتخابات المطبوخة، لأنها تعزز رأيهم في النظام، الذي جرد نفسه… قراءة المزيد ..