في محاولة “بائسة” لتلميع وتحسين صورة مرشحي الإخوان المسلمين في الانتخابات النيابية التي ستجري في الكويت بعد 12 يوما تقريبا، قال السيد “عادل القصار”، المحسوب على ألإخوان، بكتابة مقال في صحيفة القبس الكويتية قبل أيام بعنوان “الانحلال الخلقي.. والإعلام الأميركي المناقض” ووضع له ترويسة لديكارت تقول: “على القيام بأنبل الأعمال” (!) ولكنه بدلا من ذلك قام بكتابة كم من الاتهامات مستعينا بما ورد في وكالة أنباء لم يقبل بكتابة اسمها بصورة صحيحة مفضلا إيراده بالعربية فقط لكي لا يعطي غير المطلع أي انطباع بانحيازه أو عدم حيادية القائمين على تلك الوكالة.
يدعي السيد القصار أن وكالة أمريكا إن أرابيك، والصحيح America in Arabic وتعني ” أمريكا بالعربية” هي الجهة الوحيدة التي أوردت خبر قيام شرطة مدينة دالاس بالكشف عن شبكة دعارة للفتيات الصغيرات، وجميعهن طالبات مدارس، وأن هناك طلب كبير على العاهرات الصغيرات في أمريكا من سن 13 فما فوق!!
وشكر السيد القصار تلك الوكالة التي ربما تمول من أموال المتبرعين السذج في الدول النفطية، شكر وكالة أمريكا إن أرابيك على عظيم جهودها في التطرق لهذه القضية التي كشفت، برأيه، الوجه الإعلامي القبيح وازدواجية المعايير التي تتعامل بها وسائل الإعلام ألأمريكية الأخرى مع القضايا المشابهة في عالمنا العربي!!
وأضاف قائلا: بالرغم من غرابة وشذوذ حادثة دعارة الأطفال، التي أصبحت ظاهرة تقلق المجتمع الاميركي، إلا أن إعلام تلك الدولة، من صحافة وشبكات تلفزة لم تجرؤ على الاعتراف بالمشكلة بينما ركز إعلامهم بشكل غير مسبوق على قضية «فتاة القطيف» في السعودية، والتي تعرضت بسببها المملكة لسيل من الانتقادات لأوضاع وحقوق النساء فيها.
وختم الزميل مقاله بالقول “.. نكتفي بهذا القدر تعطفاً على مسامع المتأمركين من أبناء جلدتنا حتى لا نثقل مسامعهم وليحمدوا ربهم على نعمة الاسلام.. وتقاليد وعادات مجتمعنا المحافظ!!
أولا: لا يمكن بأي حال اعتبار وكالة أنباء America in Arabic
مصدرا يمكن الوثوق به لما يجري في المجتمع الأمريكي. فهي وكالة منحازة وتدار من قبل التنظيم العالمي لحركة الإخوان المسلمين، فرع أمريكا. وقد كرست نفسها للعمل ضد من آواها ووفر لها مناخ الحرية الذي لم يجده المشرفين عليها في أواطنهم.
كما لا يمكن تصديق قول القصار أن أي من وسائل الإعلام الأمريكية لم “تجرأ” على الاعتراف بمشكلة “دعارة الأطفال”!! ففي أمريكا أكثر من آلاف المطبوعات اليومية والأسبوعية وآلاف غيرها من محطات التلفزيون، فمن جهة كيف عرف أن أي منها لم يتطرق للقضية؟ هذا إذا صدقت هذه الحادثة بالذات أصلا!! ومن جهة أخرى كيف يمكن أن يصدق عاقل، وحتى مجنون، أن أي من وسائل الإعلام في أمريكا لم “تجرأ” على الاعتراف بمشكلة الدعارة، وأن “أمريكا إن أرابيك” هي الجهة الجريئة والشريفة الوحيدة التي بثت الخبر؟ نتمنى أن يعلمنا السيد القصار سبب خوف وسائل الإعلام الأمريكية من التطرق لحادثة دعارة تافهة، وهي التي طالما امتلكت الجرأة في حالات كثيرة أكثر صعوبة وتعقيدا، كما سبق وأن ساهمت في إسقاط رؤساء جمهورية وقادة عصابات وتجار
مخدرات(!!!!)
لا نود الاستطراد أكثرا، فما يجري في مجتمع أمريكا لا يعنيا كثيرا. ولعلم القصار فإن ما أورده من “فضائح” في مقاله لا يساوي شيئا أمام حقيقة الوضع في أمريكا. فالفضائح، والجنسية بالذات، على قفا من يشيل!! ولكن، وهنا بيت القصيد، من المعروف أن المجتمعات الغربية منفتحة وحرة وبها وسائل إعلام قوية وجريئة والكثير منها يبحث عن الفضائح لينشرها ويحقق منها كسبا، كل هذا معروف ولا داعي بالتالي لأية مبالغات ولكن الوضع هناك لا يرقى لدرجة المصيبة أو الكارثة!!
المصيبة تكمن في مجتمعاتنا وفي طريقة تفكير السيد عادل القصار وفي قوله بأننا يجب أن نحمد ربنا على نعمة الإسلام وتقاليد مجتمعنا المحافظ(!!!)
فالمجتمع المحافظ لا يعني بصورة تلقائية أنه مجتمع فاضل، بل يعني أنه منغلق وكتوم ولا يحب الفضائح. وبالتالي لا أحد فيه، غير أجهزة الدولة السرية، على إطلاع بحقيقة وكم الفضائح الجنسية التي تجري فيه، ومدى بشاعة الجرائم الخلقية التي تحدث في الكثير من البيوت “المستورة”، وعدد حالات الاعتداء الجنسي من آباء وإخوة على شقيقاتهم وبقية محارمهم!!
نعم مجتمعاتنا محافظة ولكن على السرية، ونعم أيضا لنا تقاليدنا ولكنها تطالبنا بالستر، وهنا المصيبة!!
وأخيرا نتمنى على السيد القصار السعي لدى جماعته من الإخوان المسلمين لإفساح المجال لليبرالي مثلنا لكتابة مقال في مجلة “المجتمع”، لسان حال الإخوان المسلمين في الكويت، لكي نوضح فيه “حقيقة تقاليد مجتمعاتنا المحافظة”!!
habibi.enta1@gmail.com
* كاتب كويتي
الصراف ومجلة “المجتمع”
Dear N : I am with u all the way, I am a business man from kuwait. Ialways see ur program. I cme often to Dubai. would like to meet u with all my respect .