رغم القمع الشرس الذي فرضه الباسداران ورعاع “الباسيج” على إيران، فالصحفيون الإيرانيون يقاومون. ولا يصعب على القارئ أن يتلمّس “النَفَس” المعارض حتى في الوكالات الرسمية. هذه المعارضة “الناعمة” هي ما يسمّيه النظام “ثورة مخملية”.
الشفاف
*
برس تي في: لمناسبة “يوم الصحفي”، طالب الصحفيون الإيرانيون، أثناء إجتماع مع “علاء الدين بوروجردي”، عضو اللجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق في أوضاع المعتقلين، بأن يُسمح لهم باللقاء مع “سعيد حجاريان” ومع نائب وزير الداخلية السابق “مصطفى تاج زاده” مباشرةً. ووجّه المراسلون العاملون في “المجلس” والمراسلون السياسيون نقداً لاذعاً للجنة تقصّي أوضاع المعتقلين.
وقال الصحفيون أنهم يريدون الإجتماع مع “سعيد حجاريان”، المصاب بالشلل منذ محاولة إغتياله في العام 2000، للتحقّق من وضعه الصحفي.
وحسب موقع “بارلمان نيوز” (بالفارسية)، فقد قال “بوروجردي”: “إذا كنت تصرّون على حضوركم إجتماعات لجنة تقصّي الحقائق مع المعتقلين، فإنني أستطيع أن أسمح لعدد منكم بالحضور”.
وحينما أعرب عدد كبير من الصحفيين عن رغبتهم بحضور اللقاءات مع الشخصيات المعتقلة، قال “بوروجردي” (الذي يرأس كذلك “لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان”): “يمكنكم أن تقدّموا طلباتكم، ولكن السلطة القضائية هي التي تملك الكلمة النهائية في هذا الموضوع”.
وقال “بوروجردي” أن “السيد حجاريان يعيش حالياً في منزل فيه بركة سباحة”، ولكن الصحفيين لفتوا نظره إلى أن شلل سعيد حجاريان يمنعه من السباحة.
ورغم ذلك، فقد أصر “بوروجردي” على أن “طبيب حجاريان الشخصي هو الذي أمره بالسير في الماء”.
وحينما استمرّ الصحفيون في طرح الأسئلة، قال بوروجردي: “هل سيكون كافياً إذا ما عرضت عليكم صوراً تظهر حجاريان وتاج زاده في حالة صحية جيدة؟”
فرد المراسلون أنه: “في الوضع الراهن، نحن لا نثق بأية صورة”.
وكان بوروجردي وأعضاء لجنة تقصي الحقائق الآخرون قد زاروا سجن إيفين يوم الأربعاء للإطلاع على أوضاع الشخصيات الإصلاحية التي تم اعتقالها. وبعد الزيارة صرّح عضو اللجنة النائب “فرهاد تاجاري” لوكالة “إلنا” أنهم “جميعاً في وضع جيد”. وقال أن “مصطفى تاج زاده كان في وضع حسن، رغم الشائعات التي راجت حول موته. وسيتاح له الإتصال بأسرته قريباً، ولكنه الآن ما يزال يخضع للتحقيق”.