إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
مقتطف من محاضرة لنجل مرشد الثورة “مجتبى خامنئي”، وُرِد إلى “شفاف”، يعكس الخلاف الديني/السياسي في إيران والذي تحدث عنه المراقبون منذ فترة طويلة، وبدأ يظهر على السطح.
المحاضرة جزء من “درس الأخلاق” الذي يلقيه “مُجتبى” على طلبته. الخلاف بين رؤية “مُجتبى” ورؤية والده المرشد “علي خامنئي” رَصَده العديد من المراقبين الإيرانيين، الذين أكدوا أن الابن بدأ منذ فترة طويلة بنقد استراتيجيات النظام المستندة إلى نظرية ولاية الفقيه المطلقة أو الدكتاتورية المطلقة أو حكم الفرد، معتبرا أن النظام قد يتعرض لتهديد وجودي أن استمرت الأمور على ما هي عليه. وقال أحد المراقبين لـ”شفاف” إن رؤية “مُجتبى” السياسية/ الدينية تنبني على رفض حكم الولاية الفردية المطلقة والسعي لدعم حكم مدني غير مرتبط بهيمنة رجل الدين الشيعي عليه.
ملاحظة: “شفاف” هو القناة الإعلامية الوحيدة التي نشرت هذا المقتطف!!
فيما يلي، مقتطف من درس “مُجتبى”:
حقیقة واضحة، تم تحریفها في بعض التيارات الأيديولوجية في العالم الحديث للعديد من الناس، وهي أن الأئمة الشيعة الاثني عشر لم يكونوا نشطاء اجتماعيين أو مناضلين ضد الظلم (بشكل فعّال ومباشر). حتى الإمام الحسين، رغم مظلوميته، لم يكن هدفُهُ الأساسي، في البداية، النضالَ ضد الظلم، بل كان هدفهُ رفضَ مبايعة “يزيد” أو تلبية دعوة أهل الكوفة الذين رأوه أهلاً للحكم. لقد بذل كل ما في وسعه لتجنب الحرب وعدم مبايعة يزيد.
الشيعة الزيدية يختلفون عن الشيعة الاثنا عشرية في هذا الصدد، حيث كانوا يرون أن الإمام هو الشخص الذي يكون من نسل النبي وله دور فعّال وقيادي في المجتمع. في نظر “الزيدية”، كل من جَمعَ بين هاتين الصفتين هو “الإمام”، وإلا فلا! ولذلك، بعد “الإمام السجاد” (الإمام الرابع لدى الشيعة)، فإن الإمام الوحيد من بين أئمة الشيعة الاثني عشرية الذي اعترف به “الزيدية” كان “الإمام الرضا”، وذلك لأن “الإمام الرضا” قَبِلَ ولاية العهد تحت حكم المأمون (وإن كان على كراهية)، ما جعله يتولى دورًا اجتماعيًا بارزًا.
بعد حادثة كربلاء، لم يشارك الأئمة الشيعة في النضال الفعّال ضد الظلم، بل كانوا يمنعون الثورة بشكل متكرر. يتضح ذلك من انتقادات الإمام الباقر والإمام الصادق لثورة زيد بن علي (أخ الإمام الباقر) وثورات أبنائه، وكذلك ثورة محمد بن النفس الزكية، وهو من أحفاد الإمام الحسن، وغيرها من ثورات العلويين. إضافة إلى العديد من الروايات التي تُحذِّر من المشاركة في أي راية أو لواء قبل ظهور الإمام القائم (الإمام المهدي).
التعاطف مع المظلومين في أي مكان في العالم شيء، والالتزام بالعمل على إزالة الظلم شيء آخر تمامًا. بالتأكيد، يجب على كل فرد أن يسعى، ضمن قدراته، إلى منع الظلم الذي يمكن تجنبه، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الإنسان قد يخلط بين العدل والظلم أو قد يستبدل ظلمًا بآخر.
لكن لا يوجد أي نص في القرآن أو السُنّة أو في الأحاديث يفرض على المسلم أن يبحث عن الظلم في الأراضي البعيدة ليحاربه. والأسوأ من ذلك هو الشعور بأن الإنسان هو منقذ العالم وأن له رسالة عالمية، وهو أمر ينبع، أكثر من كونه شعورًا دينيًا، من وساوس الشيطان ونوع من التكبر الخفي أو الظاهر.
*مقتبس من محاضرة في الأخلاق للسيد مجتبى خامنئي، نجل مرشد الثورة في إيران
Excellent article and very interesting analysis
خبر الشفاف صحيح. وحسب بعض ما يتسرب فإن مجتبى بدأ التحضير لمرحلة ما بعد خامنئي، وأن هذا الملف يشتمل على تغيير بنية النظام السياسي بغية التحول إلى نظام غير ديني.