بيار عقل- باريس
في حديث مع جريدة “لوموند” الفرنسية نُشِرَ، قال الشيخ حارث الضاري، الأمين العام لـ”لجنة علماءالمسلمين” أنه لا يقيم علاقة مباشرة مع الحكومة الفرنسية، وأضاف: “لكنني أقيم علاقات طيبة جداً مع السفير الفرنسي السابق في بغداد، برنار باجوليه، الذي انتقل إلى الجزائر حاليا،ً وقد زرته في الجزائر”.
وأضاف الشيخ الضاري: “لقد تحادث مع قائم بالأعمال أميركي في العام 2004، بوساطة من السيد باجوليه. وكان موضوع البحث هو الإنتخابات العراقية الأولى (التي جرت في 31 يناير 2005). وقد حملت هذه الإنتخابات إلى السلطة حكومة طائفية وحقودة. وقلت للأميركي: “الشيء الوحيد الذي يمكن أن يعيد الهدوء هو رحيلكم. أصدروا بياناً يحدّد جدول أعمال لسحب قواتكم”. فرد الأميركي: “نحن غير موافقين”. ولم أجتمع بالأميركيين منذ ذلك الحين.
كما أكّد الشيخ الضاري أن إبن شقيقه، وإسمه “حارث الضاري” أيضا، “قُتِلَ فعلاً على يد “القاعدة”. وكان ينتمي إلى “كتائب ثورة العشرين”، ولكنني لا أعرف إذا كان رئيسها فعلاً. وحينما أعلنت “القاعدة” قيام “دولة العراق الإسلامية”، تسبّب ذلك بمشكلات مع المقاومة. وقد طلبت “القاعدة” من المجاهدين أن يبايعوها. ووجد المقاومون العراقيون أنفسهم مجبرين على الإختيار بين تسليم أسلحتهم أو التعرّض للهجمات. وقد رفضت بعض الفصائل (مطالب “القاعدة”). وأدى هذا الخلاف إلى وقوع إشتباكات. وقد سقط إبن أخي شهيداً.
ورداً على سؤال: “سبق لك أن انتقدت أبو مصعب الزرقاوي بالصلة مع ذبح الرهائن، فما هو موقفك من “القاعدة” الآن؟
أجاب الضاري: “نحن نميّز بين المقاومة والإرهاب. المقاومة تهاجم المحتلين وأعوانهم العراقيين. أما الإرهاب فيستهدف أبناء الشعب العراقي الأبرياء. لقد أصدرنا أكثر من 400 فتوى تدين الأعمال الإجرامية التي تستهدف المدنيين”.
وقال الشيخ حارث الضاري أن تحالف الأنبار الذي يقوده “عبد الستّار أبو ريشة” لا يمثّل أية قبيلة من قبائل الأنبار ولا أية قبيلة عراقية، وأنه مجموعة من قطاع الطرق والعاطلين عن العمل الذين يساندهم الأميركيون والمالكي..”. وأضاف أن “أبو ريشة وصولي استفاد من أخطاء القاعدة”.
وحول لجوئه إلى الأردن، قال الضاري أن السلطات لم تكتفِ بإصدار مذكرة توقيف ضده، بل أرسلت كتاباً سرّياً إلى جميع السفارات العراقية تطلب فيها مراقبة نشاطه. وأضاف أنه تعرّض للتهديد.
ووصف الضاري علاقاته بالدول العربية بأنها “أصبحت الآن أفضل منها في أي وقت مضى، ولكن دعم هذه الدول يظل معنوياً. ونحن نأمل منها دعماً أكبر عن المستوى الديبلوماسي”