أذكر وأنا في السنة الأولى الجامعية محاضرة تدور حول التحديات الخارجية التي تواجه شبابنا وأمتنا.. العبارة الوحيدة التي تمكنت
من فهمها أننا عرضة للنهش وخصوصا في الخليج..
إلى يومنا لم أعي طبيعة تلك التحديات التي تواجهني كشابة بالضبط.. لأن أحدا لم يحاول تفسيرها بوضوح.. مع كل اختراع تقني جديد تعود إلى الواجهة ذكرى مخاطر تواجهنا في كل المجالات الحياتية والروحية، بشرية تتكالب لتجهز على ما تبقى فينا، لأسباب الإسلام والبترول والخوف من قوتنا.
محاصرون نحن وتحيط بنا المخاطر.. على الحدود، في ساحات الملاعب، خطر الشيعة، طموح إسرائيل، ألوان المنازل، بائعي الزهور الحمراء في الفالنتاين، قصات الشعر، الجينز الضيق، مواقع الانترنت، السياحة في الخارج، دمى الأطفال، الأبراج الشاهقة، النساء السافرات …
كل أمر وراؤه تحد..
في طليعة الشهر الجاري كنت بين المدعوين لمنتدى الفضائيات الذي انعقد في الدوحة برعاية الشيخة موزه المسند رئيسة المجلس الأعلى للأسرة..
كان عنوانه “منتدى الفضائيات والتحدي القيمي والأخلاقي الذي يواجه الشباب الخليجي”
تحديات من جديد!
أما هدفه الذي شاركت بتحديده بالتأكيد رئيسة المجلس الأعلى فوضع إستراتيجية لتوعية الشباب بمخاطر بعض الفضائيات دون المساس بحرية الإعلام ..
رغم أن أعجوبة الفضائيات تقدمة خارجية فليس بالإمكان اعتبارها تحد خارجي، فمحتوى الفضائيات محلي بحت، وهكذا غالبية ما يحيط بنا ونخشاه هو نتاج البيئة المحلية، مثلما الحاكم العربي هو نتاج بيئتنا وتنشئتنا.
ملاك الفضائية التي توصف بالهابطة الهدامة هم عرب ومعظمهم خليجيون..
مشاهدو ومتابعو تلك القنوات عرب وغالبيتهم خليجيون ..
أصحاب الإعلانات التجارية المهتمين بتلك القنوات عرب أيضاً..
أشد البيئات العربية محافظة إذاً هي التي تنتج وهي التي تمول وهي التي تشاهد..
إن كان هناك خطر فالخطر يحدق بنا من داخلنا.. نحن الخطر ذاته.
الجميع يتنافس بنقد الفضائيات بشكل يوحي وكأنها من كوكب آخر، وكأن أحدا لا يشاهدها..
في الجلسات العائلية ، في الحلقات التلفزيونية، عبر أثير الراديو وضمن وثيقة وزراء الإعلام.. الكل ينتقدها.. فمن يشاهدها إذاً؟
تم تحديد الفضائية الهابطة على أنها تلك التي تقدم مشاهد العري وحكايات الشعوذة والمجون.. ولم يذكر أحد الفضائيات الدينية وبرامج الدعوة والصحوة التي تروج للتعصب الديني والمذهبي والإرهاب بطريقة مباشرة وغير مباشرة..
لكن هل الشاب بالفعل هو من يتابع ذلك العري ليتركز خوفنا على مجموعات الشباب كما جاء في عنوان المنتدى؟
خريف العمر هو أكثر من يستمتع بتلك المشاهدة.. ومن متابعة التحقيقات التي يجريها الصحفيون يتضح أن المتزوجين أكثر من يتعرضون للخلافات بسبب تلك المشاهد وأولئك العاريات..
أما السحر والمجون فمعروف أن المغلوبات على أمرهن هن المشاهد الأول والرئيسي لتلك القنوات..
لا مخاطر تحيط بالشاب سوى مجتمع مفكك رجاله منصرفون إلى العري ونسائه بكيفية الحفاظ على أولئك الرجال..
حاورتني صحفية في المنتدى حول رأيي بالفضائيات الهابطة.. قلت لها من يستطيع أن يقيم الفضائية إن كانت صالحة أم طالحة.. ما اعتاد العرف على تسميته بالهابط لا يبدو هابطا لأن ما يعرض على الشاشات العربية من مشاهد أمر مقبول مجتمعيا، يرفضه الناشطين والحالمين بمستقبل أفضل فقط، لكن يقبله الكثيرون بشكل مفاجئ.. تلك المشاهد مستحيل أن تشاهديها في القنوات العالمية وخصوصا وقت الذروة وبعضها لا يعرضها في غير وقت الذروة أيضا.. وإن أردت متابعتها يمكنك عن طريق الاشتراك فقط للتأكد من إمكانية تحكم الأهل بما يشاهده الأبناء والبنات..
أن تخرج مطربة مشهورة تحبها وتقتدي بها ملايين الفتيات بلقطات تعارفت الإنسانية على إباحيتها، وترقص وكأنها في ناد للعري.. بتأوهات ونظرات جائعة.. ويشاهدها ويفرح بها الجميع يعني أننا نعاني انفصام واختلاف بين مبادئنا وأفعالنا..
جاء في عنوان المنتدى عبارة (التحدي القيمي) والمقصود حماية قيمنا وتقاليدنا التي تحاول الفضائيات تدميرها..
فماذا لو كانت تلك الفضائيات بحد ذاتها هي انعكاس لقيمنا وتقاليدنا العريقة؟
ماذا لو أننا لا نملك الهوية المحافظة؟؟ أننا نحيا خدعة اسمها العفة والحشمة..وماذا لو كانت أخلاقيات المجتمع هي الموجهة للإعلام وليس العكس؟
هل يكون دور الإعلام عكس رغبات المجتمع المتعطش للشهوات والكاره للمعرفة أم أن دوره إصلاح فكر المجتمع وانتشاله من قاع الرذائل؟
وحين تتعارض المصلحة الإصلاحية المجتمعية مع رغبات رأس المال بمكاسب وربحية سريعة، فمن يقرر التوجه الإعلامي وقتها؟ من الحكم؟
أملي أن تتمكن الشيخة موزة (القائدة المرأة) من إحداث الإصلاح الإعلامي والمجتمعي تباعاً، الأمر الذي لا أتصور أن تحققه أقوى الوثائق والاتفاقات العربية العتيدة..
قطر لم توقع على وثيقة وزراء الإعلام العرب، لكنها أرادت أن تثبت من خلال المنتدى الذي عقد أن الشيخة موزة جادة بأمر تنظيف الفضاء من تلك المشاهد والشطحات دون الحاجة إلى وثائق قد تؤدي لخنق الجدل السياسي الفكري مقابل تحرير لغة المزمار والكرة السحرية..
في الحفل الختامي جاءت الشيخة موزة بطول فارع وجسد ممشوق لم تتمكن العباءة السوداء الطويلة من إخفاء معالم رشاقته، كما لفت شيلتها حول وجهها بمظهر عصري جديد..
ألقت الشيخة كلمتها الموجزة.. لخصت بها تطلعات المنتدى وأكدت نيتها وجوب التخلص من بعض الفضائيات الهدامة..
هنا تبادر إلى ذهني التنسيق الذي يدور بين القائد العربي وزوجته.. من يدعم الآخر.. ومن تسبب في شهرة الآخر.. وكم زوجة قائد عربي يمكن اعتبارها قائدة عربية، تملك الكاريزما والجدية بالتغيير والقوة…وتجمع بين مهام الزوجة ومهام القيادة..
كم زوجة قائد عربي تمكنت من استغلال التغييرات السياسية ودعم الزوج لها..فقدمت خدمات جليلة لوطنها؟
يتبع عن القائدات الجدد….
Albdairnadine@hotmail.com
كاتبة سعودية
المرأة لا تصلح للقيادة
(القائدة المرأة)
حلوة هذه النكتة
المرأة لا تصلح ابدا للقيادة واكبر دليل عل ذلك
خسارة المرأة للانتخابات في
(اعرق الديمقراطيات)
حيث اعطت اكثر من 70% من النساء
الامريكيات صوتهن لمنافس المرأة اوباما على
حساب هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهدية
اي انه حتى النساء انفسهن لا يثقن بالمرأة
ولا يرضين بقيادتها .
الشيخة موزة.. القائدات الجدد (1)
مجتمع فاسد اختار عقيده فاسدة…وعقيده فاسدة انتجت مجتمع فاسد