من خطف رئيس حكومة ليبيا، السيّد علي زيدان، ولماذا؟
كان السيّد زيدان قد وعد الليبيين بأن يقول لهم “الحقيقة” عما حدث معه يوم الخميس، ولكنه اكتفى بالعموميات مؤكّداً أن عملية اختطافه الخميس “كانت محاولة للانقلاب على الشرعية”.
وقال “لا اعتقد ان اكثر من 100 سيارة مدججة بالاسلحة وتقفل منطقة الفنادق وتمنعها عن المارة دون امر من قيادة (..) هذا الامر محاولة انقلاب على الشرعية”، مضيفاً أن “هناك من يريد ان يحول ليبيا الى صومال او افغانستان جديدة”!
ورغم تكتّم السيد علي زيدان، فقد استطاع “الشفاف” أن يحصل على تفاصيل عملية الخطف والقائمين بها وأهدافها. وتؤكّد معلومات “الشفاف” أن ما حصل في طرابلس يوم الخميس كان “عملية إنقلابية” كاملة.
الذي لم يصرح به السيد علي زيدان هو أن رئيس الموتمر الوطني العام السيد “نوري أبو سهمين“، وهو قريب من “الإخوان المسلمين”، دفع مبلغاً وقدره ١٠٠ مليون دينار إلى الغرفة الأمنية للثوار ليعزز قدرة هذه الميليشيات، وبضغط من “كتلة الوفاء للشهداء” التي يترأسها “عبد الوهاب محمد بن قايد“. وتم دفع المبلغ قبل حوالي أسبوع من خطف علي زيدان.
إن “عبد الوهاب محمد بن قايد” (٥٠ عاماً)، هو الشقيق الأكبر للرجل الثاني سابقاً في تنظيم “القاعدة”، “أبو يحيى الليبي” الذي قُتل بضربة أميركية في باكستان بعد فراره من سجن “باغرام” الأميركي في باكستان.
وكان “عبد الوهاب محمد بن قايد” نفسه يتبع تنظيم “القاعدة”، وحارب هو أيضاً في أفغانستان، ثم حارب في ليبيا ضد نظام القذافي وأخرجه سيف الإسلام القذافي من السجن. ثم دخل إلى المؤتمر الوطني العام كمرشح عن منطقة “مرزق” في الجنوب الليبي. ثم شكل “كتلة الوفاء للشهداء” من المستقلين في المؤتمر الذين لهم اتجاه سلفي”. (وقد حاول دخول السعودية قبل أشهر، ولكن السلطات السعودية رفضت السماح له بدخول أراضيها.)
إذاً، “الغرفة الأمنية للثوار” حصلت على مبلغ ١٠٠ مليون دينار قبل أسبوع او ١٠ ايام من الخطف بضغط من “كتلة الوفاء للشهداء” وبتواطؤ من رئيس المجلس الوطني المقرّب من “الإخوان”. ومعلوم أن حاول “الإخوان المسلمين”، وحزبهم “العدالة والبناء”، قد حاولوا منذ فترة أن يرغموا زيدان على الإستقالة. وعندما رفض زيدان الإستقالة، ولم يحصلوا على النصاب القانوني لإسقاطه، قرر “بن قايد” بالإتفاق الضمني مع الإخوان المسلمين القيام بمحاولة الإنقلاب!
كانوا ينوون قتله!
فدفع السيد بن قايد بكتائبه المسلحة (وبالمناسبة، فالذين قاموا بالعملية هم أنفسهم الذين حاصروا المؤتمر والوزارات من أجل فرض قانون العزل السياسي قبل أشهر)، وهي أكثر من ١٠٠ سيارة مجهزة بأسلحة، واختطفوا علي زيدان وكانوا ينوون قتله!
ولكن مجموعات مسلحة صغيرة أخرى تناوئهم استطاعت أن تكتشف مخبأه وأن تهاجمه، وكان في صفوفها مدنيون ومسلحون. فأسقط في يد “بن قايد” والإخوان المسلمين، وحاولوا أن يتبرأوا من المسؤولية لأنها انكشفت.
ليبيا “إمارة إسلامية”
ولكن الشيء الذي يجب أن يُعرف هو أن بن قايد وكتائبه تريد قيام الدولة ولكن على مقياسها، أي اعلان ليبيا “إمارة إسلامية”! و”الإخوان”، كعادتهم حاولوا ان يستغلوا هؤلاء بمكر ودهاء لينقضوا عليهم في الوقت المناسب. ويبدو أن رئيس المؤتمر السيد نوري بو سهمين، القريب من “الإخوان”، كان متفقاً مع الجماعة الخاطفة إما طمعاً في ترؤس “دولتهم” أو خوفاً منهم!
السؤال الذي يبرز الآن، أين اختفت كل هذه القوة الضاربة هل ابتلعتها الأرض (١٠٠ سيارة مجهّزة ومسلحة) أم هل ستعاود الكرة وتسعى للإنقلاب مجدداً؟
مما يعني أن ليبيا ستبقى في مهب الريح.
“الشفاف” خاص: “بن قايد”، شقيق “أبو يحيى الليبي”، خطف علي زيدان وكان ينوي قتله و”الإخوان” متواطئون
عندما يصبح الأخوان متنفذون في بلد، فستتفشى الفوضى والمؤآمرات والشر في أرجائه..