يؤيد ما لا يقل عن 71% من السويسريين، من جميع المناطق اللغوية في الكنفدرالية، حظر تغطية الوجه في الأماكن العامة على المستوى الوطني، وفقا لسبر آراء أجرته اثنتان من صحف الأحد الواسعة الإنتشار.
في نسختهما الصادرة يوم الأحد 28 أغسطس 2016، نشرت كل من “لوماتان ديمونش” (الناطقة بالفرنسية في لوزان بكانتون فو)، و”زونتاغس تسايتونغ” (الناطقة بالألمانية في كانتون زيورخ)، نتائج استطلاع الآراء الذي كشف أن 55% من المُستجوبين يدعمون المبادرة التي أطلقتها لجنة “إيغيركينغن” في شهر مارس الماضي، والداعية إلى حظر تغطية الوجه في الأماكن العامة بجميع أنحاء سويسرا، أو ما يشار إليها بالمبادرة المضادة لارتداء النقاب أو البرقع.
وقال 16% من المشاركين أنهم “موافقون إلى حد ما”، فيما أوضح 9% أنهم “معارضون إلى حد ما”، بينما رفض المبادرة 17%. أما الذين لم يتخذوا أي موقف من المبادرة فكانت نسبتهم 3% فقط.
دعمُ حظر تغطية الوجه في الأماكن العامة كان مُهما في صفوف الرجال (73%) والنساء أيضا (69%)، وكذلك في مختلف المناطق اللغوية في سويسرا، بحيث بلغ التأييد 72% في الكانتونات المتحدثة بالألمانية، و70% في سويسرا الروماندية (الناطقة بالفرنسية).
أما في كانتون تيتشينو الجنوبي المتحدث بالإيطالية – حيث دخل حيز التطبيق يوم 1 يوليو الماضي، قانون يمنع إخفاء الوجه- فقد أيد المشاركون في سبر الآراء مقترح الحظر بنسبة 85%.
وبدا الإنقسام الأيديولوجي واضحا من خلال الإنتماء الحزبي للمُستجوبين، فبينما دعم المبادرة 96% من الناخبين المؤيدين لحزب الشعب السويسري (يمين شعبوي)، استقرت نسبة مؤيدي المبادرة في صفوف ناخبين حزب الخضر في 33%.
ويبدو أيضا انقسام كبير في صفوف أتباع الحزب الإشتراكي بحيث تبلغ نسبة المؤيدين 47%، والمعارضين 49%. وبالنسبة للحزب الليبرالي الراديكالي (يمين) يصادق الناخبون على نص المبادرة بـنسبة 73%، مقابل 75% لأتباع الحزب الديمقراطي المسيحي (وسط يمين).
*
مبادرة لحظر النقاب على المستوى الوطني
تريد “لجنة إيغيركينغَن” [التي تضم مجموعة من السويسريين المنتمين إلى تيارات سياسية يمينية متطرفة] التي يترأسها فاتَر فوبمانّ، عضو المجلس الوطني من سولوتورن، والتي سبق لها وأن حققت نجاحاً بالمبادرة الداعية إلى حظر بناء المزيد من المآذن في سويسرا، أن تُثَبِّتَ – على غرار كانتون تتشينو – حظراً على إرتداء النقاب على المستوى الوطني هذه المرة. ولتحقيق هذه الغاية، تم في مارس 2016 إطلاق المبادرة الشعبية الفدرالية “نعم لحظر النقاب”.
بدورها، قامت المستشارية الفدرالية بتدقيق المبادرة وأعلنت عن صلاحيتها. ويقع على عاتق المروجين للمبادرة الآن تجميع 100,000 توقيع صحيح حتى 15 سبتمبر 2017.
وفي حال الموافقة على فرض حظر عام على النقاب والبرقع، سوف تتأثر مدينة جنيف بطبيعة الحال، والتي لا تظهر تحمساً كبيراً لمثل هذا الإحتمال بوصفها مركزاً للعديد من المنظمات الدولية.الشيء نفسه يمكن أن يقال عن مناطق سياحية أخرى في سويسرا مثل منطقة “بيرنَر أوبرلاند” (الريف الجبلي لكانتون برن) وبالخصوص مدينة إنترلاكن، التي تمثل وجهة محببة للكثير من السياح العرب، والتي لا تبدي أي حماسة لاحتمال فرض حَظر على إرتداء النقاب والبرقع.