تعرضت الوقفة الاٍحتجاجية الرمزية التي نظمتها اللجنة الدولية لمساندة الحقوق الأمازيغية بليبيا والصحراء الكبرى، أمام القنصلية الليبية بالرباط زوال الجمعة 20 أبريل 2007 احتجاجا على ما جاء في خطاب العقيد القدافي لمنع تعسفي غير مبرر.
وأكدت اللجنة الدولية لمساندة الحقوق الأمازيغية بليبيا والصحراء الكبرى، في بيان لها موجه إلى الرأي العام الوطني والدولي أن منع هذه الوقفة الاحتجاجية كان مصحوبا بإجراءات أمنية مشددة، وتطويق أمني مبالغ فيه فـُرض على الطرقات والمنافذ المؤدية إلى مبنى القنصلية الليبية، فضلا عن بعض الاستفزازات التي طالت بعض النشطاء المتظاهرين وأعضاء اللجنة من قبل بعض المسؤولين الأمنيين الذين اعتبروا رفع الشعارات واللافتات وكذا التظاهر أمام مبنى القنصلية غير مسموح به…
واعتبرت اللجنة أن هذا التعامل يدل وبشكل واضح وجلي على هشاشة ووهن الأطراف والجهات المعادية للحق الأمازيغي بمختلف أشكالها ومواقعها، وبرهان ساطع على أن كل تلك الأطراف مجتمعة، وبكل نفوذها وسلطاتها وسفاراتها وأنظمتها أضعف من صرخة حق وكلمة عدل.
واعتبرت اللجنة في ذات السياق أنه بالرغم من هذه الإجراءات فقد استطاعت اللجنة الدولية لمساندة الحقوق الأمازيغية بليبيا والصحراء الكبرى تسليم ممثل القنصلية رسالة مفتوحة إلى العقيد معمر القـدافي حاكم الجماهيرية الليبيـة ( أنظر الرسالة).
وحييت اللجنة كل الفعاليات المدنية والسياسية الأمازيغية سواء منها تلك التي شاركت في الوقفة الرمزية أمام مبنى القنصلية الليبية أو التي ساندتها طيلة هذه المعركة ضد خصوم وأعداء الثقافة الأمازيغية، كما شكرتها على سلوكها المتزن والحذر ونجاحها في عدم السقوط في بعض الاستفزازات التي مارسها بعض أعضاء السلطات العمومية والأجهزة التابعة لها، إذ أن بعض المسؤولين كانوا يتهيِؤون لقمع وضرب المتظاهرين لولا رد الفعل الإيجابي الذي أبداه مسؤول بالقنصلية، في آخر لحظة، وذلك بقبول تسلم رسالة اللجنة المذكورة.
ويذكر أن هذه الوقفة الاحتجاجية السلمية أمام مبنى قنصلية ليبيا تأتي في إطار المعركة الاحتجاجية التي سطرتها اللجنة الدولية لمساندة الحقوق الأمازيغية بليبيا والصحراء الكبرى، حيث تم إصدار أرضية تضمنت موقفها من خطاب الحاكم الليبي، وكذا التوقيع على عرائض استنكارية، كما تم تنظيم ندوة دولية حول موضوع “الأمازيغية في شمال إفريقيا” بمشاركة نخبة من الأساتذة المنتمين إلى بعض بلدان شمال إفريقيا.
وجدير بالإشارة في هدا الباب أن هده الوقفة الاحتجاجية الرمزية أمام القنصلية الليبية تعد الأولى من نوعها على اعتبار أن “الفاتـح” كان دائما يعتبر أن الشارع “العـربي” هو السند الأساسي لمشروعه الثقافي والسياسي سوار العربي القومي أو الإفريقي.
ومن المتوقع أن تسطر اللجنة المذكورة، بعد نجاحها في تسليم سفير ليبيا بالمملكة المغربية رسالة احتجاجية إلى العقيد القدافي، برنامجا نضاليا جديدا يتضمن أشكال احتجاجية متقدمة لمواجهة الخطر الذي أصبح يهدد الوجود الأمازيغي بشمال إفريقيا.
*
نص الرسالة الاٍحتجاجية
سيادة العقيد : معمر القذافي ..
“إن ما جاء في خطابكم بتاريخ فاتح مارس 2007، من إنكار للوجود الأمازيغي وفرضية اٍنقراضه ونهايته، وتغليبكم لطرح الاٍنتماء للجنس العربي الخالص على عموم ساكنة شمال أفريقيا، فضلاً عن أنه كلام مرفوض ومفند بحكم الواقع الذي نحياه اليوم كأمازيغ نعد بالملايين من سيوا شرقا إلى جزر الكناري غربا وكل صحرائنا الكـبرى، فهو كذلك قول مرفوض ومفند تاريخيا وعلميا.، وما مماطلتكم عن الوفاء بوعدكم لرئاسة الكونغرس الأمازيغي العالمي ، بشأن عقد ندوة دولية بعاصمتكم طرابلس للحسم في هذا الأمر ، إلا دليلا على أن سيادتكم على علم مسبق بما كانت ستفضى إليه تلك المناظرات العلمية.
سيادة العقيد: معمر القذافي…
إن ما جاء على لسانكم من تهم موجهة لنشطاء الحركة الأمازيغية ، الداعين والعاملين على حماية الهوية واللغة والوجود الأمازيغي فوق أرضه ، بأنهم عملاء للاستعمار، ودعوتكم العلنية لسحقهم وأفكارهم ، أنما تـُعد تهديدا صريحا، وبمثابة إعلان للعداء من طرفكم تجاه العمل الأمازيغي السلمي المتحضر، وهو الأمر الذي لن يزيدنا كعناصر الحركة الأمازيغية ككل، ومن ضمننا إخواننا أمازيغ ليبيا، إلا إصرارا وتشبثا بقضيتنا العادلة النزيهة.، وننبه إلى أن تصريحات كهذه لن تزيد الأوضاع في منطقتنا إلا توترا وتصعيدا، وهو الأمر الذي نأمل أن نتحاشاه وأن نتجنبه، مع اٍستعدادنا لمواجهته إن هو فـُرض علينا .
وختاما سيادة العقيد : معمر القذافي
نأمل من سيادتكم التدبر ملياً في هذا الشأن والتعامل معه بمسؤولية تاريخية وأمانة”.
اللجنة الدولية لمساندة الحقوق الأمازيغية بليبيا والصحراء الكبرى