ليس من المستغرب أن يكون ضمن حركة فتح الإسلام في لبنان من يحمل الجنسية السعودية… بعدما اثبت بعض السعوديين المتشددين (اصحاب الفكر الضال حسب تعبير الجهات الحكومية في السعودية) من خلال اغلب العمليات الإرهابية أو المسلحة -التي تتبناها القاعدة والحركات الإسلامية… في السعودية والوطن العربي والعالم- أنهم في طليعة من يحمل فكر جماعة القاعدة، ورأس حربة الدفاع عن الفكر السلفي المتشدد الذي يؤمنون به!
إن السعوديين المتشددين يشكلون فئة قليلة في وسط المجتمع السعودي ولكن هذه الفئة استطاعت من خلال اعمالها الشنيعة داخل وخارج السعودية ان تشوه سمعة الوطن والمواطنين السعوديين وهذا ما يشكل خطورة كبيرة!
لقد وجد الإرهاب في السعودية من خلال عقول بعض السعوديين البسطاء بيئة مناسبة وحاضنة مهيأة للنمو بسبب أساليب التربية والتعليم والمؤسسات الدينية والإيمان بالفكر الواحد، بالإضافة إلى الانغلاق وحالة الغرور التي يشعر بها بعض السعوديين بأنهم هم من يمثلون أصول العروبة النقية والدين الإسلامي الأصيل، وانهم حماة الدين.
كما وجد الإرهاب من خلال هولاء الذين يؤمنون بفكر الصحوة والتشدد وضرورة نشر رسالة خاتم المرسلين الإسلام حسب عقيدتهم الدعم المادي الذي ساهم في نشر أفكار هولاء ونموه وصعوده وجذب المزيد من الكوادر والمتطوعين لهذا الفكر من أنحاء العالم اذ إن السعوديين ومن خلال ما فتح الله عليهم من رزق كريم واتصافهم بالكرم والعطاء دعموا ماديا بحسن نية وحسب المعتقد الديني الذي تبلغه المراكز والجمعيات الدينية الإسلامية على مستوى العالم والتي ظهر أنها لها علاقة بالإرهابيين.
كما إن السعودي المتشدد وبما يتصف به من شهامة وطيبة (تصل إلى حد السذاجة احيانا) بمجرد كلمة أو موقف أو شعار إسلامي أو من خلال الادعاء بان هذا العمل “الارهابي” يؤدي إلى دخوله الجنان كما خلقته أمه بدون حساب أو عقاب.. يكفي لإظهار حميته على الدين ليصبح في خلال لحظات إلى إنسان على استعداد كامل أن يبادر ليقدم نفسه كبشا للفكر، وان يدفع المهر نقدا للأمير ليزف للعروس عبر عملية انتحارية بحيث يسقط في أحضان (حور العين) وهو متزين بالدم والأشلاء المقطعة وهذا ليس سهلا! .
ولقد استغل السعودي الذي يحمل هذه الأفكار الدينية السلفية المتشددة خير استغلال من قبل المنظرين والمفكرين المتشددين من داخل وخارج السعودية ليكون قنبلة جاهزة أن تنفجر في أي زمان ومكان.
ان السبب الرئيسي في وصول السعودي المتشدد إلى هذه المكانة يعود بدرجة كبيرة للفكر الديني الذي تحول إلى عقيدة تركزت من خلال الجهات التعليمية والمساجد والمؤسسات الدينية والإعلام، ورجال الصحوة الذين جعلوا منه الممثل والفاهم الوحيد للدين الإسلامي، والمحامي الوحيد عن الرسول الأعظم ص وعن صحابته، والمدافع بالدم عن بيضة الإسلام. بالإضافة إلى تمجيد الانتصارات التي تحققت على أيدي أصحاب هذا الفكر على الساحة الأفغانية وبعض الدول، وصناعة شخصيات سعودية معظمة (للذين جاهدوا واستشهادوا) يفتخر بها من قبل الشباب الذي وجد فيهم القدوة نتيجة ما يحمله من غرور ديني.
واصبح من البديهي في الوقت الحاضر شيوع كلمات تقول: إذا سمعت بعمل إرهابي في أي مكان … فابحث عن السعوديين بينهم!
والحقيقة ان السعوديين المتشددين يشكلون فئة قليلة في وسط المجتمع السعودي ولكن هذه الفئة استطاعت من خلال اعمالها ان تشوه سمعة الوطن والمواطنين السعوديين وهذا ما يشكل خطورة كبيرة!
اخيرا
من ينقذ سمعة المواطن السعودي من تهمة الارهاب، وما هي الاليات العملية؟
ali_slman2@yahoo.com
* السعودية