كما هي العادة في كل عام مع الإجازة المدرسية الصيفية الطويلة… يتم حزم حقائب السفر..وتنطلق قوافل المسافرين الخليجيين إلى خارج أوطانهم لأسباب متعددة وبأسماء متنوعة تارة باسم السياحة الترفيهية والاكتشاف والتعرف على العالم، و تارة باسم السياحة الدينية أو الاستشفاء، وأحيانا لأجل الهروب من الحر وتغيير الروتين.
في السنوات الأخيرة أصبح المجتمع الخليجي هدفا مباشرا للشركات السياحية في العالم التي تحاول جذب السائح الخليجي عبر عدد من الأساليب الدعائية والتسويقية والأسعار المشجعة وعدد من المغريات الأخرى.
وبفضل ذلك أصبح السائح الخليجي موجودا في جميع دول العالم لقضاء السياحة بحسب ما يريد، حيث تستعد كل دولة بتوفير البرامج والأجواء التي تناسب المجتمع الخليجي من جميع الشرائح عوائل وعزاب.. كيف لا مادام الخليجيون يصرفون أكثر 30 مليار دولار “نصيب السعوديين منها نحو 17 مليار دولار” سنويا.. كما يبلغ عدد السياح السعوديين إلى الخارج أكثر من 3 مليون سنويا.
هل يتم التخطيط مسبقا لهذه السفريات في تحديد الميزانية واختيار البلد المناسب؟
هل السفر السنوي لأبناء الخليج ضرورة أم ترف؟
هل السفر مجرد انتقال من موقع إلى موقع آخر فقط؟
هل يتم الاستفادة من السفر بشكل ايجابي أم انه باب للسقوط في المحظورات؟
كيف يتعامل الخليجيون مع الحملات الإعلامية للسفر والسياحة التي تستهدفهم مباشرة؟
كيف تنظر المرأة الخليجية للسياحة وماذا تريد، وكيف تحافظ على خصوصيتها بمراعاة خصوصية البلدان المحددة للسفر والمشهورة بالتحرر؟
ما هي السبل للوقاية من السقوط في براثين الشياطين الذين يحاولون استغلال المسافر الخليجي؟
للسفر أهمية في حياة الشعوب ففيه فوائد كثيرة وان كان منها ما جاء (وسافر ففي الأسفار خمـس فـوائــد تفرُّج همِّ، واكتســـاب معيشــة وعـلم، وآداب، وصـحـــبــة ماجــد) والمجتمع الخليجي عاشق للسفر منذ زمن طويل في طلب المعيشة والرزق والعلم والمعرفة والأمن والأمان.. ومع الطفرة النفطية وزيادة الوعي والانفتاح على العالم أصبحت السياحة الخارجية وأخيرا الداخلية جزءا من حياة المواطنين الخليجيين الذين أصبحوا مستهدفين بشكل مباشر من قبل شركات السياحة العالمية بجميع الوسائل والطرق.
السياحة صناعة
السياحة علم وصناعة يحتاج السائح إلى التعرف على خباياها، وان يضع الخطط المناسبة له، وتحديد البلد والوقت المناسبان، واستغلال العروض التي تطرح. كما ان السفر العائلي يختلف عن الفردي، والبلد الخليجي المحافظ يختلف عن البلد الآخر المنفتح، والبلد الإسلامي يختلف عن غيره، فكل بلد له خصوصياته وقوانينه وعادته وتقاليده..وعلى المرء مراعاة تلك القوانين والعادات.
فالمسافر سفير لمجتمعه ووطنه وأمته ولهذا عليه أن يحترم نفسه ويحترم مجتمعه … عبر احترامه لقوانين وعادات البلد المحدد، وممارسة الطرق الصحيحة والسليمة، والبعد عن الممارسات الخاطئة التي تعطي صورة سيئة… أي لابد أن يكون بقدر المستطاع نموذجا ايجابيا.
والسياحة تنقسم إلى عدة أقسام وكل قسم له أعداد وتهيئة وسلوكيات معينة: فالسياحة الدينية على سبيل المثال تختلف عن السياحة المعرفية والاكتشافية والترفيهية والمؤتمرات كما ان السياحة الاستشفائية لها أجوائها.
صور سلبية
للأسف الشديد هناك من يسيء لنفسه ويشوه صورة بلاده ومجتمعه من خلال سلوكياته في السفر حيث شهدت بعض الدول التي يسافر إليها الخليجيون بعض الصور السلبية والملاحظات والأعمال التي تخالف روح السياحة، مما تعرض السائح الخليجي للاستغلال والابتزاز والخداع والسقوط في المحظور بأساليب متعددة (وقد نشرت الوسائل الإعلامية بعض هذه الأحداث ) ومن الملاحظات على سفر الخليجيين:
الإسراف في الإنفاق بدون تخطيط … فالبعض يتباهى بالبذخ والصرف في السفر بالرغم من وضعه المادي الحقيقي حيث إن البعض يقترض مبالغ من البنوك أو من الآخرين، والبعض يبيع بعض ممتلكاته لأجل السفر… والمصيبة تقع بعد السفر حيث يدخل المسافر في أزمة مادية خانقة عبر الديون.
افتقاد البعض للوعي السياحي السليم بالإضافة إلى عدم وجود برامج وخطط للسفر مسبقة… تؤدي دائما إلى وقوع السائح الخليجي في مآزق.. إذ يسكن البعض في مواقع غير مناسبة امنيا… نتيجة الجهل والثقة بالآخرين… والسهر حتى وقت متأخر جدا في أجواء …، والنوم طوال النهار.. والتسكع في الطرقات والأسواق بدون هدف مفيد… مما يؤدي إلى سقوط بعض الشباب من الجنسين في المحظور، والتعرف على عادات غير حميدة… نتيجة غياب الهدف والبرامج الهادفة.
كما ان بعض الشباب من الجنسين وبالذات الفتيات يقعن في المحظور بسبب التعامل مع أبناء البلد الجديد…، وارتداء ملابس تجعلهن في مواقع ملفتة وأحيانا محرجة… نتيجة عدم الوعي السياحي، ونقص الخبرة في التعامل مع الآخرين في أجواء الانفتاح المختلفة عن أجواء البلد الأصلية، وعدم التثقيف الحقيقي بالمعلومات المفيدة عن البلد وعاداته.
كما ان هناك أخطاء وملاحظات كثيرة تحدث خلال السفر بقصد أو من غير قصد ومعظمها تقع بسبب الجهل.
الوعي السياحي
إن هذه الأخطاء التي تتكرر في كل عام ما هي إلا دليل على وجود مشكلة، وعدم السعي إلى معالجتها بالطرق السليمة!
أول الحل الاعتراف بالمشكلة… وبعد ذلك إيجاد ورش عمل اجتماعية لرفع مستوى الوعي لدى أبناء المجتمع من جميع الشرائح عبر جميع الوسائل السمعية والمرئية والمكتوبة ومشاركة أصحاب الشأن من علماء وأكاديميين متخصصين وكتاب وفنانين.
كما على من يريد السفر أن يحاول إيجاد إجابة مناسبة للأسئلة التالية:
لماذا السفر، ولماذا تم اختيار البلد المحدد، وما هي قوانينه وعاداته؟
ما الأعمال التي ينبغي القيام بها قبل السفر(التخطيط)؟
كيف يمكن تجهيز الأموال اللازمة للسياحة الدينية؟
هل يستحق السفر لمدة أيام محددة الدخول في أزمة مادية خانقة طوال العام؟
ما الوسيلة المناسبة للسفر ماديا وصحيا وامنيا؟
ما هي حدود مسؤولية مكاتب السفر والسياحة (الشركات السياحية)؟
أيهما أفضل السفر بشكل جماعي عبر حملة أم بشكل فردي؟
.ما هي الملابس المناسبة في السفر للدولة المعينة؟
هل تم وضع البرامج المناسبة لجميع أفراد العائلة التي تتكون من الوالدين رجال ونساء و أطفال وأحيانا كبار السن.. فالسفر ليس لرب الأسرة فقط؟.
هل يعني السفر للخارج التخلي عن بعض الضوابط والعادات والتقاليد؟.
ماذا تفعل المرأة المسلمة في البلدان المنفتحة لكي لا تصبح في موقع محرج، وبدون التنازل عن عفتها والتزامها الشرعي؟
ماذا يشتري السائح؟.
وأخيرا
هل السفر “السياحة” مجرد انتقال من موقع إلى موقع آخر فقط “نوم واكل وسهر حتى الصباح ومضيعة للوقت، والتخلي عن القيود الاجتماعية والأعراف والتقاليد”، أم السفر فرصة للتعلم والاستفادة من تجارب أهالي البلدان المحددة على الصعيد الثقافي والتاريخي والتراثي… بالإضافة إلى الترفيه”؟
ali_slman2@yahoo.com>
* كاتب وباحث سعودي
السائح الخليجي بين الموروث والمحظور
على الرغم من الفوائد المفترضة في السفر فغنه من الجدير ان نقرا السفر و السياحة في ضوء واقع الأمم السياحة بالنسبة للعربي المكبوت في حريته وحقوقه الدنيا تمثل مناسبة للتفجير ماتختلج به النفس من مكونات الحرمان الدي ياتي بالصفة حددها المقال على العكس من دلك فغن سفر الأمم التي تعيش الحرية يكون غمتداد وتعبير وتجسيد لهده الحرية ويكون سفرا مسؤولا وعلى العموم فإننا نعيض حالة سفر حقيقية نحو مزيد من التخلف الحضاري