ساد التفاهم العميق اللقاء الذي جمع اليوم الاثنين رئيس كتلة المستقبل النيابية والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي زاره السنيورة على رأس وفد من كتلة المستقبل مهنئا بتعيينه كاردينالا.
مصادر المجتمعين قالت إن السنيورة حمل الى البطريرك الراعي ثلاثة ملفات بلغ التفاهم بينهما عليها حد التطابق في وجهات النظر لطريقة معالجتها.
وتضيف ان الملف الاول في جعبة السنيورة كان الشأن الحكومي، حيث عرض بإسهاب لإخفاقات الحكومة الحالية، على مدى عشرين شهرا الماضية، في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وصولا الى الامنية التي توجت باغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن. وأضاف السنيورة ان لا إستقرار على أي مستوى مع هذه الحكومة.
وتقول المصادر ان البطريرك الراعي، رد بأنه غير متمسك بهذه الحكومة، إلا أنه تمنّى على الرئيس السنيورة عدم أخذ الأمور بالتصعيد الى حالة الفراغ.
من جهته رد الرئيس السنيورة على هواجس البطريرك الراعي قائلا:” إن الدستور اللبناني واضح وضوح الشمس، “لا فراغ في سدة رئاسة الحكومة”، وهناك آليات دستورية يتم العمل بموجبها لتشكيل الحكومة في لبنان، مشيرا في الوقت نفسه الى أن إستقالة الحكومة لا تعني الفراغ، بل حكومة تصريف أعمال الى حين تشكيل حكومة جديدة، وعدد الرئيس السنيورة حالات عدة لحكومات تصريف أعمال أعلنت حالة الطوارىء في البلاد، مضيفا ان حكومته التي عانت من “المقاطعة” أعلنت الحرب على تنظيم “فتح الاسلام” الارهابي في الشمال.
عندها، تضيف المصادر، ان البطريرك الراعي سأل الرئيس السنيورة عن برنامج الحكومة المقبلة، فرد الاخير بان إعلان بعبدا الذي وافق عليه أطراف طاولة الحوار سيشكل برنامج الحكومة المقبلة. وأضاف الرئيس السنيورة ان المطلوب “حكومة تكنوقراط” او “حكومة إنقاذ”. فالتسمية ليست مهمة، مشيرا الى ان قوى 14 آذار تكون بذلك قطعت نصف الطريق في اتجاه الفريق الآخر نحو حل الازمة السياسية في البلاد، والمطلوب من الفريق الثاني ان يلاقينا نحو منتصف الطريق.
اما الملف الثاني فكان قانون الانتخابات، حيث بادر البطريرك الراعي ضيفه إنه يعمل على قانون يريح اللبنانيين وليس المسيحيين فقط.
فرد السنيورة من جهته، إن ما يسمى “القانون الارثوذكسي” يناقض الدستور واتفاق الطائف، وهو يعني تعميق الشرخ الطائفي والمذهبي في البلاد، مشيرا الى ان اتفاق الطائف نص على إنشاء مجلس للشيوخ يحفظ مكانة الطوائف.
اما في الملف الثالث تشير المصادر الى اتفاق الرئيس السنيورة والبطريرك الراعي على ضرورة دعم توجهات الرئيس ميشال سليمان الذي تزداد ثقة اللبنانيين به يوما بعد يوما، كما انه يحظى بثقة واحترام المجتمع الدولي والمجتمع العربي على حد سواء.
واتفق الرئيس والبطريرك على دعم مواقف الرئيس سليمان السيادية والوطنية والتعاطي معه على انه حَكّم وفوق الصراعات الداخلية.
وفي نهاية اللقاء قال البطريرك الراعي للرئيس السنيورة “اتفقوا مع الرئيس سليمان على تغيير الحكومة، والآليات التي يمكن اعتمادها، وانا معكم”!