أعلن الرئيس علي عبدالله صالح الثلاثاء تفويضا ًكاملاً لعلماء الدين اليمن لتفادي ماوصفها بالفتنة جراء الاقتتال الدائر بين القوات الحكومية وأنصار الحوثي.
وقال رئيس الجمهورية الذي كان يتحدث في افتتاح المؤتمر العام لعلماء اليمن “أفوض هذا المؤتمر، مؤتمر علماء اليمن المنعقد في صنعاء تفويضاً كاملاً بعمل كل ما يجنبنا الفتنة ويحقن دماء اليمنيين”.
واستعرض الرئيس أمام علماء الدين الخطوات التي سبقت الحرب الرابعة في صعدة والمفاوضات التي تعثرت قبيل اندلاع القتال.
وطلب إلى العلماء تقديم طلبات الحوثيين ووعد بتنفيذها في حال أقرها العلماء
وأقر الرئيس صالح بأثر الحرب قائلاً “هناك شلال من الدماء, لا لشيء سوى أن تلك العناصر الضالة تأبى إلا مواصلة غيها وصلفها وتعنتها, لا لشيء إلا أنها تقول بالحرف الواحد: مر على الثورة 46 سنة، والآن يجب أن يعود الحكم إلينا, إلى البطنين”.
وقال رئيس الجمهورية مفوضاً العلماء “اذهبوا إلى تلك العناصر واسألوها ماذا تريد؟ نحن نفوض العلماء إسألوهم ماذا يريدون؟ .. لماذا يسفكون الدماء”. وأضاف: ليس هناك مانع إذا أرادوا أن يعلنوا حزب سياسي غير عنصري غير فئوي غير مناطقي وفقاً لماتضمنه الدستور والقوانين, فلا مانع ، أن ينشئوا لهم حزب سياسي ويمتلكوا صحيفة يعبرون من خلالها عن رأيهم”.
وتابع مؤكداً: إذا ما أرادوا حزباً سياسياً فلهم ذلك وإذا أردوا الدخول إلى القصر الجمهوري فبإمكانهم ذلك عبر صناديق الاقتراع”.
وشكا صالح طويلاً للعلماء ماقال إنها تهم توجه إلى نظامه بالتضييق على الزيدية ودعم الوهابية. وقال بهذا الخصوص “اتهمونا أننا ندعم الوهابيون وهذا مايجي في مقابلاتهم وفي أحاديثهم أننا دعمنا الوهابيين ضد الحوثيين ودعمنا الحوثيين ضد الوهابيين ودعمنا السلفيين وهكذا لخلق بلبلة وخلق فتنة داخل الشعب”.
ونفى تلك التهم قائلاً “أنا عمري ستين سنة وخلالها صليت مع غيري، بعد أئمة الشافعية ولم يعترض علينا أحد، كما صلينا بعد أئمة الزيدية ولم يعترض علينا أحد لا من المواطنين ولا من العلماء ،واليوم يفترون علينا بالقول إننا نمنع كتب الزيدية”.
وأضاف “نحن مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، لافرق لا بين هاشمي ولا بين علوي ولابين قحطاني، نحن أمة واحدة في اليمن(..)إقرأ ما تريد من كتب ،اقرأ الزيدية والشافعية والحنبلية ، فليس لدينا أي مشكلة، ونحن كذلك لسنا ضد الشيعة ولا أي مذهب (..)لا نريد في اليمن أن تشتعل فتنة بسبب تفاصيل صغيرة”.
من جهته شدد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر على ضرورة معالجة قضية صعدة بقوة وحزم من جهة العلماء.
وطلب رئيس مجلس النواب في كلمة مقتضبة إلى العلماء “موقفاً عظيماً” إزاء ماقال إنها فتنة أشعلها من وصفهم بالمرجفين والمضللين.
ويحرص الرئيس على التسلح بموقف حليفه الشيخ الأحمر في الأوقات الصعبة التي يشعر فيها بتحدٍ حقيقي يتهدد نظامه.
وكان قد جهد أثناء الانتخابات الرئاسية الأخيرة للحصول على تأييد علني من شيخ مشايخ حاشد الذي كان يقضي فترة علاج في المملكة العربية السعودية.
يذكر أن الشيخ عبدالله الأحمر كان قد دعا عدد من مشايخ صعدة الأسبوع الماضي إلى الوقوف ضد الحوثيين وهو ماأثار ردود فعل غاضبة من المشايخ الذين رأوا في ذلك تدخلاً “حاشدياً” في شأن خاص بهم.