ليس واضحاً ما هي المعطيات، أو إستطلاعات الرأي، التي استند إليها الرئيس ميشال سليمان لكي يعلن أن “”أن نتائج الانتخابات ستكون متقاربة بفارق نائبين، ولذلك موقع المعارض سيكون أقوى من الموالي برفع الصوت”! فهل يعبّر هذا الكلام عن تمنيات الرئيس التي تتيح له النتائج المتقاربة أن يلعب دور “الحَكَم”، أم أن هذا الكلام هو رسالة تطمين للمعارضة لتمرير الإنتخابات بدون عنف؟
*
وطنية – 13/5/2009 أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في حديث الى “الحوادث” وشقيقاتها “لاريفي دي لبنان” و”البيرق” و”الموندي مورننغ” ان “خطتي هي وضع الرجل المناسب في المكان المناسب”.
وقال: “ألمس تطورا في سياسة الرئيس الاميركي باراك اوباما وواشنطن تجاه القضية المركزية العربية وايران”، مؤكدا أنه سيلتقي الرئيس الاميركي “عندما تسنح الفرصة لذلك”.
وأكد “أن لا عائق أمام تعيين المجلس الدستوري، واننا نحاول انتقاء الجيدين الحائزين أكثرية ثلثي أعضاء الحكومة، ولا يجوز أن تجرى الانتخابات النيابية دون تعيين الاعضاء الباقين منه”.
ووصف الأوضاع اليوم بأنها “مريحة حتى لو كانت عجلة الادارة لم تنطلق بعد كما يجب وبشكل صحيح”.
وأوضح “أن مجلس الوزراء قدم اداء كبيرا على المستوى السياسي والامني في البلاد”، مشددا على “أن المسعى في لبنان هو لتأليف حكومة توافق وطني عليها أن تشبه الدستور وتكون ميثاقية. ولا يحق لنا ان نفرض تمثيلا طائفيا غير سياسي”.
وسأل الرئيس سليمان ردا على سؤال: “لماذا حسم حصة الرئيس بالثلث المعطل؟. ربما أكثر لانه سيكون مسؤولا عن التوازن في الحكومة”.
وأضاف: “تبين لنا قبل انتخاب رئيس الجمهورية أن هناك ثغرة كبيرة تمثلت بنصاب جلسة الانتخاب، هل هو بالنصف زائدا واحدا او بالثلثين؟”
وقال: “حتى يحافظ الرئيس على الدستور يجب أن يعطى صلاحيات لتنفيذ مسؤوليته. إذا اشتد الخلاف بين السلطتين التشريعية والتنفيذية فكيف يحل الموضوع؟ يجب أن يكون لدى الرئيس القدرة على التدخل للقيام بإجراء ما لمصلحة الطرفين المتنازعين”.
ولفت الى “أن روح الطائف لم تأت على ذكر المثالثة، لذلك فأي كلام على الطائف لا ينطلق من تعديل روح هذا الاتفاق، بل الاجراءات التنفيذية من ضمن روح الطائف. ونحن نحتكم الى دستور البلاد مع المحافظة على روحية الوفاق التي وافق عليها كل الافرقاء في الدوحة. وإن أحدا لا يتحدث عن الابقاء على اتفاق الدوحة، بل عن روحية هذا الاتفاق”.
وذكر بأن “الجيش تعرض للاعتداءات لكنه جبهها برأس مرفوع، والقى القبض على كثير من المجرمين. وسوريا لن تتوانى عن تسليمنا المجرمين بناء على طلبنا اذا كانوا هم المطلوبين في جريمة رياق”.
وفي مجال آخر قال الرئيس سليمان: “ليس هناك أي شيء يدل على أن الانتخابات النيابية لن تجرى في موعدها. واني ادعو اللبنانيين الذين هم خارج لبنان الى المشاركة في الانتخابات، فلبنان في حاجة اليهم، وعندما يكون الفوز والخسارة متقاربين، تكون للخاسر منصة أقوى من الفائز”.
ورأى “أن نتائج الانتخابات ستكون متقاربة بفارق نائبين، ولذلك موقع المعارض سيكون أقوى من الموالي برفع الصوت”.
وأشار ردا على سؤال الى “أن ملف المعتقلين عمره أكثر من 20 سنة ولا يمكن حله في أشهر، وسنتابعه لمعرفة مصيرهم، وكلما توافرت لنا معلومات عنهم تناقش اللجنة في لبنان وسوريا كل جديد حول هذا الموضوع الصعب والمعقد”.
وأكد أنه “لو لم تكن هناك طاولة حوار لكنت سئلت لماذا لا تعقد جلسات حوار؟ فالحوار ضروري للقاء الكتل السياسية ورؤساء الاحزاب والجمهورية والمجلس النيابي ومجلس الوزراء بعضهم مع بعض ولو مرة في الشهر”.
وردا على سؤال قال الرئيس سليمان:” ليس سهلا الوصول الى استراتيجية بسرعة وليس بامكان اي دولة من دول العالم ان تفعل ذلك بكبسة زر. وان طاولة الحوار أعطت نتيجة، والدليل على ذلك عدم انعكاس مفاعيل حرب غزة على لبنان، والهدوء الذي نبحث عنه تأمن من خلال طاولة الحوار”.
وشدد على “أن التعامل مع موضوع اطلاق الضباط وضع في اطاره الصحيح بما يتلاءم مع المصلحة الوطنية ومصلحة السلطة القضائية ومصلحة المتضررين منه”.
واعتبر “ان كلمة الغاء الطائفية السياسية لا تلغي حضور الطوائف، وهل نبدأ تطبيق الطائف من آخر بنوده فنلغي الطائفية السياسية؟ ان احدا لا يريد ان يتخلى عن لبنان كما هو اليوم، والمسلم قبل المسيحي. ومن غير الممكن ان نتخذ خطوات تعادي روح الطائف. ونحن نفاخر بتركيبة لبنان والعالم يعتبرنا حاجة عالمية”.
ولفت الى “ان الجيش يقوم بمهماته حتى لو كانت الحكومة منحلة لأن صلاحيات القائد تكفي لادارة الشؤون”.
واوضح “ان العسكري في عصرنا لم يعد العسكري الذي ينتظر الضابط ليحدثه عما يحصل في العالم، وبامكان العسكري ان يرفض القيام بمهمة عسكرية اذا لم يكن مؤمنا بقداستها. ولولا الشعور بعدالة القيادة ومبادئها واهدافها الانسانية لما استشهد 170 ضابطا وعسكريا في نهر البارد. وان مسؤولين عديدين قالوا سابقا ان الجيش اذا تدخل في الحوادث فسينقسم. لكنه خاض أقسى التجارب ولم ينقسم لأنه مؤمن بعقيدة سليمة تجاه عدو لبنان، اسرائيل، وعقيدة الوحدة الوطنية”.
وأشار الى “ان الرئيس ليس في حاجة الى كتلة نيابية، فهو وصل الى سدة الرئاسة. وعلى الفائز في الانتخابات الا يبقى في اصطفاف أعمى الا اذا كانت الاهداف محققة بشكل صحيح”.
ولاحظ “أن المصالحات العربية قطعت شوطا كبيرا، ويا للاسف لدينا بعض الخلل في علاقة مصر وقطر وسوريا، ولم يضع لبنان نفسه مع دولة عربية ضد دولة عربية مع مصلحة العرب وضد العدو المشترك اسرائيل”.
وأكد “أن وضعنا الاقتصادي لم يتراجع بل حصل فيه بعض التقدم، وهذا ما نفتخر به”.
وشدد على “أن علاقتنا بسوريا قوية ومتجذرة، ويمكن ان تفوق بخصوصياتها العلاقات الديبلوماسية”. وسأل: “لماذا علينا دائما الربط بتفاوض دمشق؟ فالتفاوض الذي تقوم به دمشق يفيد لبنان وعدم تفاوض لبنان يفيد دمشق، ومن قال عكس ذلك؟
وأعلن “أننا مستعدون للسلام الشامل والعادل وعلى أساس مرجعية مدريد وللتفاوض على هذه الامور، فهل يريدون ان نتفاوض على شبعا او الغجر او على مياه لبنان او على شبكات التجسس التي زرعوها في لبنان او على حقوق اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان لتوطينهم؟. ان رفض التوطين ليس فقط في الدستور بل في اتفاق الطائف الذي تبناه مجلس الامن وأصبح وثيقة دولية”.
وقال الرئيس سليمان “أن الزمن ليس لمصلحة اسرائيل. واذا وجدت الحل اليوم فهذا أفضل لها من السنة المقبلة”.
وختم: “سنقبل بكل القرارات التي تتخذها المحكمة الدولية”.