أظهر استطلاع خاص للرأي العام غير عادي للغاية ويتمتع بمصداقية، كان قد أجري في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2009 من قبل شركة إقليمية حسنة السمعة وشمل مواطنين سعوديين، عن وجود دعم شعبي وثيق من أجل إتخاذ إجراءات صارمة ضد إيران، على الرغم من أن القضايا الإقتصادية المحلية تلوح بصورة أكبر في تصورات الجمهور. وقد شملت الدراسة الإستقصائية — التي أجريت مشاركة مع “مؤسسة پيختر لإستطلاعات الرأي في الشرق الأوسط”، وهي شركة بحوث جديدة مقرها في مدينة پرينستون في ولاية نيوجرسي الأمريكية — مقابلات أجريت وجهاً لوجه مع عينة تمثيلية تألفت من 1000 مواطن سعودي في المناطق الحضرية الكبرى في الرياض، وجدة، والدمام/الخبر. وكان استطلاع مماثل قد أجري في مصر خلال نفس الفترة، تضمن عينة تمثيلية شملت 1000 مواطن مصري على نطاق البلاد كلها.
غالبية السعوديين تدعم فرض عقوبات جديدة
أيدت غالبية من السعوديين في المناطق الحضرية (57 ٪) “فرض عقوبات أكثر صرامة ضد إيران” إذا “لا تقبل وضع قيود جديدة على برنامجها النووي”، مع 22 في المائة أيدوا ذلك “بشدة” (مقابل 11 فى المائة فقط عارضوا بشدة مثل هذه العقوبات). وعلاوة على ذلك، كان مستوى التأييد الشعبي لفرض عقوبات مرتفعاً بين جميع الفئات السكانية الرئيسية: العمر، والتعليم، والطبقة الإجتماعية، والجنس، والمنطقة. فعلى سبيل المثال، كان التأييد في جدة 57 في المائة، وفي الرياض 59 في المائة وفي الدمام/الخبر 54 في المائة.
ثلث السعوديين سيؤيدون توجيه ضربة أمريكية
إن البيانات الأكثر إثارة للدهشة، هي أن ثلث السعوديين في المناطق الحضرية قالوا أنهم سيؤيدون “توجيه ضربة عسكرية أمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية” إذا رفضت طهران تقييد أنشطتها في هذا المجال. ولكن الغالبية لم توافق على ذلك: فقد قال ثلث المستطلعين بأنهم يعارضون “نوعاً ما” القيام بعمل من هذا القبيل، والثلث المتبقي عارض ذلك “بشدة”. وأظهرت هذه الردود وجود تباين متواضع حسب الفئات السكانية. ففي الرياض، على سبيل المثال، أعرب 38 في المائة من المستطلعين بأنهم سيؤيدون توجيه ضربة أمريكية، بينما انخفض هذا العدد إلى 27 في المائة في مدينة جدة الكائنة في القسم الغربي من البلاد. وعلاوة على ذلك، أعرب 37 في المائة من السعوديين ذوي التعليم المدرسي الإبتدائي فقط بأنهم سيؤيدون توجيه ضربة عسكرية، ولكن 30 في المائة من بين حملة الشهادة الثانوية أو أعلى أعربوا عن نفس الرأي.
دعم أقل لشن ضربة إسرائيلية
رداً على سؤال حول توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران، قال ربع السعوديين في المناطق الحضرية بأنهم سيؤيدون ذلك على الأقل “إلى حد ما”. من المثير للإهتمام أن هذه النسبة هي أكبر بثلاث مرات من عدد المشاركين الذين قالوا إنهم مستعدون لقبول إسرائيل “كدولة يهودية”، حتى “في ظل الظروف المناسبة” – بينما كان 9 في المائة من السعوديين في المناطق الحضرية قد أتخذوا هذا الموقف. ولكن الفروق الإقليمية هنا هي كبيرة نسبياً: ففي جدة، كان القبول الإفتراضي لدولة يهودية 17 في المائة، مقارنة بـ 4 في المائة بالكاد في الرياض أو الدمام/الخبر.
إيران أقل تهديداً من الإرهاب أو التطرف الديني
ورداً على سؤال مفتوح حول أكبر التهديدات الخارجية لبلادهم، استشهد الكثير من السعوديين بقضايا الإرهاب أو التطرف الديني. وفي الواقع، جاءت هذه المواضيع على رأس القائمة بنسبة كبيرة، بحصول كل منهما على نحو 20 في المائة من إختيارات المستطلعين الأولى والثانية الأكثر تهديداً. وقد تخلفت القضايا المتعلقة بإيران وإسرائيل كثيراً إلى الوراء، وتمثلت بالكاد برقمين [أي أكثر من 9%] حتى عندما تم الجمع بين الإختيارين الأول والثاني. وفيما يتعلق بمسألة ذات صلة بهذا الموضوع، قال أكثر من نصف السعوديين في المناطق الحضرية (54 ٪) أن “التطرف الديني يمثل مشكلة خطيرة” في بلادهم، بما في ذلك 28 في المائة يعتقدون بذلك بشدة.
إن هذه التصورات ينبغي أن توضع أيضاً في المنظور الأوسع المتعلق بالمخاوف الشعبية الشاملة. وكما ذُكر في نشرة “المرصد السياسي #1614″، “استطلاعات آراء السعوديين والمصريين: إيران والجهاد والإقتصاد”، يولي الآن معظم السعوديين في المناطق الحضرية أولوية قصوى للمواضيع الإقتصادية في بلدهم بدلاً من القضايا الأمنية أو الإجتماعية. ورداً على سؤال مفتوح آخر، اعتبر ثلثي المستطلعين بأن التضخم، أو البطالة، أو الفقر، أو الفساد تمثل المسائل ذات الأولوية القصوى في أجندتهم، في حين استشهدت نسبة لا تتجاوز عن 7 في المائة بأن الإرهاب هو الموضوع الأكثر قلقاً. ولم يتم ذكر قضايا السياسة الخارجية على أي جبهة على الإطلاق – بغض النظر إذا كانت تلك الجبهة إيران أو إسرائيل، أو أي مكان آخر.
الفوارق المحلية
تؤيد النتائج المستخلصة من اسئلة أخرى في الإستطلاع الرأي القائل بأن المواقف السعودية تميل، في بعض النواحي، باتجاه اتباع خط إسلامي متشدد يزداد قوة كلما اتجه المرء نحو المناطق الشرقية من البلاد، بدءاً من مدينة جدة الواقعة على البحر الاحمر، واستمراراً بالعاصمة الرياض في وسط نجد، وحتى الدمام/الخبر في المنطقة الشرقية. وعلى سبيل المثال، رداً على سؤال حول تنظيم «القاعدة»، عبر 16 في المائة من المشاركين في جدة عن آراء ايجابية تجاه «التنظيم»، مقارنة بـ 21 في المائة في الرياض و 31 في المائة في الدمام/الخبر. وبالمثل، عندما سئلوا عما إذا كان “تقديم دعم مالي للمجاهدين المسلحين الذين يقاتلون في أماكن مختلفة في جميع أنحاء العالم هو واجب إسلامي”، أجاب 32 في المائة من المستطلعين في جدة، بنعم، مقارنة بـ 36 في المائة في الرياض و 42 في المائة في الدمام/الخبر.
مقارنات مع مصر
تظهر بيانات الإستطلاع أن المصريين هم أقل احتمالاً إلى حد كبير من السعوديين الساكنين في المناطق الحضرية فيما يتعلق بدعمهم لإتخاذ إجراءات صارمة ضد إيران. فعلى سبيل المثال، كانت نسبة المصريين الذين أيدوا فرض عقوبات جديدة على إيران قد وصلت بالكاد إلى 40 في المائة، وانخفضت بصورة معتدلة منذ حزيران/يونيو 2009، ويناقض هذا تأييد الأغلبية في المملكة العربية السعودية. وبالمثل، سيدعم ربع المصريين فقط قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري، مقابل ثلث السعوديين، وحتى أقل من الربع من المصريين (17 ٪) سيؤيدون شن غارة إسرائيلية على إيران.
وفي الوقت نفسه، إن المستطلعين المصريين هم إلى حد ما أكثر احتمالاً لأن يقولوا أن بإمكانهم قبول إسرائيل كدولة يهودية، وإن كان هذا لا يزال يمثل رأي الأقلية الصغيرة (26 ٪) حتى بعد مور ثلاثين عاماً على توقيع اتفاقية سلام رسمية بين مصر وإسرائيل. وكما ذكر سابقاً، مثل المسح المصري عينة وطنية شملت مستطلعين من المناطق الريفية والحضرية على حد سواء، ولكن الإختلافات حول هذا السؤال وفقاً لنوع الإقامة كانت ضئيلة جداً. وعلاوة على ذلك، لم يكونوا أولئك الذين سيقبلون إسرائيل كدولة يهودية، أكثر احتمالاً من غيرهم على الموافقة على شن ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران.
الآثار المترتبة على السياسة
إن السعودية ومصر ليست دولاً ديمقراطية يتمتع فيها الرأي العام بتأثير مباشر على السياسة الخارجية. وعلاوة على ذلك، يبدو أن الجمهور السعودي هو أكثر قلقاً من قضايا الإرهاب والتطرف الديني من قلقه من أي تهديد مباشر من إيران – كما أن أفراد هذا الجمهور هم أكثر قلقاً تجاه حالتهم الإقتصادية الخاصة. ومع ذلك، تشير هذه النتائج بوضوح أن بإمكان الولايات المتحدة أن تلفت الإنتباه إلى وجود قدر كبير من الدعم الشعبي السعودي من أجل تشديد العقوبات على إيران، بل وربما التهديد بالقيام بعمل عسكري، وإن كان بدرجة أقل. بالإضافة إلى ذلك، يلاحظ بأن التعاطف الشعبي السعودي مع تنظيم «القاعدة» منخفض جداً، مما يشير عن وجود مناخ ملائم إلى حد كبير من أجل قيام الحكومة بجهود لمكافحة الإرهاب تستهدف «التنظيم».
وفيما يتعلق بقضايا أخرى، يمكن أن تشكل آراء الرأي العام عقبات كبيرة أمام مبادرات مقترحة تكون مدعومة من قبل السعودية والولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال، تعتقد أقلية كبيرة من السعوديين في المناطق الحضرية — نحو 40 في المائة بصورة شاملة — أن مساعدة المجاهدين المسلحين في جميع أنحاء العالم هي واجب إسلامي. وهناك فقط أقلية صغيرة جداً يبدو أنها مستعدة لقبول أي مقترحات من أجل “تطبيع” العلاقات مع إسرائيل، نظراً للأغلبية الساحقة المعارضة لقبول هذا البلد كدولة يهودية تحت أي ظرف من الظروف.
ديفيد بولوك هو زميل أقدم في معهد واشنطن يركز على الديناميات السياسية لدول الشرق الأوسط.
الرأي العام السعودي يؤيد فرض عقوبات على إيران ولكنه منقسم حول القيام بعمل عسكري 1) الانتخابات الرئاسية الامريكية تجري يوم (ثلاثاء) وكذلك انطلاق الحملات الانتخابية والمحطات المفصلية فيها التي تنتهي بمرشحين , وكذلك انتخابات مجلس النواب والكونغرس وكافة الانتخابات المحلية , والحكمة ان (يوم الثلاثاء) هو يوم عمل وليس يوم عطلة , فعليك ان تضحي بتمضية استراحة العمل بأداء واجبك الانتخابي على حساب القهوة والساندويش والصودا , او أن تعطل من اجل ذلك وتضحي بأجر ذلك اليوم .. في حين اثار انتخاب الرئيس السابق (جورج بوش) للفترة الرئاسية الاولى تساؤلات وقضايا لتقارب عدد الاصوات , فاءن انتخابه لفترة رئاسته الثانية… قراءة المزيد ..