الديكتاتور ينتقم من المعارض

نائب دمشق في البرلمان السوري، رياض سيف، الذي خرج العام الماضي من السجن، هو أحد أبرز رموز الليبرالية العربية وأحد أصلب المناضلين ضد التعسّف والإستبداد في العالم العربي. بعد امتناع السلطات السورية عن السماح للكاتب الصديق عبد الرزّاق عيد بالسفر إلى فرنسا للعلاج قبل أشهر (تراجعت بعد حملة تضامن شارك بها “الشفاف”)، يفرض نظام البعث السوري حظراً على سفر رياض سيف إلى الخارج للعلاج من سرطان البروستات. وهذا حسب كل القوانين والأعراف يعادل ارتكاب جريمة قتل أو عملية “إغتيال”.

يدعو “الشفّاف” المواطنين العرب ومثقفيهم إلى رفع الصوت والتضامن مع رياض سيف الذي أمضى 5 سنوات من حياته في سجون الإستبداد، والتنديد بمحاولة الإغتيال التي يقوم بها نظام قام وعاش على الإغتيالات.

أفرجوا عن رياض سيف من السجن السوري الكبير!

*

بيان إلى الرأي العام

منذ أكثر من شهرين، وبعد أن أكّدت الفحوصات والتحاليل إصابتي بحالة متقدّمة من سرطان البروستات، وبعد التأكّد من أن العلاج الضروري والناجع لمثل هذه الحالات غير متوفّر في سوريا، بينما يتوفّر في بعض البلدان المتقدّمة، مع إحتمالات عالية من الشفاء تصل إلى 90 بالمئة، تقدّمت إلى السلطات السورية بطلب للسفر من أجل العلاج خارج البلاد. وحتى الآن باءت كل محاولاتي بالفشل، ولم ألقَ من السلطات الأمنية غير المماطلةوالتسويف، على الرغم من إشتداد حالة المرض وتفاقم أعراضه والخوف من إنتشاره.

تعرّضت لتجربة مماثلة خلال فترة وجودي في السجن. فقد بيّنت القثطرة القلبية التي أجريتها بتاريخ 2/7/2005 إنسداد الشريان الأمامي النازل كليّاً، مما يستدعي إجراء عملية قلب مفتوح لاستبداله، وبعد إطلاق سراحي بتاريخ 18/1/2006 تقدّمت بطلب للسفر خارج البلاد، لإجراء العمل الجراحي اللازم فقوبل طلبي بالرفض أيضاً.

الآن، وبعد أن تقطّعت بي السبل، لم أجد بديلاً سوى أن أضع قضيّتي الصحّية أمام كل المهتمّين بقضايا الإنسان، في سوريا أو العالم، على أمل المساعدة بحصولي على حقّي الطبيعي والمشروع بتلقّي العلاج المناسب في الخارج، والذي يمكن أن يوفّر لي قضاء ما تبقّى من حياتي بشكل طبيعي.

دمشق، 13/8/2007

رياض سيف