بيار عقل
في الملف القضائي لقضية “العائدين من ألبانيا” يرد ما يلي:
“الرقم 22: سيد امام عبد العزيز الشريف: 25 سنة، هارب”.
وهذه النقطة هي واحدة فقط من المفارقات في التغطية الصحفية والتلفزيونية الراهنة (في الشرق الأوسط، وقناة العربية، مثلاً) لقضية المراجعات التي يقوم بها “سيّد إمام عبد العزيز الشريف”، أو “الدكتور فضل” في السجن بمصر حالياً.
إن الرجل محكوم بالسجن 25 سنة، فقط لا غير. ويبدو غريباً، إذاً، أن يصرّ المعلّقون، وبينهم “محامي الجماعات الإسلامية” في مصر، الأستاذ منتصر الزيّات، وعدد من المعلّقين على أن “الدكتور فضل” محكوم بالإعدام في مصر! هذا، ببساطة، ليس صحيحاً.
والنقطة الثانية، هي أن “الدكتور فضل” لا يمثّل جماعة الجهاد المصرية لأنه انفصل عنها منذ 13 سنة، أي في 1993. وقد تبرّأ منها في فتوى نُشِرَت في كتابه “الجامع” في العام 1995 ونشر “الشفّاف” فتواه قبل 3 سنوات! وهو كان في السودان في العام 1993 وانتقل منه إلى اليمن في العام 1994.
والنقطة الثالثة هي أن اليمن سلّمته لمصر في العام 2004 وليس في العام 2005!
والواقع أن ما يحصل حالياً هو ما تُطلِق عليه أجهزة الأمن المصرية تسمية “سياسة توليد العِجل”، أي إخضاع المساجين الجهاديين لعمليات قهر إلى درجة تدفع بها للتبرّؤ من كل ما قاموا به، وللإعلان عن مبادرات ونداءات لوقف العنف ترضى بها السلطات. ويصحّ على “سيد إمام عبد العزيز الشريف” (“الدكتور فضل”، ويُعرَف عنه أنه “جرّاح ماهر”، وهو في الخمسينات من العمر) في هذه الحالة أنه كلام “أسير مكرَه”، أو يصحّ في كلامه ما قاله هو نفسه في الشيخ عمر عبد الرحمن وأنه “لا ولاية لأسير”. أي أن مراجعاته لا يُعتَدّ بها في نظر سلفيين جهاديين كثيرين، باعتباره مضطرّاً للإدلاء بها تحت وطأة ظروفه الصعبة.
هذا لا يعني أنه لا قيمة لـ”مراجعات” الدكتور فضل. فالرجل هو المنظّر الحقيقي للفكر الجهادي. وكتابه الضخم (حوالي 1000 صفحة) قد يكون المرجع الأساسي لجماعة “الجهاد” المصري، ولجماعات جهادية كثيرة. إنه كمفكّر أهم بكثير من أيمن الظواهري، والأرجح أنه لا يوجد من يضاهيه من “العلماء” الذين تعجّ بهم الحركات الجهادية. والمدهش أنه حتى بعض المفكّرين العلمانيين المعادين للإسلاميين إلى أبعد الحدود يعتبرونه “عالماً كبيراً” من حيث ثقافته ومنهجيته، ومأخذهم عليه هو أنه بقي ضمن إطار “فقه القرون الوسطى”.
سيرته كما وردتنا من أصدقاء للشيخ:
تعريف بالعالم الرباني الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز فك الله أسره والملقب بالدكتور فضل.
هو: السيد إمام عبد العزيز إمام الشريف
طلب العلم وحفظ كتاب الله منذ صغره وبدأ في التأليف في مطلع شبابه وكان من أشهر مؤلفاته:
1. كتاب العمدة غي أعداد العدة للجهاد في سبيل الله .
2. كتاب الجامع في طلب العلم الشريف .
3. الحجة في ملة الاسلامية.. ما زال تحت الطبع . والذي لم يكتمل بسبب أسره.
4. عدة نشرات شرعية….
الشيخ الدكتور: السيد إمام عبد العزيز الشريف:
● ولد في/ أغسطس عام 1950م في مدينة بني سويف جنوب مصر
● تخرج من كلية طب القاهرة عام 1970م بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الاولى .
● عمل نائبا بقسم الجراحة بكلية طب القصر العينى .
● حصل على الماجستير بتقدير امتياز مع مرتبه الشرف الاولى .
● عمل مديرا لمستشفى الهلال الكويتي بمدينه بيشاور الباكستانية.
● عمل بمستشفى الثوره العام بإب متطوعا بدون أجر عقب حرب الانفصال باليمن.
● عمل بمستشفى دار الشفاء التخصصي بمدينة إب جنوب العاصمة صنعاء حتى أسر من مقر عمله في يوم 11/10/2003م
● تزوج من سيده فلسطينية وانجب منها اربعة اولاد. ثم تزوج من سيده يمنية من مدينة إب وانجب منها طفلة 4 سنوات .
● خرج من مصر فارا بدينه عقب اغتيال السادات عام 1981م
● توجه الى باكستان ليعمل على علاج الجرحى، وعين مديراً عاماً لمستشفى الهلال الكويتي ببيشاور لكفاءته العلمية.
● اتهم في قضية الجهاد الكبرى بمصر عقب اغتيال السادات.
● غادر باكستان عقب اعتقالات العرب الشهيرة في مدينة بيشاور عام 1993م.
● توجه الى السودان ومن هناك توجه إلى اليمن بسبب التضييق على الإسلاميين.
● وصل اليمن أوخر حرب الانفصال والذي توجه عقب وصوله إلى مدينة إب جنوب اليمن والتي لم يغادرها حتى تم اعتقاله (أسره) عقب أحداث سبتمبر الشهيرة 2001م مكث في سجن الأمن السياسي بصنعاء في ظروف سيئه للغاية لمدة عامين وخمسة أشهر .
● وسلم للسلطات المصرية في 28/2/2004م بطائرة خاصة من قرية البضائع من مطار صنعاء هو وخمسة من إخوانه محكومين بالإعدام من محاكم عسكرية.
● حكم عليه بالسجن المؤبد من محكمة عسكرية في قضية العائدن من ألبانيا فى إبريل 1999م والتى لم يزرها أبداً
التغطية الأدقّ لموضوع الدكتور فضل صدرت في جريدة “الحياة” قبل 3 أسابيع بتوقيع “كميل الطويل”. ونحن نعيد نشرها هنا للفائدة.
«أمير» سابق لـ «الجهاد» ينضم إلى مبادرة وقف العنف في مصر
القياديان «الدكتور فضل» وعبد العزيز الجمل يظهران في ليمان طُرة للمرة الأولى منذ تسليمهما من اليمن في 2002
لندن – كميل الطويل
كشف ناشط إسلامي مصري، أمس، أن قياديين إسلاميين، أحدهما «أمير» سابق لـ «جماعة الجهاد»، سلّمتهما صنعاء للقاهرة عام 2002 مع مجموعة أخرى من الناشطين، نُقلا أخيراً إلى ليمان طرة (جنوب القاهرة) بعدما كانا «مختفيين» في مركز اعتقال غير معروف منذ قرابة خمس سنوات، وانهما في صدد إعلان مبادرة تتعلق بوقف العنف في البلاد، على غرار مبادرة «الجماعة الإسلامية» في تسعينات القرن الماضي.
وأكد مدير «المرصد الإعلامي الإسلامي» في لندن ياسر السري، في تصريح إلى «الحياة»، أن القياديين المعروفين سيد إمام عبد العزيز الشريف (الدكتور فضل) وعبدالعزيز الجمل (أبو خالد) نُقلا إلى سجن طرة قبل فترة وجيزة في شباط (فبراير) الماضي، في أول ظهور علني لهما منذ 2002. ومعروف أن سيد إمام عالم دين مشهور تولى إمارة «جماعة الجهاد» حتى العام 1993 عندما تعرّضت الجماعة في السودان لأزمة داخلية شديدة تولى على إثرها الدكتور أيمن الظواهري الإمارة. أما عبدالعزيز الجمل («أبو خالد الضابط») فهو ضابط مصري معروف قاتل خلال «الجهاد الأفغاني» ضد الروس وأصيب في عينه. وهو محسوب أيضاً على «جماعة الجهاد» لكنه لم يتول منصباً فيها.
وقال السري (أبو عمّار المصري)، وهو محسوب بدوره على فكر «جماعة الجهاد»، إن الرجلين يعتزمان إعلان مبادرة بوقف العنف شبيهة بمبادرة «الجماعة الإسلامية»، لكنه لم يكشف تفاصيل عن فحواها. ومعلوم أن «الجماعة الإسلامية» أعلنت في النصف الثاني في تسعينات القرن الماضي مبادرة لوقف العنف من جانب واحد في صراعها مع السلطات المصرية، ثم أجرت «مراجعات» للأفكار التي كانت تعتمدها في تبرير حربها ضد الحكم وخلصت في نهاياتها إلى أنها كانت على خطأ في كثير من أفكارها. وأفرجت السلطات المصرية على دفعات في السنوات القليلة الماضية عن آلاف من عناصر «الجماعة الإسلامية» بمن فيهم قادة الجماعة الذين قضى بعضهم أكثر من 20 سنة في السجن.
ولم ينضم المعتقلون الأساسيون المحسوبون على «جماعة الجهاد» في السجون المصرية إلى مبادرة «الجماعة الإسلامية» ومراجعاتها، على رغم جهود حثيثة أجريت معهم لهذه الغاية. وذكر تقرير في صحيفة مصرية («المصري اليوم»)، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أن السلطات المصرية أطلقت قيادياً في «جماعة الجهاد» يدعى صلاح السيد بيومي («أبو بصير») بعد مشاركته في إعداد «مراجعات فقهية» خاصة بأعضاء هذه الجماعة في السجون، مشيرة إلى أن هؤلاء أعدّوا كتاباً تحت مسمى «التصوّر».
وفي حال تأكده، سيشكّل انضمام سيد إمام وعبدالعزيز الجمل إلى مبادرات وقف العنف «انتصاراً» لأجهزة الأمن المصرية التي ستكون حققت هذه المرة «اختراقاً» داخل «جماعة الجهاد» نفسها التي لم يخرج أحد من قادتها البارزين في السابق لتأييد خطوات «الجماعة الإسلامية». لكن السري حذّر من أن أي مبادرة قد يطلقها سيد إمام والجمل لا يمكن أن تُحسب على «جماعة الجهاد» وإن كان الرجلان محسوبين فعلاً على فكرها. ولفت إلى «أن «الدكتور فضل» تنحى من «جماعة الجهاد» في 1993 وأصدر بياناً حذّر فيه من الانصمام اليها ووصفها بنعوت شديدة، بينما لم يكن الضابط عبدالعزيز الجمل عضواً في الجماعة خلال وجوده في أفغانستان، وإن كان فعلاً محسوباً عليها. وبالتالي لا يمكن أن يُقال أن المبادرة هي باسم جماعة الجهاد» التي يقودها الدكتور الظواهري.
وأكد السري أن قادة معروفين في هذه الجماعة مسجونين في مصر «يلقون معاملة سيئة» لرفضهم السير في المبادرة الجديدة لوقف العنف، وبعضهم يُنقل من سجن طرة إلى سجون أخرى (كسجن المرج أو سجن وادي النطرون). وأشار تحديداً إلى أن من بين الرافضين للمبادرة محمد الشرقاوي (الذي سلّمته باكستان في 1994) ومجدي سالم. وقال إن الأمن المصري يستخدم سياسة «تحطيم» المعتقلين من خلال سجنهم فترات طويلة ومنع الزيارات عنهم أحياناً لدفعهم إلى «الإقرار» بأنهم كانوا مخطئين في مواقفهم السابقة. لكنه قال إن كثيرين من عناصر «الجهاد» يرفضون السير في المبادرة على رغم تشديد إجراءات سجنهم.
وليس واضحاً هل سيسير القيادي السابق في «الجهاد» أحمد حسين عجيزة في مبادرة سيد إمام وعبدالعزيز الجمل، علماً أن الأمن المصري أجرى معه مفاوضات في هذا الإطار بعد تسليمه من السويد في نهاية 2001 وهو محكوم بالسجن 15 عاماً. ومعلوم أن عجيزة انشق عن «الجهاد» في 1993 خلال الأزمة التي عانى منها التنظيم في الســودان وتولى في نهايتها الإمارة الدكتور الظواهري.
الحياة
مقالات ذات صلة:
تسليم “سيّد إمام عبد العزيز الشريف” لمصر
الأمير الأول للجهاد اعتقل بعد 11 سبتمبر 2001 وليس قبل 3 أسابيع كما تزعم سلطات اليمن