كلمة الدكتور فارس سعيد جبيل – 6 أيار 2009
صدر اليوم عن الأمانة العامة لقوى 14 آذار بيانٌ يحذَّرُ الرأي العام اللبناني من تمادي قوى 8 آذار وبالتحديد حزب الله في تهديد الأمن والقضاء والنظام ممّا يضع العملية الإنتخابية برُّمتِها في دائرة التشكيك.
وكان البطريرك الماروني قد حذَّرَ قبلنا بتاريخ 3 أيار 2009 من عملية إنقلابية تكون ضحيَّتُها الإنتخابات.
طبعاً إن هذا الكلام لا يعني أبداً أن هناك تأجيلاً للإنتخابات إنما يهدُفُ إلى تسليط الضوء على عملية إنقلابية كبرى بدأت بعد إنتفاضة الإستقلال في 14 آذار 2005 في وجه الحركة الإستقلالية وها هي فصولُها اليوم تتوضّح بشكلٍ كامل في استهداف
• الجيش تمهيداً للإطاحة بالقرار 1701.
• واستهداف القضاء تمهيداً للإطاحة بالمحكمة الدولية.
• واستهداف الدستور تمهيداً للإطاحة بالمناصفة الإسلامية – المسيحية.
واستبدالها بالمثالثة تحت عنوان الجمهورية الثالثة.
وبدلاً من التنبُّه إلى كل هذه الأخطار يصرُّ البعض على اعتبار هذه الإنتخابات وكأنّها مناسبة عادية لتثبيت الأحجام. كما يصر البعض الآخر على الإستهانة بهذه المعركة وكأنها معركة حول إدارة الدولة في بلدٍ مستقر في حين أنها معركة حول طبيعة الدولة في بلدٍ يريد الإستقرار والسلام.
هل هناك بلدٌ في العالم يمكن أن يستقرّ ويتقدّم في ظلّ إزدواجية مركز القرار؟
• في لبنان جمهورية يحكمُها القانون والدستور وتراتبية منتظمة بدءاً من رئيس الجمهورية مروراً بمجلس النواب ومجلس الوزراء والإدارة.
• ولكن في لبنان أيضاً دويلة داخل الدولة إقتطعَت لنفسها رقعاً جغرافية تحت عنوان المقاومة وهي تتحكّم بقرار الجمهورية إلى حدّ شلّها واستتباعها.
نعم لقد عشنا في الماضي هذه التجارب.
• في السبعينات أُخضِعَت الجمهورية اللبنانية لإبتزازٍ من قبل المقاومة الفلسطينية التي صادرت قرار المسلمين وخيّرت اللبنانيين بين دولة المقاومة أو ألاّ دولة.
• وفي التسعينات أُخضِعَت الجمهورية اللبنانية إلى ابتزازٍ جديد من قبل سلطة الوصاية السورية التي صادرت قرار الدولة وخيّرت اللبنانيين بين دولةٍ بشروطها أو عودة الحرب الأهلية.
• واليوم يطل علينا حزب الله وهو يحاول إخضاع الجمهورية اللبنانية إلى إبتزازٍ جديد تحت عنوان إمّا دولة المقاومة بشروط حزب الله أو ألاّ دولة.
أنا أنتمي مثلكم جميعاً إلى جيلٍ عاش ويعيش المراحل الثلاث، وتأتي هذه الإنتخابات في خضمّ تصعيد خطاب حزب الله ومحاولاته المتوالية للتحكّم بلبنان عامةً وبالمسار الإنتخابي في جبيل.
أيها الأخوة،
أتوّجهُ إليكم، وأنتم من قادة الرأي في هذه المنطقة الحبيبة التي اعتادت منذ فجر الإستقلال على تعددية سياسية مميّزة فاحتضنت الكتلة والدستور والنهج والحلف واليسار واليمين والمسلمين والمسيحيين جميعاً فكانت نموذجاً للحرية والسلم الأهلي ونموذجاً لرفض الوصاية في انتخابات 1992 وآخرها الوصاية السورية.
أتوجّه إليكم وأنتم من قادة الرأي وأقول لكُم اليوم لبنان في خطر وقراركم يحميه في 7 حزيران.
سنقول نعم لدولة واحدة لا لدولتين.
نعم لجيشٍ واحد لا لجيشين.
سنقول نعم لشرعية نابعة من المؤسسات لا وافدة من وراء الحدود.
في 7 حزيران إرفعوا الغطاء المسيحي عن مشروع إيران في لبنان بواسطة حزب الله.
في 7 حزيران جدّدوا القرار الذي إتخذتموه في 14 آذار 2005.
أنتم أصحاب الحق وأنتم أصحاب القرار وهذه المعركة لا تحتمل أنصاف الحلول ولا يخوضها أنصاف الرجال.
حوار
وفي حوار مع الحاضرين، اتهم سعيد “حزب الله” بأنه “وراء استبعاده”، داعيا “حزب الله” اذا “كان فعلا غير مسؤول عن هذا الضغط ان يوضح موقفه لأن الالتباس الموجود اليوم والاتجاه الحاصل في المنطقة ومناخ الناس بأن الحزب هو الذي يمنع التحالف مع فارس سعيد، واذا كان فعلا غير ممانع لماذا لا يوضح موقفه ويقول بأن لا علاقة له في هذا الموضوع”.
وذكر سعيد بحادثتين “حصلتا قبل الانتخابات أولها حادثة الكنيسة في لاسا وما تبعها من كلام للمسؤول في “حزب الله” غالب ابو زينب من دارة العماد عون في الرابية بأن هذا الشخص (اي فارس سعيد) لن يرى النيابة في جبيل لا في هذه المرحلة ولا في المرحلة المقبلة، والحادثة الثانية الاعتداء الذي تعرض له منزل النائب السابق ناظم الخوري الذي هو من الوجوه الاساسية في المنطقة وهو محترم وانا اقدره، تعرض منزله في الرملة البيضاء الى اعتداء يوم كان لا يزال مستشارا لرئيس الجمهورية، فرغم قرب الاستاذ ناظم الخوري من الدولة اليوم لم نسمع منذ ثلاثة أشهر حتى اليوم بأي تحقيق لجلاء الحقيقة عن هذا الاعتداء، ومنذ ذلك الوقت فهمت تماما ان هناك ضغطا يمارس على فاعليات المنطقة وليس فقط لتشكيل لائحة واحدة بل لمنعي من التحالف مع اي شخصية مستقلة في المنطقة من اجل اقفال اللائحة”.
وتابع: “انا لا اتهم جزافا من اجل التجني ولكن أسرد الوقائع وأترك لضمير كل واحد منكم استنتاج ما حصل، وأكثر من ذلك اذا كنت أتجنى على “حزب الله” في هذا الكلام الذي اقوله فأنا على كامل الاستعداد للاعتذار منه اذا بدد فعلا هذا الالتباس، اما اذا كان هو وراء هذا الضغط فأقول له: اولا في السياسة لا يحق له ان يفرض على أهل جبيل من هم المرشحون لا الموارنة ولا الشيعة، وثانيا أقول ان هذه المنطقة عصية على كل تسلط وربما في تاريخ لبنان المعاصر وبعد الحرب لن يبقى في ذاكرة اللبنانيين من مقاطعة 1992 الا الارقام العائدة لقضاء جبيل، لا كسروان ولا المتن ولا بعبدا ولا زحلة قامت بما قامت به قرى وبلدات قضاء جبيل عام 1992، وثالثا أقول له ان ما يقوم به “حزب الله” يسيء الى العيش المشترك وليس صحيحا ان ما يقوم به هو موقف كل الشيعة وليس صحيحا ان الشيعة في قضاء جبيل يريدون ان يكون من بينهم فريق يضع فيتو على فريق آخر لأنهم يعرفون تمام المعرفة انه يوم كان لدينا القدرة بقوة السلاح ان نضع فيتو على الفريق الشيعي في جبيل حمينا الشيعة برموش الاعين وهذا الموضوع ليس من احد قادر ان يتجاوزه”.
وأضاف: “انا اردت من خلال ترشيحي ان اكون الى جانب الدكتور محمود عواد في هذه المعركة لأقول بانني لا احمل اي خصام او خلاف مع الطائفة الشيعية بل انا خصم سياسي ل”حزب الله” وليس للطائفة الشيعية”.
وردا على سؤال، قال: “انا بالفم الملآن اقول ان كنا حلفاء مع الذين يدورون حول فخامة رئيس الجمهورية في جبيل او لم نكن، انا مع رئيس الجمهورية لأنه بين الجمهورية اللبنانية ودولة ولاية الفقيه انا مع الجمهورية اللبنانية، بين الجيش اللبناني وميليشيا “حزب الله” انا مع الجيش اللبناني، وقد يكون لدي ملاحظات على اداء الدولة والمؤسسات والجمهورية انما هذه الملاحظات استطيع كنائب وكمواطن وكمسؤول سياسي القيام بدورالتصحيح والمحاسبة، اما ملاحظاتي للقوى الخارجة عن اطار الشرعية لست قادرا على تصحيحها. انا لا اعتقد ان رئيس الجمهورية سيسمح في ان يستخدم الثلث المعطل للمرة الاولى قبل الانتخابات انطلاقا من جبيل، جبيل ستقول لا للثلث المعطل واذا سمح ان يستخدم الثلث المعطل في جبيل سيستخدم في بعبدا”.