نُشِرت هذه الدراسة في
“تايمز أوف إسرائيل”
خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، كان وقوف إسرائيل إلى جانب “حزب الكتائب” المسيحي مدعاةً للقلق خصوصاً لدى الطائفة الدرزية الإسرائيلية، التي يخدم جنودها في جيش الدولة اليهودية ويعتبرون عادة من بين أكثر المخلصين فيه. فما الذي سيحلّ بإخوانهم الدروز اللبنانيين الذين كانوا في ذلك الوقت ألد أعداء حلفاء إسرائيل من “حزب الكتائب”؟
في هذا الصدد، أخذ عضو الكنيست الإسرائيلي السابق زيدان عطشي بزمام الأمور من خلال ترأسه فرقة عمل كان هدفها “إنقاذ” إخوانه في الدين في لبنان “ودعمهم والتعاطف [معهم] وإغاثتهم”. واليوم يجد الدروز أنفسهم ثانية في وضع غير مستقر – وهذه المرة في سوريا. فهل يحذو الدروز حذو عطشي ويهبّون لنجدة إخوانهم الدروز في سوريا التي مزقتها الحرب، أم أنهم سيؤْثرون البقاء على الحياد؟
في تشرين الأول/أكتوبر 2013، أعرب الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، عن قلقه إزاء مصير إخوانه السوريين من أبناء الطائفة، خلال اجتماع عقده مع الرئيس شمعون بيرس. وفي وقت سابق من ذلك العام، أرسل بعض زعماء الطائفة الدرزية في مرتفعات الجولان رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلبوا فيها أن يمنح ملاذاً آمناً في إسرائيل لأفراد أسرتهم المتواجدين في سوريا. وتُذكّر هذه الأحداث محاولات عطشي لمساعدة الدروز اللبنانيين خلال الحرب الأهلية التي وقعت في تلك البلاد. والآن، أكثر من أي وقت مضى، قد يرى الدروز أن مصيرهم في الشرق الأوسط مترابط ومتداخل عبر الحدود الوطنية.
بيد أن إسرائيل بذلت قصارى جهدها حتى الآن لتنأى بنفسها عن النزاع السوري، واقتصرت تدخلاتها على شن ضربات جوية معدودة. ولكن تحت عباءة هذا التدخل المحدود تكمن أواصر صلة شخصية عميقة بين الدروز الإسرائيليين وإخوانهم السوريين من أبناء طائفتهم. إن مصير هذه الأواصر قد يتحدى إسرائيل للاضطلاع بدورٍ إنساني في النزاع أكبر من ذي قبل، خصوصاً إذا أتخذ وضع الدروز السوريين منعطفاً نحو الأسوأ.
ومع أن العضو الدرزي السابق في الكنيست الإسرائيلي أمل نصر الدين يعتقد أن “كل مجتمع درزي بحاجة إلى اتخاذ القرارات [حول شؤونه] بنفسه”، يزداد هذا الأمر صعوبةً على خلفية الأزمة السورية. وفي أواخر السنة الماضية، أفادت التقارير أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» يرغم الدروز في محافظة إدلب السورية على اعتناق الدين الإسلامي الأمر الذي أثار سخط الشباب الدرزي الإسرائيلي. حتى أن العديد منهم أبدى استعداده للقتال من أجل حماية أخوانه السوريين من أبناء الطائفة.
وتُركت الكلمة الأخيرة حول كيفية تفاعل المجتمع الإسرائيلي لكبار رجال الدين الدروز، بمن فيهم طريف الذي دعا إلى ضبط النفس. ومع ذلك، فإن اختيار طريف البقاء على الحياد في الوقت الراهن لا يعني أنه يستبعد احتمال اتخاذ إجراءات جادة في المستقبل. وأوضح: “إذا استمر تدفق مختلف [المقاتلين الأجانب] إلى سوريا، مثل «جبهة النصرة» [ذراع تنظيم «القاعدة»] وغيرها، وإذا شعرنا أن الدروز في خطر حقيقي، فعندئذ سنقوم بإجراء إعادة تقييم.”
وثمة قاسم مشترك واحد يجمع بين ردود فعل الدروز الإسرائيليين واللبنانيين على حدٍّ سواء، ألا وهو أن كلا الفريقين يسعى إلى حماية إخوانه في سوريا. ففي كانون الأول/ديسمبر 2013، قال الزعيم الدرزي اللبناني ورئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” طلال أرسلان إنّ “[الدروز] مسلمون شأنهم شأن كافة المذاهب [الإسلامية] الأخرى.” وكان يمكن لأرسلان ببساطة أن يدين الاعتناق الإكراهي، ولكنه فضّل ألا يصب الزيت على النار وسط الوضع الحرج أصلاً الذي يعيشه الدروز السوريون. وعوضاً عن ذلك، اختار أن يصف الدروز في محافظة إدلب، حيث يتعاظم نفوذ المتطرفين السنة، بأنهم جزء من النسيج الاجتماعي السوري – وليسوا دخلاء عليه. لقد شعر كل من أرسلان وطريف بالمسؤولية تجاه إخوانهما في الطائفة، واستجابا بطرقٍ لا تتسبب لهم المزيد من الأذى.
ويمكن لأي طرف أن يستحوذ على المحافظات التي تقع على الحدود مع السويداء التي تُعد معقل الدروز السوريين. ومع أن محافظتي درعا والقنيطرة تتأرجحان بين أيدي النظام والمعارضة، ثمة أمرٌ وحيد مؤكد، وهو أن “مستقبل الدروز في سوريا يكمن مع الغالبية السنية العربية”، على حد تعبير الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط خلال مقابلة أجراها في وقت سابق من هذا العام. وأضاف “أدعوهم إلى محادية أنفسهم [عن النزاع] إذا أمكنهم ذلك.” والحقيقة أن بُعد نظر جنبلاط أتاح له التنبؤ بمستقبلٍ يعيش فيه الدروز السوريون في محيط سني. ورداً على ذلك اتخذ مواقف لن تخلّف تداعيات سلبية على أخوانه السوريين من أبناء الطائفة.
أما على الجبهة المحلية، فقد بذل جنبلاط قصارى جهده لإصلاح علاقاته مع «حزب الله»، خصوصاً بعد قيام [ميليشيا] الحزب الشيعي بمهاجمة مختلف القرى الدرزية في لبنان في أيار/مايو 2008. ومع ذلك، ففي ما يتعلق بسوريا، يعتقد جنبلاط أن «حزب الله» ارتكب “خطأً تاريخياً” بإقحام نفسه في الصراع. حتى أنه ذهب إلى حد دعوة الدروز السوريين إلى الانشقاق عن جيش النظام في بداية الانتفاضة. ويرى جنبلاط أن مسؤوليته نحو نجاة الطائفة تتجاوز الحدود الوطنية. ويكمن وراء مواقف جنبلاط من «حزب الله» إدراكُه بأن مصير الدروز متشابكٌ مع هذه المواقف. لذلك لا تشكل مواقفه خطراً على الدروز في لبنان حيث ينمّي «حزب الله» دويلةً حقيقية، كما لا تعرّض الدروز في سوريا للخطر – وهي البلاد التي تزداد فيها سيطرة الإسلاميين المتطرفين.
ومع تدفق اللاجئين والمقاتلين الأجانب والأسلحة عبر الحدود الوطنية، بات واضحاً لبعض الوقت أن الأزمة السورية ليست “مشكلة سورية” بحتة. وتُعد قصة الدروز مثالاً آخر عن صلة المنطقة ككل بهذا الصراع. وخلال الحرب الأهلية اللبنانية، أصر عطشي على أن العلاقات الأخوية بين الدروز هي أقوى من الخلافات السياسية. وقال لصحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، “إن الدروز هم مثل علبة نحاس. إذا ضربتها من إحدى الجوانب، تدوي العلبة بكاملها”.
وفي الوقت الحاضر، تسبب الأزمة السورية رنين علبة النحاس المذكورة مرة أخرى. وحين يناقش اللبنانيون تأثير الحرب عليهم، يميلون إلى التركيز على اللاجئين، وانخراط «حزب الله»، وتسلل المقاتلين الأجانب. أما الدروز فيلفتون الإنتباه إلى طبقة أخرى من الترابط الذي نادراً ما يتم مناقشته وهو: الاحتمال الكبير بأن تؤثّر الأزمة على مجتمعات الأقليات الموزعة بين مختلف البلدان.
نعوم ريدان وآدم حيفيتس هما باحثان مساعدان في معهد واشنطن.
الدروز: الأقلية المنسية في الشرق الأوسطالتهادن بين حزبالله وجنبلاط لآ شك مؤقت. اذا حزبالله خرج من سوريا منتصراً او منهزماً, سيكون لبنان في مأزق. حزبالله أجندا دويلة مثالثه, او دولة سياسيه رغم عن الطوائف الاخرى. اذا مثالثه,و عون متحدّث بالنيابه عن حزبالله, يعني وضع الدروز, في الزاويه, وطبعاً, ردّة الفعل اتبات وجودهم من السويدا الى الجولان,مروراً بالجنوب وستنشأ حرب اهليه. حزبالله لن يقبل باقل من المثالثه كحل, وطبعاً مرفوض مسيحياً ودرزياً. الفداراليه الحل المناسب لتفادي حرب اهليه. يعتبر حزبالله انه الاقوى عسكرياً, وهو يقول بكل مناسبه# لا تجربونا# يعني التموضع للفدراليه سيكون بالقوّة. هذه السينوريهات تبدو خياليه, ولكن الذي يحدث… قراءة المزيد ..