انتهت على خير! عصام الحوطي، على علمنا، اول كويتي يُخطَف في لبنان. فالكويتيون ليسوا “أجانب” في هذا البلد، الذي يندر ألا يكون لمعظمهم شقة او بيت فيه، أو علاقة مصاهرة أو علاقة ما.. وقد بذل جميع المعنيين، وخصوصاً حركة “أمل”، جهوداً كبيرة للإفراج الفوري عنه. وهذا يستحق التقدير، مثلما لا يستحق التقدير أن بعض “نوّاب التويتر” الكويتيين سارعوا إلى الإدلاء بتصريحات سقيمة، فيها “نكهة طائفية”، أو سياسية، لا تستحق أكثر من الإزدراء!
*
وطنية-27/8/2012 عقد المواطن الكويتي المفرج عنه عصام الحوطي مؤتمرا صحافيا، مساء اليوم، في منزل عضو الهيئة التنفيذية في حركة “امل” بسام طليس في بريتال، شرح فيه ملابسات عملية اختطافه والافراج عنه وقال:”سألت ربي ان يجعلني انام بين عائلتي هذه الليلة وقد استجاب طلبي لأكون بين أهلي. نحن في اتحاد كويتي – لبناني وهذا أعتز به”.
اضاف “لقد أطلقوا النار على الارض وضربوني بأعقاب المسدسات على رأسي لحظة الاختطاف وعند الافراج عني تحدثت مع الرئيسين نبيه بري و نجيب ميقاتي وهذا فخر لي، وما يؤسف انهم وضعوني في مكان مظلم وكبلوني بالسلاسل ولحظة الاختطاف حصلت مشاجرة بيني وبينهم، حيث شقوا قميصي وبدلوه بـ”تي شيرت” اسود”، مشيرا الى رجله التي سال منها الدماء والى رأسه الذي شج قليلا نتيجة عراك ما قبل الاختطاف.
شكر الأمير ومسؤولين لبنانيين
وتابع “نشكر الشعب الكويتي والرئيس ميشال سليمان والرئيسين بري وميقاتي وأمير دولة الكويت صباح الأحمد الصباح على تعاونهم واهتمامهم وأضيف وأشكر الحاج بسام طليس الذي عجل بخروجي بمبادرة من الرئيس بري، اطمئنوا الحمد لله انا مع زوجتي وعائلتي وابنتي حنان ابنة السنتين والنصف السنة.
وردا على اسئلة الصحافيين قال:”لم يعاملوني بالاساءة، فالاساءة كانت في البداية تشاجرنا بالأيدي، وانا لا اعرف الخاطفين.القصة انني جئت صباحا لآكل “الفتة” عند اولاد عمي وأوصلتهم الى المنزل وشربت القهوة وعندما هممت بالصعود الى السيارة من اجل الذهاب الى البيت اعترضتني سيارة فنزل احدهم واعترض سيارتي وسحبني منها وبدأوا بدفعي عندها ايقنت انهم سيخطفوني فبدأت بالمقاومة، عندها ضربوني بأعقاب المسدسات وبعد مقاومة وصراخ رآني شيخ وهذا ما أراح بالي وغلبت الكثرة الشجاعة ليصبحوا سبعة فدفعوني الى السيارة وغطوا عيني وصرخوا بي وبدأوا يقولون لي اشتم هذه الدولة وتلك الدولة، فقلت انا كويتي وصديق للدولة وللجميع انا لا اشتم احدا انا كويتي، واتهموني بالارهاب وبأنني قائد لمنظمة ارهابية تابعة للجيش الحر فأجبت ان لا دخل لي بالسياسة.
شتموني وسألوني عن التمويل ومن اموّل قلت أنا كويتي جئت لأزور زوجتي يوم العيد فسألوني عن اموال وعرفوا انني أبني منزلا في بلدة طليا، وسألوني كم معك من اموال، ورموني في مكان مظلم وتركوني لوحدي مكبل اليدين، وعندما سألت ربي اليوم ان يفرج عني فكان ان استجاب فجاء أحدهم ورماني بالصندوق وأوصلني الى قرب كنيسة على طريق ترابية”.
طليس
من جهته نفى طليس الذي كان يتابع القضية بتكليف من الرئيس بري ان يكون تم دفع فدية للافراج عن الحوطي وقال:”الضغط الأمني وضغط الناس جعل الخاطفين لا يستطيعون فيه حماية أنفسهم وحمايته، وهذه الضغوط أدت الى الافراج عنه بدون فدية مالية بعدما اصبح عبئا عليهم”.
وتحدث عن اهتمام الرئيس بري بالمهندس الحوطي ، وشكر دولة الكويت للمشاريع التي تقوم بها، وأشاد بانجاز الافراج وقال:”ما حصل مع الحوطي سبق وحصل مع لبنانيين، والمسألة ليست مسألة جنسية. تم خطف لبنانيين بغرض المال وهذا ليس من شيم اللبنانيين وموضوع الحوطي كان موضع اهتمام اللبنانيين جميعا وقائد الجيش والاجهزة الامنية التي أوصلتنا الى هذه النهاية السعيدة التي اسعدت الشعبين الكويتي واللبناني، ونتمنى ان تكون هذه العملية آخر عملية خطف”.