ابوظبي (رويترز) – أدانت محكمة بالامارات العربية المتحدة خمسة نشطاء سياسيين مضربين عن الطعام يوم الاحد بتهمة اهانة زعماء البلاد وحكمت عليهم بالسجن لما بين عامين وثلاثة اعوام.
واعتبرت محاكمة النشطاء التي استمرت خمسة اشهر مقياسا لمدى استجابة الامارات للمحات من المعارضة السياسية في أعقاب انتفاضات الربيع العربي. والامارات ثالث اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وليس من المعتاد أن تشهد احتجاجات سياسية منظمة.
وقال أحد قضاة المحكمة الاتحادية العليا ان المحكمة أصدرت حكما بالسجن ثلاثة أعوام على أحمد منصور.
ومنصور مهندس اتصالات وشاعر نشرت له هيئة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أعمالا أدبية وهو المتهم الرئيسي في القضية ووجه له الاتهام بادارة موقع الكتروني وفر منبرا لباقي المتهمين للتعبير عن ارائهم المزعوم أنها مناهضة للحكومة.
وكان المدعي العام ذكر في اكتوبر تشرين الاول حين عرض القضية ان الموقع يتضمن اهانات تقوض وضع رئيس البلاد ونائب الرئيس.
وأصدرت المحكمة أيضا حكما بالسجن عامين على كل من ناصر بن غيث وفهد سالم دلك وحسن علي الخميس واحمد عبد الخالق.
وحكمت المحكمة أيضا باغلاق الموقع الالكتروني. وبدأت محاكمة الخمسة منذ يونيو حزيران وألقي القبض عليهم في ابريل نيسان لحثهم على الاحتجاج الشعبي والاخلال بالنظام العام.
وقال محامون وأقارب ان النشطاء الخمسة مضربون عن الطعام منذ أسبوعين تقريبا.
وقال محمد الركن وهو أحد محاميين يدافعان عن النشطاء الخمسة للصحفيين ان صحتهم في تدهور وفقدوا الكثير من الوزن وأضاف أنه لا يعلم ما اذا كانوا سيواصلون اضرابهم عن الطعام ام لا.
ولم تشهد الامارات ايا من الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت الدول العربية على مدى الاشهر العشرة الماضية ويرجع الفضل في هذا جزئيا الى الامتيازات التي تمنحها لمواطنيها من المهد الى اللحد.
وكتب أحد المتهمين مقالا وصف فيه هذا النهج بأنه شراء للمواطنين تفاديا للاصلاح السياسي.
وقال ممثلو الادعاء في اكتوبر ان أحد النشطاء نشر التماسا يحث على مقاطعة الانتخابات في سبتمبر ايلول لاختيار من يشغلون نصف مقاعد المجلس الوطني الاتحادي وهو مجلس استشاري يتكون من 40 عضوا.
وأضافوا أن لديهم أدلة على أن المدعى عليهم حرضوا المواطنين على الاخلال بالامن العام وتنظيم مظاهرات ضد الدولة.
واتهمت ثلاث جماعات حقوقية منها منظمة هيومان رايتس ووتش حكومة الامارات الاسبوع الماضي بالاخفاق في التحقيق فيما وصفتها بحملة التهديدات بالقتل والافتراءات والترويع ضد الخمسة.
وقال سامر مسقطي الباحث في هيومان رايتس ووتش لرويترز “كنا نتوقع حكما ظالما بالنظر الى أن المحاكمة نفسها غير عادلة. لسنا مندهشين لكننا نشعر بخيبة امل.”
وفي متنزه بالقرب من مبنى المحكمة تجمع عشرات الاماراتيين دعما للحكومة. وارتدى البعض أوشحة مزينة بصور حكام البلاد بما في ذلك الرئيس.
وقال حمد الاحبابي وهو زعيم عشائري من مدينة العين لحشد يغلب عليه الطاعنون في السن انه يجدد البيعة والولاء والحب لزعماء البلاد ويستنكر احمد منصور وأعوانه.
وقال خليفة النعيمي وهو قريب لزوجة بن غيث واحد من حضروا المحاكمة انه يتعشم أن تتم تبرئة الخمسة.
وأضاف أن الادلة المقدمة تشير الى براءتهم.