المركزية- فيما السباق على اشدّه بين التهدئة والتصعيد، ، جاء الاعلان السعودي عن رفع يد المملكة عن وساطتها مع سوريا، ليظهر حجم الخلاف الحقيقي مع دمشق حيال الملف اللبناني. فوزير الخارجية السعودية سعود الفيصل الذي حذّر من خطورة الوضع في لبنان اكد ان الملك السعودي اتصل بالرئيس السوري بشار الاسد، وكان الموضوع بينهما التزام انهاء المشكلة اللبنانية برمتها ولكن لم يحدث ذلك”.واعتبر انه “اذا وصلت الامور الى الانفصال، وتقسيم لبنان، انتهى لبنان كدولة تحتوي على هذا النمط من التعايش السلمي بين الاديان والقوميات والفئات المختلفة”.
التصريح السعودي صدر فيما كانت الجهود التركية ـ القطرية متواصلة في بيروت استكمالا لمفاعيل قمة دمشق الثلاثية في محاولة لاعادة احياء التفاهم السعودي ـ السوري وان بقالب مختلف.
التحرك التركي ـ القطري: وقد بات الوزيران الشيخ حمد بن جاسم واحمد داوود اوغلو، اللذين لا يحملان معهما اي مبادرة او اقتراح، ليلتهما في بيروت محاولين تدوير الزوايا ومستمعين الى كافة الاطراف اللبنانيين الذين التقوهم بمن فيهم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله . واكدت مصادر مطلعة ان الوفد لم يطرح في خلال لقاءاته م اي خطوة تتصل بالاستشارات النيابية الملزمة والمقررة الاثنين المقبل.
وفي معلومات لـ”المركزية” ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان شرح للوفد حقيقة الوضع مركزا على ضرورة ضمان اي اتفاق يمكن التوصل اليه ومتابعة تنفيذه ومحاسبة من يمكن ان يخلّ به.
بدوره ادلى رئيس مجلس النواب نبيه بري امام الوفد بدلوه، شارحا اسباب فشل الـ”سين ـ سين” ومعلنا التمسك بها واعتبر ان الرئيس الحريري قد تراجع عن التزاماته بضغط اميركي.واضعا ما يشبه دفتر شروط كشرط لاعادة تسميته من المعارضة.
برّي “يستغرب”..!
واليوم، ردت أوساط الرئيس بري على ما نقلته وسائل الاعلام عن لسان وزير الخارجية السعودية واوضحت أن رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية التركي أثناء التشاور معهما أكدا أنهما لم يتحركا الى لبنان الا بعد أن تقرّر في قمة دمشق وبعد اجراء اتصال بالجانب السعودي الذي أكد أن التحرك الى لبنان اتى بموافقة سعودية كاملة. وبالتالي استغربت أوساط بري أن يكون هذا الكلام صادرا عن وزير الخارجية السعودية.
الحريري: سوريا تتحمّل المسؤولية
وذكرت اوساط في الغالبية ان الرئيس الحريري كاشف الوفد بما جرى معلنا عدم مسؤوليته في فشل التفاهم السعودي ـ السوري، واكد ان الجانب السوري وحلفاءه في لبنان هم من اخلواّ بكل التزاماتهم ، وطالب بالعودة الى اتفاق الطائف، رافضا تكرار تجربة الثلث المعطل مع المعارضة ، كما رفض معادلة “الجيش ـ الشعب ـ المقاومة” والا يجب ان تتحول الى “الجيش ـ الشعب ـ المقاومة ـ المحكمة”.
وكشفت مصادر سياسية ان الاجتماع بين الرئيس الحريري والوفد دام لأربع ساعات ونصف الساعة وكان متشعبا ورافقته سلسلة اتصالات اجراها الوزيران مع خارج لبنان من دون الكشف عن هوية الاتصالات. الرئيس الحريري .
وفهم من مصادر الوزيرين القطري والتركي ان هناك جانبا من القلق على مهمتهما وان وزير خارجية قطر كان افصح عن رغبته في انضمام وزير خارجية سوريا الى لقاءاتهما في لبنان لكن الاخير اعتذر لاضطراره الى المشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية العرب تمهيدا للقمة الاقتصادية في شرم الشيخ.
وفي معلومات لـ”المركزية” ان المحادثات القطرية ـ التركية المسؤولين اللبنانيين ما زالت تتمحور حول نقطة واحدة وهي: من يبدأ التنفيذ ؟ فالمعارضة تصر ان يكون الطرف الآخر هو البادىء فيما يصر الاخير على ان تبدأ المعارضة بالتنفيذ اذا ان التجارب السابقة غير مشجعة ونقض اتفاق الدوحة ليس بتاريخ بعيد. وتطالب الغالبية بضمانات.
وقد سبق للنائب وليد جنبلاط ان اقترح التزامن في التنفيذ وفق اجندة مفصلة ومحددة بالتواريخ والايام.
نجاد: مرحلة تاريخية: في غضون ذلك، اعتبر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان الشعب اللبناني يمر في مرحلة تاريخية، وأنه أمس الحاجة الى الوحدة “حيث يسعى الاستكبار لتكريس انقساماته”. مؤكدا “أن اللبنانيين قادرون على حل مشاكلهم بإلتفافهم وعليهم الحذر من الايادي الشيطانية التي تريد فرقتهم”.
من جهته، اعتبر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني “ان هناك من ينفخ في نار المحكمة الدولية للنيل من ثبات ووحدة اللبنانيين، وأكد أن طهران تدعم التقارب والوفاق بين اللبنانيين بحيث لا يفسح المجال أمام أحد للدخول على خط الخلافات بينهم”.
جنبلاط يتحدث “في الوقت المناسب”
جنبلاط مستعد للقاء الأسد : وفي المواقف أكد رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط إستعداده لـ”زيارة دمشق مرة جديدة، بهدف بحث الأزمة اللبنانية مع الرئيس السوري بشار الأسد”، معلناً “عدم التوقف عن إرسال موفدين إلى دمشق”. وعن لقاءاته السابقة مع الأسد والرئيس سعد الحريري والأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، قال جنبلاط :”سأصبر قليلاً ثم سأتحدث بصراحة، وفي الوقت المناسب، عمّا جرى معي بين 10 و15 كانون الثاني، وهي الفترة التي قابلت خلالها نصر الله والحريري والرئيس الأسد”، موضحاً أنّ “هناك مزايدات من هنا ومن هناك، وسأقول في الوقت المناسب للرأي العام العربي والدولي ما حدث معي”.
وإذ كشف عن وعد قطعه للرئيس الأسد عشية الاستشارات بـ”الابقاء على سرية المحادثات”، قال جنبلاط: “الآن وفي الوقت المناسب سيكون علي أن أُعلن عمّا جرى”، رافضاً التعليق على الجهود التي تقودها قطر وتركيا حالياً لحل الأزمة في لبنان.
الوضع الميداني:
اما ميدانيا، فعادت الحركة الطبيعية الى الشوارع وسط اجواء من الترقب والحذر، بعدما سجل ليل امس انتشار امني محدود في عدد من المناطق التي شهدت تجمعات ، واثر سريان شائعات ليلا عن ظهور مجموعات منظمة في محيط السراي ووسط بيروت ، انتشر الجيش اللبناني بكثافة حول المقرات الرسمية ولا سيما السراي الحكومي وساحة النجمة وفنادق بيروت خصوصا محيط فينيسيا والمفارق المؤدية الى بيت الوسط. كما لوحظ ان انتشارا امنيا قد نفذ في مناطق جبل لبنان بعد ورود معلومات الى المسؤولين عن تحركات يقوم بها البعض في بعض المناطق المسيحية في جبل لبنان بالتزامن مع التجمعات التي حصلت امس والمتوقع ان تستكمل قبل يوم الاحد المقبل عشية موعد اجراء الاستشارات النيابية الملزمة بهدف الضغط لارجائها.
في هذا الوقت تابع قائد الجيش العماد جان قهوجي العائد من دمشق، مع الرئيسين سليمان والحريري الاوضاع الامنية من كل جوانبها.