قام “الشفاف” بترجمة “تقديم” دراسة صدرت قبل أيام عن “معهد واشنطن” بعنوان “إذا نشبت الحرب” (بالإنكليزية على “الشفاف”: If War Comes: Israel vs. Hizballah and Its Allies). كاتب الدراسة يعمل “جيفري وايت” حالياً كباحث في “معهد واشنطن” ولكنه عمل لمدة 34 سنة في “وكالة إستخبارات الدفاع” الأميركية، وشارك في التخطيط العملياتي وتخطيط السياسات في مكاتب مسؤولين كبار بالبنتاغون، بينهم وزير الدفاع ورئيس الأركان المشتركة. وكان قد وضع دراسة نشرت في العام 2006 بعنوان: دروس ونتائج حرب إسرائيل مع حزب الله- تقييم أولي”.
أرفقنا مع التقديم عدداً من الخرائط التي ترد في دراسة جيفري وايت، لأهميتها البالغة. وننصح القارئ بالإطلاع عليها. في ما يلي “التقديم” وسيقوم “الشفاف” بترجمة الفصول الأساسية لاحقاً.
*
ملخّص
شهدت الأشهر الأخيرة نقاشات كثيرة حول التوترات المتزايدة بين إسرائيل وحزب الله، وبين إسرائيل وحليفي الحزب، سوريا وإيران. وإذا ما نشبت الحرب فعلاً على حدود إسرائيل الشمالية، فإن الحرب الجديدة لن تحمل سوى شبه قليل مع حرب لبنان في العام 2006. بالأحرى، فالحرب الجديدة ستكون حدثاً “تحوّلياً”، أو حتى مصيرياً على مستوى المنطقة- حتماً بالنسبة لحزب الله ولبنان، وربما بالنسبة لسوريا، بل وربما حتى بالنسبة لإيران. والأرجح أن إسرائيل ومكانتها الإقليمية ستتعرض لتغييرات أساسية بدورها.
لا تشتمل الدراسة التالية على تكهّنات حول إمكانية نشوب الحرب. فهي تقتصر على توقّعات حول ما سيكون عليه شكل الحرب المقبلة. وحسب كل الإحتمالات، فإنها ستكون حرباً كبرى، حرباً تُخاض فوق مناطق واسعة في لبنان، وإسرائيل، وربما سوريا، وتشمل استخدام قوات عسكرية كبيرة تقوم بتنفيذ عمليات معقّدة وتتسبّب بوقوع خسائر كبيرة جداً (بين العسكريين والمدنيين) علاوة على أضرار كبرى ستلحق بالمرافق الأساسية في كل البلدان المعنية. ومع أن الميدان السياسي- الديبلوماسي سيكون مهمّاً، فإن النجاح في ميدان القتال سيلعب دوراً مركزياً في تحديد حصيلة الحرب.
ونظراً للرهانات الكبرى التي يمثّلها، فإن القتال سيكون كثيفاً والأرجح أنه سوف يتصاعد ويتوسع. وستكون كل من إسرائيل وحزب الله تحت ضغط كبير لتحقيق النصر في هذه الحرب، وهذا ما قد يرفع الأعمال القتالية إلى مستوى أعلى، والأرجح أنه سيدفع سوريا وإيران للتورّط فيها. وستشكل الحرب المقبلة إختباراً عنيفاً لصانعي القرارات وللمقاتلين في الجانبين، كما ستمثّل تحدّياً للفرقاء الخارجيين المعنيين، وخصوصاً منهم الولايات المتحدة.
وثمة عدد من الظروف التي يمكن أن تشعل شرارة مثل هذه الحرب. ببساطة، قد يتوصّل أحد الجانبين إلى قناعة مفادها أن الوقت حان للتحرّك. أو يمكن أن تنشأ الحرب عن حوادث متنوعة، وهذه تشمل أعمال عنف سواءً على الحدود اللبنانية، أو في غزّة، أو في الضفّة الغربية. كما يمكن أن تخلق نشاطات أخرى أوضاعاً يؤدي فيها تصاعدُ التوتّر وسوء تفسير نوايا الجانب الآخر أو أعماله إلى نشوب الحرب.
المقاتلون
إن التهديد الراهن لإسرائيل هو، بالأساس، تهديد تقليدي: فقوات الصواريخ، والقذائف، والقوات المضادة للدبابات في حزب الله هي قوات تقليدية في بنيتها وأغراضها، وينطبق ذلك على الجيش السوري. وقد جهّزت إسرائيل قواتها التقليدية لمواجهة ذلك التهديد، بما في ذلك إدخال تحسينات على نُظُمِها الجوية، والأرضية، والبحرية، والقيادة والتحكّم، والإستخبارات، وجاهزية القوات المسلحة، والدفاع الفعّال ضد الصواريخ والقذائف، والدفاع المدني. ومع أنه لا تجوز الإستهانة بتحدّي الحرب مع حزب الله وحلفائه، فإن “قوات الدفاع الإسرائيلي” أفضل تجهيزاً اليوم مما كانت في العام 2006.
في حرب على غرار الحرب التي وصفناها أعلاه، سيكون هدف إسرائيل هو إحداث تغيير أساسي في المعادلة العسكرية تكون نتائجه كبيرة في الوضع السياسي. ومع أن ذلك قد لا يعادل “نصراً نهائياً”، فالأرجح أن يكون حاسماً بالمعنى العسكري- العملياتي. وستركّز الإستراتيجية العسكرية الإٍسرائيلية على استخدام عمليات جوية، وأرضية، وبحرية مشتركة وواسعة النطاق من أجل تدمير قوات الصواريخ والقذائف التابعة لحزب الله بسرعة، ومن أجل تدمير قوّاته البرّية في جنوب لبنان، وإلحاق ضرر كبير بنظام القيادة والتحكّم في الحزب، وتدمير مرافقه في كل أرجاء لبنان.
ويُرَجّح أن إسرائيل ستسعى للحؤول دون تصاعد الحرب إلى حرب شاملة مع سوريا عبر مزيج من التهديدات، والتعبئة، ونشر القوات، وترتيبها في وضعيات معيّنة. في الوقت نفسه، ستكون إسرائيل جاهزة لمثل ذلك الإحتمال. والأرجح أن أية قوات أو مرافق سورية تؤازر حزب الله ستكون مُستَهدفة، كما ستهاجِم إسرائيل أية عناصر إيرانية تؤازر حزب الله. في الوقت نفسه، ستسعى إسرائيل للردع المباشر لأية هجمات إيرانية على أراضيها، سواء عبر التحذيرات وعبر تجهيز قدرات القصف الإستراتيجية، بما فيها القوات الجوية، وقوات القذائف، والقوات البحرية.
إن استعدادات حزب الله للحرب المقبلة تهدف إلى ردع إسرائيل، وتعديل الميزان العسكري لصالح الحزب، وتعزيز أهدافه السياسية.وتنمّ النشاطات الأخيرة للحزب عن تخطيط عسكري يتّسم بالجدّية، وقد أسفرت النتائج التراكمية لأعماله عن زيادة ثقة حزب الله بنفسه، وربما عن إضعاف الردع الإسرائيلي. لقد نجح حزب الله إلى حد كبير في خوض حرب 2006، وهو يرمي إلى تكرار ذلك النجاح في أية حرب مقبلة.
إذا ما نشبت حرب جديدة، فإن مجهودات حزب الله العسكرية سوف تركّز على الإستراتيجيات التالية:
• على المستوى الهجومي: شن هجمات صواريخ وقذائف ضد أهداف عسكرية ومدنية بهدف إلحاق خسائر وأضرار مؤثّرة
• على المستوى الدفاعي: إعتراض العمليات الجوية، والأرضية، والبحرية الإسرائيلية داخل لبنان بواسطة عمليات هجومية تتسبّب بإعاقة أي تقدّم إسرائيلي مع إلحاق أكبر خسائر بشرية ممكنة بالجيش الإسرائيلي ومع مراعاة تأمين سلامة قوات الحزب.
وسيكون هدف الحزب هو مواصلة العمليات طالما ظل الحزب يعتبر الأوضاع في مصلحته، وطالما ظل قادراً على إلحاق أكبر قدر من الخسائر السياسية، والعسكرية، والإقتصادية، والإجتماعية في إسرائيل.
من جهتها، ستعمل سوريا وإيران، وفي الحدّ الأدنى، على توفير قدرات إتصالات، وقياد، وتحكّم، واستخبارات، وإعادة تموين بهدف دعم قدرات حزب الله القتالية. وستعترض عناصر الدفاع الجوي السوري أية “إختراقات” للفضاء الجوي السوري ويمكن أن تشتبك مع المقاتلات الإسرائيلية فوق لبنان، نظراً لصِغَر منطقة العمليات الجوية ولقرب دمشق من منطقة القتال. وفي ما يتعدّى الدعم الأساسي (مثل التوجيه، والتسليح، والإستخبارات)، فليس واضحاً أيُ دور يمكن أن تلعبه إيران. ولكن، في حال وقوع حرب واسعة النطاق، فإن طهران يمكن أن تتّخذ قراراً بإدخال قوات مشاة خفيفة أو قوات خاصة إلى لبنان، وبإدخال قوات صواريخ وقوات دفاع جوي إلى سوريا. ويُرجَّح أن كلاً من دمشق وطهران ستتعرّض لضغوط لزيادة دورها مع تصاعد الحرب، وذلك جزئياً بحكم صلاتها بحزب الله والتزاماتها إزاءه.
وإذا ما تورّطت سوريا مباشرةً في حرب مع إسرائيل أثناء نشوب حربٍ مع لبنان، فإن أهدافها ستشمل:
• الدفاع عن النظام وقدراته الأساسية (الأمنية، والعسكرية، والإقتصادية)
• صيانة مكانة حزب الله في لبنان وقدرته على تهديد إٍسرائيل
• إعادة التواجد العسكري السوري في لبنان
• إلحاق هزيمة بإسرائيل تكون كافية لخلق شروط تسمح له باستعادة هضبة الجولان.
وفي إيران، يمكن للنظام أن يقرّر اتخاذ خطوة أو أكثر وفقاً لسلّم تورّط متصاعد:
• تقديم مزيد من الأسلحة لحزب الله وسوريا
• توفير مستشارين، وفنّيين، أو قوات مقاتلة خفيفة
• تنفيذ هجمات غير متوازية ضد مصالح إسرائيلية (عبر عمليات إرهابية، مثلاً)
• الإنخراط في إثارة القلاقل على مستوى المنطقة (عبر تصعيد التوتّر في مضيق هرمز، مثلاً)
• توجيه ضربات قذائف إلى إسرائيل.
وفي الجانب الفلسطيني، يُرَجَّح ان يقصر قادةُ “حماس” مشاركة الحركة على عمليات رمزيّة يرافقها صخب إعلامي. في الوقت نفسه، ينبغي ألا نُفاجَأ إذا ما شملت الحرب المقبلة في شمال إسرائيل “غارةً على غزّة”. إذ يمكن لـ”حماس” أن تأخذ قراراً بدخول الحزب بصورة جدّية، وأن تستخدم صواريخها وأسلحتها طويلة المدى. أو يمكن لإسرائيل نفسها أن تأخذ المبادرة لإنجاز المهمة التي شرعت بها في عملية “الرصاص المصبوب” في 2008-2009.
التصعيد ونقاط يصعب تقديرها مسبقاً
إن الحرب المقبلة التي نعرضها في التقرير الحالي تتضمّن وضعاً خطراً: فالعديد من الضغوط والديناميات ستدفع بها نحو التصعيد. إن مسار القتال، والإستراتيجيات الهجومية للمقاتلين ومواقفهم العقائدية، وعمق إٍستعدادتهم للحرب، وتوقّعاتهم بأن الفريق الآخر سيستخدم القوة الشاملة، واعتقادهم بفوائد الإستباق، كل ذلك سيدفع باتجاه حرب أوسع وأكثر خطورة. بالمقابل، ستعمل عناصر أخرى على الحد من اتساع القتال، ونعني بذلك التدخّل السياسي الخارجي، أو إمكانية التعرّض لخسائر فادحة، أو الهزيمة الوشيكة. لكن يُرجّح أن الضغوط الآيلة إلى التصعيد ستتفوّق على آليات الضبط، الأمر الذي سيسفر عن حرب تتصاعد بسرعة. وستنشأ فترة خطر حاد في بداية الحرب، حينما يمكن أن يشعر أي من الجانبين بفائدة إستباق الخصم. وسيواجه صانعو القرار في جميع الفرقاء المعنيين ضغوطاً شديدة للتصرّف بسرعة من أجل تحقيق أهدافهم وحماية قدراتهم وسكانهم.
بالتأكيد ستظل هنالك العديد من النقاط التي يصعب تقديرها مسبقاً في حرب بمثل هذه الطبيعة وهذا الإتساع: على غرار قوة إرادة القادة الرئيسيين، والطبيعة الحقيقية للعلاقة العسكرية بين سوريا وإيران وحزب الله، وتأتيرات التدخلات الخارجية قبل نشوب القتال، وظروف إشتعال الحرب وسرعة اتساعها، ومواقف الرأي العام أزاء القتال، وإمكانية استخدام أسلحة كيميائية أو بيولوجية، وهذا عدا دور الصُدفة. إن مثل هذه النقاط التي يصعب تقديرها مسبقاً، وغيرها، يمكن أن تؤثُر في مسار الحرب، باتجاه تطويلها أو تقصيرها، وباتجاه توسيعها أو حصر نطاقها، وباتجاه زيادة حدّتها أو العكس.
نتائح الحرب
إذا وضعنا جانباً العوامل التي يصعّب التكهّن بها مسبقاً، فإن الخطوط العريضة التي عرضناها أعلاه ستنطبق على أي حرب مقبلة: فستكون حرباً واسعة النطاق، ومكثّفة، بين إسرائيل من جهة وحزب الله وبعض حلفائه من جهة أخرى، وسيتم خوضها في إسرائيل ولبنان وسوريا، وفي أجواء هذه البلدان، كما ستستغرق عدة أسابيع. وعند انتهاء الحرب، يُرجّح أن تسود الأوصاع التالية:
• تحتلّ “قوات الدفاع الإسرائيلية” أجزاءً من لبنان، وربما أجزاء كبيرة جداً منه، كما يحتمل أن تحتلّ “قطاع عزّة” كله.
• حيثما سيتطور مسار الحرب وحصيلتها بصورة سلبية- (مثلاً: هزائم، أو خسائر بشرية كبيرة، أو أعمال تدمير واسعة النطاق) فستنشأ أزمات سياسية.
• ستبرز عدة قضايا مباشرة بينها: التعامل مع المدنيين الذين سينزحون عن مناطق القتال، وإعادة بناء القوى العسكرية وإعادة تجهيزها، وإعادة تأهيل المرافق الأساسية التي ستتعرّض لأضرار.
وسيتطلب ذلك الوضع قدراً كبيراً من الوقت ومن الإستثمارات السياسية والإقتصادية قبل أن يعود إلى حالة إستقرار.
وفي المدى الطويل، فإن نوع الحرب الذي يعرضه التقرير الحالي يمكن أن يُعيدَ صياغة البيئة السياسية والعسكرية للمنطقة. وستكون الحرب المقبلة بالتأكيد أكثر الحروب خطورةً التي تخوضها إسرائيل منذ العام 1973، كما ستكون حرباً ينبغي لجيش إسرائيل أن ينتصر فيها بأي ثمن. ونظراً للأكلاف السياسية، والعسكرية، والإقتصادية التي ستتكبّدها، فإن إسرائيل ستتعرّض لعواقب خطيرة إذا ما أخفقت في تحقيق أهدافها الأساسية بصورة ظاهرة للعيان.
بالمقابل، إذا ما تصرّفت إسرائيل بصورة حاسمة، وأبدت إستعداداً لتكبّد الخسائر البشرية والأضرار، وحصدت نجاحاً عسكرياً، فإن الحرب المقبلة يمكن أن تضعف أعداءها على النحو التالي:
• سيتم تدمير “حزب الله” كعامل عسكري في لبنان، وإضعافه سياسياً.
• سيتم إضعاف النظام السوري نتيجةً للهزيمة العسكرية وبسبب خسارته لقدرات عسكرية وأمنية ذات أهمية.
• ستنحسر نشاطات إيران في المنطقة بسبب هزيمة حلفائها. وحتى إذا امتنعت طهران عن مؤازرة حلفائها أثناء الحرب، فإنها ستخسر بعض نفوذها.
• ستفقد “حماس” (على فرضية أنها تدخّلت مباشرةً في الحرب) قوتها العسكرية في غزة وجزءا من قوتها السياسية.
دور الولايات المتحدة
يُفترض أن الولايات المتحدة ستقوم بخطوات معينة إستعداداً للحرب الممكنة تشمل خططاً للعمل، سواءً لاستباق مثل هذه الحرب أو في إطار ما ينبغي القيام به في حال نشوبها. وإذا ما نشبت الحرب، فلا ينبغي على الولايات المتحدة بالضرورة أن تقوم بخطوات فورية لإنهائها بسرعة. ويشتمل هذا السيناريو على عدد من الأهداف المهمة: تحطيم قدرات حزب الله العسكرية والحدّ من نفوذه السياسي؛ إفهام سوريا أنها لا تستطيع أن تتدخّل في لبنان من أجل تعزيز مصالحها بدون أن تدفع ثمناً باهظاً لمثل هذا التدخّل؛ وإلغاء دور “الوكيل” الذي يلعبه حزب الله من ترسانة سياسة إيران الخارجية. وحدها العمليات العسكرية الإسرائيلية الناجحة يمكن أن تحقق الأهداف المذكورة. بناءً عليه، ينبغي على الولايات المتحدة أن تعطي قوات الدفاع الإسرائيلية الوقت والحيّز السياسي الكافي لتحقيق تلك الأهداف. كما يتوجّب على واشنطن أن تستعد لما سيرافق الحرب من إضطرابات ستسعى إيران لإثارتها في الخليج. وينبغي على الولايات المتحدة أن تُبيّن بوضوح أنها ستستخدم القوة إذا دعا الأمر لإحباط أية محاولة تقوم بها طهران للإستفادة من الوضع الناجم عن نشوب حرب في لبنان.
خلاصة
لا يعرف أحد إذا كانت الحرب ستندلع، قريباً أو لاحقاً؛ فالجانبان يملكان من الأسباب ما يدعوهما لتجنّبها. ولكن، إذا ما اندلعت الحرب مجدّداً على حدود إسرائيل الشمالية، فالمجابهة الجديدة بين إسرائيل وحزب الله لن تشبه الصدام غير الحاسم الذي حدث في العام 2006. والأرجح أن تكون الحرب الجديدة أوسع لجهة نطاقها الجغرافي وأكثر تدميراً، وأن تبدأ العمليات المرتفعة الكثافة فيها منذ لحظاتها الأولى. إن ديناميات القتال ستؤدّي إلى تصعيد سريع قد يسفر عن جرّ سوريا، وربما إيران، إلى أتون الحرب. وإذا ما كانت حصيلة الحرب سلبية لأحد الجانبين، فستكون هنالك أعداد كبيرة جداً من الضحايا العسكريين والمدنيين، وانقطاع في النشاطات الإقتصادية، وأضرار للمرافق الأساسية. ومع أنه يُرجَّح أن الغلبة ستكون لإسرائيل في المجابهة المقبلة، فإن الطرف المنتصر فيها، أيّاً كان، سيتكبّد أكلافاً باهظة. بمقدار ما يتراءى، الآن، أن عنصر الردع يضعف باستمرار، فإن إسرائيل وحزب الله يستعدان الآن لصدّام جدّي لا يستطيع أي منهما أن يخسره.
يتبع
*
خرائط العمليات
إضغط على الرابط لفتح الخرائط
https://www.washingtoninstitute.org/mapImages/4c912e58f2f9c.png
الخريطة 1- عمليات سلاح الجو الإسرائيلي ضد حزب الله: تشمل عمليات جوية تغطي لبنان بأكمله من الشمال إلى الجنوب وتغطي عمق البقاع والجنوب، كما تشمل عمليات دعم برّية في منطقة صور، بجوار “خربة سلم” و”بنت جبيل”، وفي منطقة النبطية. تهدف العمليات الجوية الإسرائيلية إلى “اصطياد” صواريخ حزب الله الطويلة المدى، كما سيسعى الطيران الإسرائيلي إلى ضرب طرق إعادة تموين حزب الله بين سوريا ولبنان.
Notional Israeli Offensive Operations in Southern Lebanon
الخريطة 2- العمليات الهجومية للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان: إجتياح برّي على 3 محاور،: الأول من “نهاريا” وعلى طول الساحل وصولاً إلى منطقة صيدا، والثاني من “صفد” باتجاه الشمال، مروراً بـ”بنت جبيل” و”خربة سلم” (حيث وقع إنفجار في مخزن صواريخ تابع لحزب الله قبل أسبوعين)، حيث يعبر الليطاني ويكمّل باتجاه “النبطية” وصولاً إلى”صديا”. ومحور هجوم ثالث من منطقة “كريات شمونة” باتجاه “الخيام” و”كوكبا” حتى “جزين” شرقاً.
تشارك في الهجمات البرّية فرق دبابات معزّزة و”قوات محمولة بالهليكوبتر”.
Selected Rocket and Missile Coverage of Israel from Potential Launch Areas in Lebanon
الخريطة 3:- صواريخ حزب الله وقذائفه تطال كل أنحاء إسرائيل حتى “إيلات” على الحدود مع مصر: تقوم الخريطة على فرضية إستخدام قذائف “سكود- سي” يتم إطلاقها من جنوب بعلبك ويصل مداها حتى الحدود الإسرائيلية في “إيلات” (تغطّي المنشآت النووية في “ديمونا”)؛ وعلى إطلاق قذائف “أم 600″ و”فاتح 110” من منطقة “عنجر” أو “سكود بي” من منطقة بعلبك، وهذه تغطي القسم الشمالي من إسرائيل. وهذا علاوة على صواريخ “غراد” عيار 122 تم تطويل مداها، وتُطلق من منطقة “خربة سلم” لتغطي شمال إسرائيل وصولاً إلى “حيفا” على الساحل وبحيرة “طبريا” في الداخل.
Notional Hizballah Offensive Operations in Northern Israel
الخريطة 4- عمليات حزب الله الهجومية في شمال إٍسرائيل: في حين سيتعرّض شمال إسرائيل كله لغطاء كثيف من صواريخ حزب الله القصيرة والمتوسطة المدى، فإن حزب الله يمكن أن يشنّ عمليات هجومية باتجاه مستعمرات “المطلّة” و”مسغاف عام” و”كريات شمونة” و”بارام” و”معالوت” و”نهاريا” و”صفد”.
Notional Hizballah Defense Concept
الخريطة 5- المفهوم الدفاعي الذي سيعتمده حزب الله: سيقسّم حزب الله قواته إلى “وحدة شمالية” تغطي المطقة الواقعة شمال نهر الأولى من النبطيّة وجوارها (مناطق محصّنة) وحتى جوار “صيدا” و”جزّين” (مناطق محصّنة)؛ و”وحدة غربية” تشمل المنطقة ما بين “الناقورة” ومنطقة “صور” حتى نهر الليطاني، وتشتمل على عدد من المناطق المحصّنة؛ و”وحدة وسطى” تمتد ما بين “بنت جبيل” و”خربة سلم” وصولاً إلى نهر الليطاني وإلى منطقة “الخيام” (منطقة محصّنة).
الحرب المقبلة وخرائطها: ثلث لبنان تحت الإحتلال وعودة الجيش السوري!
next time we will notb support hizbullah
الحرب المقبلة وخرائطها: ثلث لبنان تحت الإحتلال وعودة الجيش السوري! يوسف خطأ هذه التحليلات والتخيلات الاستراتيجي هو اعتبار ان نظام البعث السوري والنظام الايراني وادواتهما هما عدوان لاسرائيل ! والحقيقة ان اي حرب حدثت وستحدث بين الجانبين سيكون هدف اسرائيل ونظام البعث السوري وايران وباقي العصابة هي اسقاط الديمقراطية في لبنان واضعاف منظومة الاعتدال العربي وتلميع ما يسمى بالمقاومة! هذه المقاومة التي باتت الاداة الاقوى لاسرائيل والكرت الامضى للاحتلال والحجة الداعمة لاي تحرك اسرائيلي دولي سياسي كان ام عسكري! اسرائيل وابناءها حكام دمشق وطهران يعدون العدة لاسقاط لبنان وديمقراطيتة وحماية عصابة بشار اورباخ من اي قرارات دولية وتلميع صورة احمدي… قراءة المزيد ..
الحرب المقبلة وخرائطها: ثلث لبنان تحت الإحتلال وعودة الجيش السوري!
. khaled — khaloud1@hotmail.co.uk
Is it going to be same support from all Lebanese people next time the war breaks, I doout that.
الحرب المقبلة وخرائطها: ثلث لبنان يخضع للإحتلال.. وعودة الجيش السوري!
Ghassan Barakat
الشيء الذي غفل عنه “جيفري وايت” الباحث في “معهد واشنطن” بأن الأحتضان الوطني والألتفاف الشعبي بجميع أطيافه حول المقاومة عام 2006 هو الذي ساهم في الصمود والتصدي للعدوان الشرس على لبنان