الناقورة (لبنان) (رويترز) – قال قائد قوة الامم المتحدة يوم الثلاثاء إن التهديدات بشن هجمات مثل السيارة الملغومة التي قتلت ستة من جنود الامم المتحدة في جنوب لبنان الشهر الماضي هي أكبر عقبة أمام بعثة الامم المتحدة هناك.
وبعد مرور نحو عام على حرب بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله استمرت 34 يوما فان قوة الامم المتحدة في لبنان (يونيفيل) ترى أنها أدت أداء طيبا في ابقاء المنطقة هادئة الى جانب قوات الجيش اللبناني التي انتشرت في الجنوب عقب الحرب.
ولم تدخل يونيفيل في أي مواجهة مع حزب الله أو اسرائيل منذ انتهاء الحرب ولكن التفجير الذي وقع في 24 يونيو حزيران ودمر ناقلة جنود اسبانية أدى لاعادة رسم الخارطة الامنية.
وقال الميجر جنرال كلاوديو جراثيانو لرويترز “كان هجوما ضد يونيفيل.. ولكن بشكل عام هو هجوم ضد الاستقرار في لبنان.. اذا أردت بحق زعزعة استقرار لبنان فعليك مهاجمة يونيفيل.”
وفي العام الماضي دعا الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لشن هجمات على يونيفيل بعد زيادة عدد أفرادها في اطار قرار الامم المتحدة رقم 1701 الذي أوقف الحرب مع اسرائيل.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير الذي وصفه جراثيانو بانه ” متطور للغاية” مشيرا الى أن نحو 50 كيلوجراما من المتفجرات استخدمت في هذا التفجير الذي نفذ عن طريق جهاز تحكم عن بعد.
وأدان حزب الله ذلك الهجوم.
وربطت حكومة بيروت ذلك الهجوم بما يجري في الشمال حيث خاض الجيش مواجهة مع جماعة متشددة سنية اسمها فتح الاسلام في مخيم للاجئين الفلسطينيين في معارك استمرت أكثر من ستة أسابيع.
وقال جراثيانو ان ذلك قد يكون استنتاجا منطقيا ولكن ليس لديه أي دليل دامغ على ذلك وسينتظر ظهور نتيجة تحقيقات منفصلة تجريها الحكومة اللبنانية ويونيفيل وأسبانيا.
وسئل جراثيانو عن أكبر التحديات أمام قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) فقال “بالتأكيد انه هذا الهجوم الارهابي واحتمال تكراره.”
وقال جراثيانو ان التدابير الامنية الجديدة لحماية قوات الامم المتحدة جعلت هدف يونيفيل في كسب ود وتعاطف الاهالي شيئا معقدا.
وأضاف “ان ثقلنا قائم على ابقاء الترابط ورضا الناس لان (القرار) 1701 وحفظ السلام يتمحوران حول دعم الاهالي.. بالطبع لا يوجد تنازل عن الامن ولكن يتعين علينا الابقاء على قرب الاهالي وفي هذه الحالة نشرح لهم أن تلك التدابير الامنية ليست موجهة ضدهم.”
وأشار الى أن ولاية يونيفيل وقواعد الاشتباك مشددة بما فيه الكفاية. ولكن قوات حفظ السلام تناقش مع الجيش اللبناني “كيفية تحسين المشاركة وتحسين شكل حماية القوة” من أجل محاولة منع وقوع هجمات في المستقبل.
وأخفى حزب الله أسلحته عن العيان منذ الحرب وتعهد باحترام القرار 1701 ولكن لديه وجود قوي في الجنوب حيث يتمتع بتأييد عارم.
وقال جراثيانو ان يونيفيل ما زالت تعثر على مخزونات أسلحة وتسلمها للجيش اللبناني ولكنها لم تصادف تحركا للسلاح أو لمسلحين في الجنوب.
وأضاف ان جزءا مهما بالنسبة لمهمة يونيفيل “ابقاء النافذة مفتوحة” من أجل تطورات سياسية ودبلوماسية من شأنها أن تؤدي في النهاية لنزع سلاح كل الجماعات المسلحة.
وأشار الى أن يونيفيل تملك قوات كافية لتنفيذ مهمتها وربما تحتاج للابقاء على نفس المستويات من القوة لحين تولي الجيش اللبناني السيطرة على المنطقة بشكل مستقل.
وتابع ان “ذلك معناه ألا تكون هناك القدرة المناسبة أو العدد المناسب من الجنود فحسب ولكن الثقة المناسبة من الجانب الاخر (اسرائيل). اننا نتحدث عن فترة من الوقت ربما تصل الى ثلاثة أعوام.”
وأضاف الجنرال الايطالي في المقابلة التي جرت في مقر القيادة الواقع على البحر على مقربة من الحدود مع اسرائيل ان التوغلات الاسرائيلية في المجال الجوي اللبناني تنتهك القرار 1701 وتشكل احراجا لحكومة بيروت والامم المتحدة.
وتصر اسرائيل على أن طلعاتها الجوية ضرورية لمراقبة تهريب السلاح عبر الحدود السورية. وتقول أيضا أنها ستواصل ذلك الى أن يفرج حزب الله عن الجنديين اللذين أسرهما في 12 يوليو في عملية أدت لحرب العام الماضي.
وأشار جراثيانو الى أن بمقدور يونيفيل الابلاغ عن الطلعات الجوية الاستكشافية ولكنه لا يملك ايقافها. وقال “الحل الوحيد الممكن هو اقناع اسرائيل على أعلى المستويات بوقف ذلك”.